بيان من مكتب السياسة والولايات بعنوان ” المذابح الأمريكية في الصومال”
نشر مكتب السياسة والولايات التابع لحركة الشباب المجاهدين، بيانا بعنوان “المذابح الأمريكية في الصومال” سلط الضوء فيه على الجرائم الأمريكية بحق الصوماليين المدنيين في الآونة الأخيرة وإصرار القيادة الأمريكية العسكرية في أفريقيا “أفريكوم” على اعتبار المدنيين بما فيهم النساء والأطفال مقاتلين عسكرين.
وجاء في البيان الذي نشره مكتب السياسة والولايات بلغتين هما العربية والأنجليزية: “«إما أن تكون معنا أو مع الإرهابيين»، تلك كانت رسالة الرئيس الأمريكي جورج بوش منذ ما يقرب من عشرين عامًا، وهو نفس المبدأ الذي تسير عليه إدارة ترامب اليوم مع تصاعد غارات الطائرات الأمريكية بدون طيار في الصومال. ففي الآونة الأخيرة وتحت ذريعة زائفة هي محاربة حركة الشباب المجاهدين، بدأت القوات الأمريكية تضاعف حملاتها الوحشية في جنوب ووسط الصومال لقتل المدنيين العزّل، وإرهاب سكان الريف والحضر بالقصف العشوائي والغارات الليلية”.
وأضاف البيان: “وعلى الرغم من أن العدوان الأمريكي على المسلمين في الصومال ليس وليد الصدفة، إلا أن ما يثير الدهشة هو مستوى الخداع والنفاق الذي أظهرته القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا «أفريكوم» بإصرارها على تصوير الضحايا المدنيين بأنهم «أهداف عسكرية مشروعة»”.
وواصل البيان موضحًا:”فمنذ احتلال الجيش الأمريكي للصومال في أوائل التسعينيات، لجأت الإدارة الأمريكية إلى الخداع الصارخ والبيانات الكاذبة لإخفاء حقيقة ما تقوم به من الجرائم في القرن الإفريقي، فتحطّمت بدورها شرعيتها كمصدر لمعلومات موثوقة. وعلى الرغم من وجود الأدلة الحاسمة والتقارير المستقلة التي تحقق في جرائم الحرب الأمريكية في الصومال على مدى السنوات الماضية، لا يزال الصليبيون يكذبون دون خجل من فظائعهم، مما أبرز مستوى ضعفهم وانعدام الأخلاق والنزاهة لديهم. فعندما يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات بين المدنيين، يرد الصليبيون في «أفريكوم» بإصدار بيان صحفي معد مسبقا ينكرون فيه عن أي إصابات بين المدنيين ويعدون بإجراء تحقيقات في الأمر. ومع ذلك، لم يتم حتى الآن إجراء تحقيق واحد واستمر الصليبيون يمطرون القنابل على السكان المسلمين في الصومال لسفك مزيد من دماء الضحايا الأبرياء”.
أما بالنسبة للواقع على الأرض، أوضح مكتب السياسة والولايات قائلا: “فإن الهجمات الأمريكية في الصومال تنفذ بلا هوادة، ولا حصر لقائمة جرائمها التي تشمل خطف الأطفال من مدارسهم وقصف المستشفيات، ومجازر جماعية لأسر بكاملها، وقتل الأمهات والرضع وشيوخ القبائل وغيرها من الجرائم البشعة في حق المسلمين”.
ووفقًا لمكتب الإحصاء لحركة الشباب المجاهدين، فإن أكثر من 82.7% من العمليات العسكرية الأمريكية في الأشهر الـ 34 الماضية استهدفت المدنيين العزل دون وجود أي انتماء – مطلقا- لحركة الشباب المجاهدين. وكانت الغالبية العظمى من هؤلاء الضحايا مزارعين يمثلون حوالي (37 %) من الضحايا، تليهم النساء والأطفال بنسبة (24.1 %) والبدو بنسبة (21.4%). ولم تفرّق ضربات الطائرات بدون طيار الأمريكية حتى بين المعاقين عقليًا والمسنين، كما سُجّل بوضوح في أوائل هذا الشهر مع القصوفات على مدينة «جلب» في ولاية جوبا الإسلامية التي أودت بحياة امرأة معاقة في العشرين من عمرها وتشويه جدتها البالغة من العمر ثمانين عامًا. وكما تسببت ضربات الطائرات بدون طيار في المذابح المروّعة فكذلك أحدثت تدمير المنازل وقتل الماشية في المناطق المستهدفة. بحسب ما ورد في بيان مكتب السياسة والولايات.
وأضاف البيان: “وعلى خلفية الضربات الأمريكية الأخيرة في ولايتي جوبا وشبيلي السفلى الإسلامية، تقدم حركة الشباب المجاهدين تعازيها الحارة إلى أسر الضحايا. ونسأل الله الرحمن الرحيم أن يتقبل القتلى من بين الشهداء، وأن يعجّل بشفاء المصابين ويُلهم أحبائهم الصبر والسلوان.
ونقول لأسر الضحايا، اعلموا أن الضربات الأمريكية بدون طيار التي استهدفتكم ليست حوادث مستثناة بسبب خطء في المعلومات أو تصرفات عسكرية نادرة، بل هي حملة منهجية متجذرة في الكراهية الفطرية للكافرين تجاه المسلمين، وخاصة أولئك الذين اختاروا شريعة الله كمنظومة حياة يعيشون وفق أحكامها. قال الله تعالى (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)”.
كما أشار البيان لصبر الصوماليين وثباتهم أمام القصوفات الأمريكية حيث جاء فيه: “لقد قدم المسلمون في الولايات الإسلامية، اقتداء بالمسلمين الأوائل في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضربوا مثالًا رائعًا في الصبر والصمود والثبات على إيمانهم أمام الحملات الصليبية المتتالية، وبفضل الله لن تضيع دمائهم وتضحياتهم سدى. وسيجزيهم الله خير الجزاء سبحانه، وسيخلّد عزمهم وإبائهم في صفحات التاريخ المشرقة للأبد.”
كما وجه مكتب السياسة والولايات توصية للولاة في مناطق سيطرة حركة الشباب المجاهدين حيث جاء فيها: “ولا يفوتنا في هذا المقام، أن نحث ولاة الولايات الإسلامية لمضاعفة جهودهم في مساعدة المتضررين من غارات الطائرات بدون طيار الأمريكية وتزويدهم بالخدمات الطارئة والإنسانية اللازمة قدر المستطاع”.
كما وجه مكتب السياسة والولايات الشكر لكل المسلمين المتعاطفين مع الجرائم الأمريكية في الصومال حيث جاء في بيانه: “كما يعرب مكتب السياسة والولاية عن امتنانه للمسلمين – في الداخل والخارج على حد سواء – الذين اتصلوا بالمكتب وتفاعلوا مع القصف الجوي الأمريكي الوحشي وأعلنوا تضامنهم التام مع المسلمين المضطهدين في الصومال.”
وواصل البيان موضحا أهمية الظرف الذي تمر به الأمة الإسلامية حيث جاء فيه: “أما بالنسبة للمسلمين في الصومال وشرق إفريقيا عمومًا، فمن الضروري أن يدركوا أن السياسة الخارجية الأمريكية المهيمنة في الصومال تتجاوز حربها المعلنة ضد حركة الشباب المجاهدين. إنها حرب ضد الإسلام وكل مسلم، سواء يحمل السلاح أم لا يحمله، فهو يعتبر من الأهداف المشروعة للصليبيين. لذلك، ننصح المسلمين جميعا، بغض النظر عن خلافاتهم الفكرية، أن يقفوا قفة تضامن مع إخوانهم المسلمين في مواجهة هذه الهجمة الأمريكية العدوانية ضد الإسلام وأن يتحدوا في تحرير الصومال من الاحتلال الأمريكي. قال الله تعالى (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)”.
وأضاف: “لقد تميّز الشعب الصومالي المسلم منذ زمن بعيد بتمسكه الشديد بالإسلام وتفاني أبنائه في خدمة دينهم وعقيدتهم. فقد كانوا يتّصفون على مر العصور بالكرامة والعزة ورفض الخضوع والمهانة للغزاة المحتلين وهذا هو السبب الذي جعلهم أهدافًا للحملة الصليبية الدولية.”
وبحسب بيان مكتب الولاية والسياسات فمن “جانبها، تتعهد حركة الشباب المجاهدين، باتخاذ جميع التدابير اللازمة لحفظ حياة المسلمين وطرد الكفار المحتلين من أراضيهم والسعي للانتقام للأبرياء الذين قُتلوا في غارات الطائرات الأمريكية بدون طيار ومواصلة الجهاد ضد الكافرين حتى تسود شريعة الله جميع أنحاء العالم، قال الله تعالى (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)”.
وقال مكتب السياسة والولايات في ختام بيانه: “وعلى الولايات المتحدة أن تعلم أن في شرق إفريقيا أبطالا من أبناء الأمة المسلمة، كأمثال فرسان غزوات «بلدويكلي» و«ماندا باي» المستعدين والمتشوقين للتضحية بحياتهم من أجل وضع نهاية للعدوان الأمريكي على أمتهم وحفظ كرامة وحياة إخوانهم المسلمين. والله مولانا وحافظنا وقد وعدنا بالنصر على الكافرين. قال الله تعالى: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)”.