ترامب يخفض ميزانية المساعدات المخصصة لكينيا بشكل كبير

تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية

قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خفض ميزانية المساعدات المخصصة لكينيا بشكل كبير، فيما يدخل في إطار مراجعة التمويل الأمريكي للدول الإفريقية.

 

قرار الخفض ظهر في تقرير ترامب للميزانية المقترحة الذي أعلن عنه يوم الإثنين حيث سيخفض الدعم المقدم لكينيا من 102 مليون دولار أمريكي قدمت لنيروبي في عام 2018، إلى 43.5 مليون دولار أمريكي للسنة المالية 2020 والتي تبدأ في شهر أكتوبر المقبل.

 

الخفض الذي قرره ترامب مع كينيا شمل أيضا خفضًا مماثلًا بأكثر من 50% من مجموع المساعدات الاقتصادية والتنموية الأمريكية المخصصة لدول جنوب صحراء إفريقيا.

 

وبلغة الأرقام ستخفض الميزانية من 1.5 مليار دولار أمريكي سبق وأن وافق عليها الكونغرس لعام 2018 إلى 665 مليون دولار لعام 2020.

 

تبريرات إدارة ترامب

وبرر البيت الأبيض هذه التخفيضات على أنها وسيلة لتقليل اعتماد الدول الإفريقية على المساعدة الأمريكية ولتشجيع هذه الدول عل الاكتفاء الذاتي، وهو مبدأ خطة “بروسبر إفريقيا” التي عرضتها إدارة ترامب في شهر ديسمبر الماضي والتي تهدف إلى تحويل طبيعة العلاقات الثنائية مع الدول الإفريقية بشكل جذري من دائرة المساعدات إلى دائرة الشراكة التجارية الحقيقية بحسب ما أعلنت إدارة ترامب في استراتيجيتها الجديدة للقارة الإفريقية.

 

تخفيض حاد يطال القطاع الصحي

وعلى هذا الأساس سيتم خفض البرامج الصحية في كينيا التي تشرف عليها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية(USAID)  من 82 مليون دولار أمريكي تم تخصيصها لهذه البرامج في عام 2018 إلى 54 مليون دولار أمريكي في العام المقبل.

 

كما سيطال التخفيض بشكل حاد برنامج “بيبفار” المخصص لفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) الذي تديره وزارة الخارجية في كينيا والذي أنقذ حياة مئات الآلاف من الكينيين.

 

حيث خصص ترامب لهذا البرنامج  276 مليون دولار أمريكي بدل 441 مليون دولار أمريكي سبق وأن أنفقتها الولايات المتحدة في عام 2018.

 

ويرى المراقبون تخفيضات البيت الأبيض لميزانية الدعم المخصصة لكينيا والدول الإفريقية جاءت بهدف إنهاء الدعم الأمريكي لبنك التنمية الإفريقي ولمبادرة القادة الأفارقة الشباب التي عمل عليها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لترقية الأفارقة إلى شخصيات مؤثرة في المستقبل.

 

احتماليات الرفض

وقد شكك بعض المسؤولين الأمريكيين في أن يوافق الكونغرس على قرار ترامب الجديد بخفض ميزانية المساعدات المخصصة لكينيا والدول الإفريقية.

 

وقال إليوت إنجل، عضو الكونغرس ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب: “خلال 3 أعوام على التوالي تم رفض طلب تعديل الميزانية لرئيس الشؤون الخارجية عند وصوله إلى الكابيتول هيل”.

 

وأضاف: “أتوقع أن تلاقي محاولة إدارة ترامب هذه – مرة أخرى- نفس المصير،  وستقابل بالرفض من كلا الحزبين في الكونغرس.”

 

ويجدر الإشارة إلى أن دونالد ترامب كان قد طلب من الكونغرس خلال العامين الماضيين خفض ميزانية المساعدات المخصصة لإفريقيا، لكن مجلس النواب ومجلس الشيوخ – اللذان كان يسيطر عليهما آنذاك حزب ترامب الجمهوري –  قد تجاهلا الطلب.

 

لكن في هذا العام يسيطر على مجلس النواب الحزب الديمقراطي المعارض لترامب ما يجعل من مهمة تمرير هذا الطلب أصعب.

 

الأولوية للقوة العسكرية

وتركز خطة الموازنة العامة لترامب بشكل بارز على تعزيز القوة العسكرية بينما تنفق القليل نسبيًا على الشؤون الدبلوماسية .

 

ويسعى الرئيس الأمريكي إلى رفع تمويل البرامج العسكرية إلى ما يقرب من 19 ضعفًا – أي  750 مليار دولار أمريكي – وتحديد ميزانية الشؤون الدبلوماسية والمساعدات الخارجية معًا بـ 40 مليار دولار أمريكي فقط.

 

وفي إطار سياسة خفض الميزانية، دعا البيت الأبيض إلى خفض قوي في التمويل الأمريكي لعمليات الأمريكية في الصومال ​​من 254 مليون دولار في عام 2018 إلى 90 مليون دولار في عام 2020.  دون أن يكون لهذا الخفض أي تأثير على سير العمليات العسكرية الأمريكية المباشرة في الصومال، والتي تصاعدت بشكل كبير خلال رئاسة ترامب. كما أنه من المستبعد أن يخفض من الدعم الأمريكي المخصص للإتحاد الإفريقي لقتال حركة الشباب المجاهدين.

 

وقد وجه أحد المراسلين خلال مؤتمر صحفي في واشنطن يوم الاثنين سؤالًا عن سبب تحديد وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية خفضًا للتمويل بنسبة 23% في حين حُدد تخفيض الميزانية الإجمالية للولايات المتحدة بنسبة 5%.

 

فأجابه دوغ بيتكين، مسؤول الميزانية والتخطيط بوزارة الخارجية الأمريكية قائلا بأن اقتراح  ترامب “يدعم الشؤون الدبلوماسية والتنموية فقط في مجموعة من الأولويات مع تقليص حجم الإنفاق على بعض البرامج.”

 

سياسات ترامب الجديدة بتقلص ميزانية المساعدات الخارجية وتغيير الاستراتيجية في إفريقيا جاءت في إطار تركيز الجهود الأمريكية على المنافسة الحادة بين الولايات المتحدة وبين الدول الكبرى المنافسة على رأسها روسيا والصين اللتان تتغلغلان بشكل لافت في القارة السمراء كما في ساحات أخرى للمنافسة مع المصالح والأطماع الدولية.