بيان من قيادة قاعدة الجهاد بشأن هدم المساجد وقتل المصلين في إثيوبيا
نشرت مؤسسة السحاب، الجناح الإعلامي لتنظيم قاعدة الجهاد، بيانا بشأن هدم المساجد وقتل المصلين في إثيوبيا جاء فيه: “الحمد لله القائل في كتابه: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ، وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أَوْلَيكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَافِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌّ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾، والصلاة والسلام على من بعث بالسيف رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فيا أمة الإسلام، إن المساجد والجوامع لهي المجامع الإيمانية والحواضن الاجتماعية التي ينطلق المسلمون منها لأداء أدوارهم التاريخية، ولطالما أدت الجوامع دورها في تماسك البناء، وتضامن الأعضاء، وتعزيز عوامل الثبات والبقاء، فلهذا يسعى أهل الصليب دوما في هدمها وخرابها والفتك بأهلها، وإن أوباش الأحباش ما استنوا مؤخرًا بسنة إخوانهم من كفار الهند وعباد البقر، بهدم المساجد على رؤوس قاطنيها إلا حينما انشغلت حثالة العسكر في السودان بالتخريب والاقتتال، وتهافتت دول الجامعة العربية على سفاح الشام بالحفاوة والإقبال، وأينعت ثمار الجهاد المقدس بالجوار في الصومال، ضد أعتى تحالف غاصب عرفته المنطقة بقيادة أم الخبائث أمريكا، التي ضمت إليها مع مرتدي حكومة الصومال آلافاً مؤلفة من جيوش النصارى الحاقدين من إثيوبيا وأوغندا وأشباههم من دول الصليب الإفريقي، وبمظاهرة دول العار والشنار لها كتركيا والإمارات وقطر وغيرهم من المرتدين الخائبين، فلا غرو أن تكشر الصليبية العالمية بكل ألوانها عن أنيابها، كاشفة الستارها وحجابها، هادمة لبيوت الله على عُمارها خوفا وهلعا من التحولات الكبرى في الموازين، فربما امتدت ووصلت على إثرها رايات الجهاد الإسلامي للعمق الأثيوبي”.
وأضاف البيان:”إن هذا الحقد التاريخي الإجرامي الذي يتأجج ويضطرم في أعماق النفوس الصليبية، وتغلي مراجله في الأرواح الشيطانية، يبرز للعيان مجددا من إثيوبيا الصهيوصليبية، في سفور جامح، وعداء فاضح، بهدم مساجد الأغلبية المسلمة المقهورة على رؤوس أهلها، والمسلمون يستغيثون ولا مغيث والمستضعفون يستجيرون ولا مسعف، في صمت وخيانة دولية مطبقة، وإهمال إعلامي سافر، وفاجعة ليس لها من دون الله كاشفة، وماذا عسانا أن نقول وقد هدم النصارى في أيام معدودات أكثر من عشرين مسجدا كانت تضج لله بالتكبير والتوحيد، وذبحوا العشرات من الركع السجود تحت أنقاضها، وإلى الله المشتكى من هذا الظلم الكالح. وإن النبأ العظيم الذي يرتقبه إخوانكم اليوم منكم في بلاد الحبشة، أن تنتصروا لهم خير انتصار، وأن تعضدوهم أكمل التعضيد بكل صنوف التناصر والتعاضد والدفاع والتضامن، وإنهم ليرتقبون منكم أن تضربوا لهم وللأمم كلها المثل الأعلى بالإحساس الإنساني المشترك، والشعور الإيماني العميق، والقيام بما تقتضيه الواجبات الدينية من الأمة الإسلامية، فلا يليق بأمة (لا إله إلا الله) أن تغض الطرف عن قيامها بواجباتها الإنسانية والإيمانية في مثل هذه المآسي التي تلين لها الحجارة الصماء ، وقد صح عن رسولنا صلى الله عليه وسلم أنه قال: “مَثْلُ المُؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثلُ الجَسَدِ إِذا اشتكى مِنهُ عُضْوُ تِدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَر وَالْحُمَّى”، وقوله : «مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فُرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كَرَب يَوْمِ الْقِيَامَةِ»، وإننا نستصرخ أهل الإسلام في كل مكان أن يضطلعوا بما تعلق في ذممهم من واجب النصرة لإخوانهم في إثيوبيا، وفي طليعة من نوجّه إليهم هذه الصرخة الاستنفارية، أهل العلم والخير والجهاد في سبيل الله في جميع أنحاء القارة الإفريقية عموما، وفي صومال العز والإباء خصوصا، لأنهم العون المؤمل بعد الله عز وجل في نصرة الإسلام والمسلمين، والتعويل عليهم وعلى أبناء الأمة لا على الحكام ومناوراتهم السياسية في الدفاع عن قضايا الأمة المحمدية بالمنطقة، وتضميد جراحها، ومداواة كلومها، وقيادتها إلى المستوى الذي يليق بكرامتها وكرامة مساجدها ودور عباداتها”.
وأضاف بيان القيادة:” كما نحث أهل الإسلام قاطبة بالوقوف مع إخوانهم المجاهدين في حركة الشباب المجاهدين بالصومال، فهم الأكثر جاهزية بين أهل الإسلام لتغيير – معادلات القوى والردع في المنطقة، وهم الأكثر خبرة واضطلاعا بوسائل تأديب أوباش الأحباش ومحاسبتهم على تجاوزاتهم السافرة، وتحقيق قول الله فيهم: ﴿أُوْلَبِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَابِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْى .. الآية، قال أهل العلم في تأويل هذه الآية الكريمة: (هذا خبر بمعنى الأمر، ومعناه: أجهضوهم بالجهاد، فما ينبغي لأحد منهم أن يدخل مساجد الله إلا خائفا من القتل، فإن حكمهم في الدنيا أن يحل العذاب والهوان بهم)، وهذا قول علماء الأمة في كل من منع الناس من عبادة الله في أي مسجد، فمجرد المنع بالإجماع سعي في الخراب؛ لأن عمارة المساجد تكون بالعبادة فيها، فكيف بهدم بنيانها على رؤوس أهلها، وقتل من فيها من المصلين.
وفي نهاية البيان جاء:”وختامًا يا أمة الإسلام فلتعلمي أن هذه حرب عالمية صليبية ضد بيوت الله وخنق دورها التربوي والاجتماعي والسياسي والدعوي، ولهذا تؤدي فرنسا دورها الخبيث وخربها القذرة في إغلاق المساجد ومحاربة الأئمة والتضيق على المصليين. وكذلك ما يحدث في بقية دول أوروبا وتونس وغيرهم. فاللهم نصرك ولطفك بإخواننا المظلومين في إثيوبيا.. اللهم صن أعراضهم ، واحقن دمائهم ، واجمع كلمتهم، وسدد رأيهم.. اللهم ربنا أبرم لهذه الأمة أمر رشد يُعز فيه أهل دينك، ويُدافع فيه عن مساجدك، وينتصر فيه لكتابك ورسولك، وإليك يا رب الملجأ والتضرع، وأنت على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، والحمد لك في كل حين”.