بمناسبة شهر رمضان، أمير حركة الشباب المجاهدين يوجه رسائل إلى الشعب الصومالي ويكشف دور الإمارات وتركيا في الصومال:
(شهادة) – تحت عنوان “تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى”، صدرت كلمة جديدة يوم أمس، لأمير حركة الشباب المجاهدين الشيخ أبي عبيدة أحمد عمر، نشرتها مؤسسة الكتائب الجناح الإعلامي للحركة مدتها 22 دقيقة.
الكلمة التي صدرت باللغة الصومالية وجهها أمير الحركة للشعب الصومالي المسلم وللمجاهدين في الحركة مع بداية شهر رمضان الكريم، وحملت انتقادات حادة للحكومة الصومالية وللبرلمان الصومالي المدعومين من الغرب ، مسلطة الضوء على الخلافات بين الطرفين وكذا الأطراف الدولية التي تتدخل باستمرار في الصراع في الصومال وهي تركيا والإمارات العربية المتحدة.
شهر رمضان
وفي مقدمتها ذكر الشيخ أبي عبيدة أهمية الركن الرابع من أركان الإسلام، ألا وهو صيام شهر رمضان، “شهر الجهاد والقرآن، شهر الصيام والصدقة”.. وحث فيها المسلمين في الصومال على إتقان العبادة “فتكاليف الدين ليست سهلة، بل إنها عبادة ثقيلة لا يؤديها إلا من يسرها الله له” بحسب تعبيره.
انتصاران عظيمان
ثم حمد الشيخ الله على الانتصارات التي منّ بها على حركة الشباب المجاهدين “وشاركت الأمة الإسلامية بها، في هذا الشهر المبارك”. ولخصها في انتصارين عظيمين.
قال الشيخ أبو عبيدة: ” الانتصار الأول هو الانتصار الذي أثبت حجة وأحقية الأهداف التي نقاتل من أجلها. وصدق رسالتنا التي نضحي من أجلها بالنفس والمال.”
وعن سر هذا الانتصار قال:”إنها عقيدة التوحيد التي رجحت كفة المجاهدين، وأصابت قيادة الردة بالكآبة والحزن والهزيمة النفسية، التي لن يخرجوا منها إلا بالتوبة إلى الله، وخلع ثوب الردة التي هم فيها، ومحاربة الدين… إنها العقيدة الصحيحة التي نرجو من الله أن يقوم المجاهدون بتحقيقها، والتي دحضت الشبهات والأباطيل التي يروج لها علماء السوء، وأظهرت زيف فتاويهم التي يدعمها الكفار ويرضى عنها الشيطان”.
أما الانتصار الثاني الذي ذكره الشيخ أبو عبيدة فقال:” أما الانتصار الثاني ، الذي يجب علينا أن نحمد الله عليه وتشاركنا فيه أمتنا المسلمة هو الانتصارات التي حققها المجاهدون ضد الكفار والمرتدين ، بفضل الله”.
وكشف الشيخ عن خسائر القوات الإفريقية “أميصوم” خلال 3 أشهر الأخيرة قائلا: “بفضل الله تبددت قوة الكفار، وقتل قرابة المئتين من قوات أميصوم ، في أقل من 3 أشهر، وأصيب منهم أكثر من ذلك، الله أكبر، إنها نعمة تستحق أن نحمد الله عليها كثيرا”.
كما كشف أيضا عن وضع قوات أميصوم الحالي في البلاد فقال: “بفضل الله، أن الكفار والمرتدين اليوم في حصار، وقد كسر كبريائهم ولا يستطيعون الخروج من قواعدهم ، أحاطوا أنفسهم بخنادق كبيرة، فهم يواجهون الإبادة والاستنزاف عندما ينقلون مؤنهم”.
تأثير الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب
أما عن تأثير الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب فقال الشيخ أبو عبيدة : ” وجود الحكومة المرتدة انحسر في بضعة مقاطع تنشر في مواقع التواصل الاجتماعي، وشاشات وسائل الإعلام المعادية، إنه فرق كبير بين الانتصارات الوهمية التي يضللون بها الرأي العام والحقيقة على أرض الميدان، نسأل الله أن يعجل هلاكهم ويكفي المسلمين من شرهم”.
حقيقة البرلمان الصومالي المدعوم من الغرب
وفي هذه الكلمة ركز الشيخ حديثه عن أوضاع الصومال من الداخل، والاختلاف الذي تعيشه الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب مع البرلمان الصومالي فقال: “إذا نظرنا إلى أوضاع البلاد، سنرى أن بضعة مئة من الانتهازيين، يدعون أنهم مشرعون، يضعون مصير الأمة في أيدي الاحتلال، إنهم شرذمة تزاحم الله في الحكم والتشريع، إنه برلمان أسسه الشيطان ، يقاتل لصد الناس عن اتباع شريعة الله، فيضل الأمة ، إنه برلمان أسس لتطبيق وحي الشيطان في أمتنا”.
وأضاف : ” إنه برلمان مرتزقة ، جعلت تشريعاتهم البلاد مستوطنة للاحتلال، يستبيح فيها العدو بيضة المسلمين، إنه برلمان جعل البلاد تحت احتلال عدونا الأبدي: كينيا وإثيوبيا، إنهم يتسابقون إلى تحقيق أطماع المحتلين في أمتنا، ويسلموهم ما تبقى من خيراتها، إنه البرلمان الذي اختار رئيسا اشتهر بالحماقة والبلادة”.
كما أشار الشيخ للاتفاقيات الاقتصادية التي أبرمتها الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب والتي قال بأنها “كبلت اقتصاد البلاد لصالح المحتلين. وتسببت في الفقر والعوز لدى الشعب” الصومالي. حسبما ورد في كلمته.
وأوضح الشيخ أن الخلاف الأخير في البرلمان “أبرز أطماعهم الهزيلة، وموت ضمائرهم وحماقة قيادتهم السياسية ، وهو نذير شؤم لمخاطر النظام الفدرالي يهدد الأمة الصومالية المسلمة ما لم تقطع أيدي الجشعين السفهاء. الذين يجهلون مخططات العدو التي تهدف لأن تقذف الأمة في قعر الهاوية”.
وعن مصير المحاولات في إنهاء هذا الخلاف في الحكومة والبرلمان قال الشيخ أبو عبيدة: “إن الخلاف الذي نشب بين طواغيت البرلمان، الذي يحمل ثلث أعضائه جنسيات أجنبية، ويخدمون مصالح الدول التي يحملون جنسيتها، لهو أكبر من أن يتفقوا على شيء قبل أن تتفق الدول المتصارعة التي يعملون لصالحها”.
خلاف لن ينتهي
وأوضح الشيخ أن الخلاف يعكس مرحلة سياسية صعبة للغاية برز فيها أيضا عمق الخلاف بين مصالح الدول الصليبية وعملاءهم العرب، الذين يمثلهم هؤلاء الأعضاء، مؤكدا أن خلافاتهم لن تقف عند حد مستشهدا بقول الله تعالى : (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى) وهو عنوان كلمة الشيخ.
الإمارات وتركيا في الصومال
كما تحدث الشيخ أيضا في كلمته عن الإمارات وتركيا كلاعبين أساسين في الصراع في الصومال، وقال : “علينا أن نتساءل عن الفرق بين الأتراك والإمارات أليست هاتان الدولتان، من أسباب البلاء في بلادنا، وتقفان عقبة أمام تطورها”.
وأضاف موضحا: ” تركيا التي هي عضو في تحالف الناتو الصليبي، هي التي تعبث باقتصاد البلاد، والتي استولت على المطار والميناء، وأنشأت قاعدة عسكرية لحماية عملية نهب خيراتنا، وهي أكبر قاعدة تركية خارج بلادهم، تركيا هي من تدعم إثيوبيا في مشروع بناء سد النهضة، أما الإمارات فهي في سباق للسيطرة على الموانئ الصومالية خارج مقديشو، وإنشاء قواعد عسكرية في البحر الأحمر”. كما أكد على أن كلا البلدين تسعيان لتوطيد نفوذهما بجيش من المرتزقة في المنطقة.
احتلال يقود البلاد
ثم وجه الشيخ أسئلة مباشرة للأمة المسلمة في الصومال وقال : “أقول لأمتنا المسلمة في الصومال، علينا أن نتساءل ما مصير أمة أمرها واقتصادها وأسرارها بيد أعدائها، أمة يختار لها أعداءها قادتها، ويقومون بحمايتهم. أمة يدرب جيشها ويموله أعداءها، في حين من المفروض أن يحمي هذا الجيش البلاد منهم”، كما أشار أيضا إلى مناهج التعليم التي يشرف عليها الاحتلال أيضا.
وأضاف الشيخ مؤكدا: “اعلمي أيتها الأمة أن بلادك في احتلال سافر، وأن عدوك استولى على مصادر الدخل . أن العدو أنشأ ما يسمى حكومة تشرع له نهب الثروات وتضلل الشعب وجيشا يحمي مصالح هذا العدو”.
وأعقب الشيخ مفسرا أن “المحتلون”، ” تقاسموا البحر، ونهبوا البر، وبدأوا يزحفون نحو بلاد المسلمين” وضرب مثلا “بلد حاوا” وهي مدينة صومالية تقع على الحدود الكينية، والمدن المشابهة التي استولت عليها إثيوبيا وكينيا، واستخدام العملات النقدية الكينية والإثيوبية فيها، في حين هي أراضي صومالية.
الأمة تحت مجهر الدراسات والإحصاءات الغربية
ويجدر الإشارة إلى أن الشيخ أبو عبيدة لفت الانتباه للإحصاءات التي يعتمدها ما وصفه بالعدو، لمراقبة الأمة الصومالية المسلمة، ودراسته لقوة البلاد الاقتصادية فضلا عن جمع معلومات كاملة حول احتياجات الأمة واستهلاكها، موضحا أن هذه الاحصاءات والدراسات تتم عن طريق الهيئات التي ملأت الأرض لتنفيذ مهمات الاستطلاع.
العولمة والاقتصاد الصومالي
وفي تركيز أكثر على الوضع الاقتصادي للبلاد وتأثير العولمة السلبي عليه، قال الشيخ أبو عبيدة: “أوردوا إلى البلاد المشاكل الاقتصادية التي سببتها العولمة، فالصومال كانت من البلدان القلائل التي نجت من تأثير مشاكل العولمة، التي أرهقت اقتصاد دول كثيرة، مثل اليونان وأرمينيا وغيرهما.”
رسالة إلى المجاهدين والأمة الصومالية المسلمة
وفي ختام كلمته اختار الشيخ أبو عبيدة أن يوجه رسالة للمجاهدين في حركة الشباب يثني فيها على جهودهم في “هزيمة العدو” ويدعو الله أن يتقبل تضحياتهم ويتقبل شهداءهم وفي ذات الوقت يذكرهم بالأسرى ويدعو لهم.
وقال الشيخ : “أقول للمجاهدين اعلموا أن الأمة الإسلامية تنتظركم، وتنتظر منكم انتصارات كتلك التي منّ الله بها عليكم من قبل، استعينوا بالله وكثفوا الغارات امنعوهم من الراحة وقطعو أوصالهم وأوصلوا اللهيب إلى بلدانهم التي جاءوا منها غزاة”.
أما للأمة المسلمة في الصومال، فذكرها بالدور الذي يقوم به المجاهدون “أبناءها” في رفع السلاح والجهاد لتكون كلمة الله هي العليا وليحكموا شريعة الله وليخرجوا المحتلين من البلاد ولنصرة المستضعفين من المسلمين، فقال موجها خطابه للأمة الصومالية المسلمة: “كوني لهم عونا ومددا فإنك ستجنين ثمار انتصاراتهم قريبا بإذن الله”.
المساعدة للمتضررين من الفياضانات
أما آخر رسالة فوجهها الشيخ الأمير إلى المتضررين من الفياضانات الأخيرة التي ضربت البلاد فقال :”وأخيرا نوصل تعزينا إلى الأسر الذين تضرروا بالفياضانات الأخيرة ونسأل الله أن يرحمهم ويرزقهم الصبر والسلوان، على موتاهم”. مؤكدا بأن “الولايات الإسلامية” لهم سند، وستأخذ دورها في مساعدتهم وإعانتهم .
الكلمة التي نشرت على قناة الناشر الرسمي لمؤسسة الكتائب، الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية، احتوت على نصوص شرعية وتفاسير وأشعار صومالية.