بعد تضارب في التصريحات الأمريكية قائد أفريكوم يؤكد قرار خفض القوات في إفريقيا
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
بعد تضارب في التصريحات الأمريكية الجنرال توماس د.والدهاوزر قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) أكد قرار إدارته خفض القوات المتواجدة في القارة الإفريقية على مراحل.
وقال والدهاوزر خلال خطاب له في الكونغرس الأمريكي: “سيتم سحب 300 جندي بحلول يونيو 2020، في المرحلة الأولى من مشروع تقليص عدد الجنود الأمريكيين في إفريقيا بنسبة 10 %”.
ويجدر الإشارة إلى أن مسؤولين في البنتاغون أعلنوا في نوفمبر / تشرين الثاني من العام الماضي أنهم سيسحبون 700 جنديا من أصل 7200 جندي أمريكي في القارة الإفريقية بحلول يونيو / حزيران 2020. ولكن تصريحات أمريكية أخرى معارضة شككت في مصداقية الخبر.
ويشمل الـ300 جندي الذين سيتم سحبهم في المرحلة الأولى لقرار الإدارة الأمريكية بخفض القوات، 150 جنديا من القوات الخاصة والبقية من القوات التقليدية.
وأوضح قائد أفريكوم أن هذا السحب للقوات لن يؤثر على العمليات العسكرية الأمريكية في كل من الصومال وليبيا أين يكمن خطر القوى الجهادية.
وأكد والدهاوزر على أن قرار البنتاغون في خفض القوات الأمريكية في القارة جاء كجزء من خطط لتركيز الاهتمام الأمريكي على القوى العظمى المنافسة كروسيا والصين.
ولكن سحب القوات أثار مخاوف أعضاء من الكونغرس الذين تساءلوا عما إذا كان هذا السحب سيضعف الأمريكيين في ما يُسمى بالحرب على الإرهاب.
وقال والدهاوزر لطمئنة المشرعين: “إن المسؤولين سيراقبون كل التأثيرات المحتملة للقرار واستدراك أي تداعيات له”.
ويوجد حاليا حوالي 6000 جندي أمريكي في إفريقيا بحسب ما أعلنت أفريكوم، يتمركز الجزء الأكبر منهم في القاعدة الأمريكية في جيبوتي – معسكر ليمونيير – حيث يعمل أكثر من 4000 أمريكي. كما أُعلن عن وجود 500 جندي أمريكي في الصومال، حيث تصعّد واشنطن من ضرباتها الجوية ضد حركة الشباب المجاهدين.
وقد تعرض والدهاوزر لضغوط كبيرة ومتكررة من قبل أعضاء الكونغرس لتقديم تفسير بشأن مقتل أربعة جنود أمريكيين في النيجر في أكتوبر 2017. حيث فشل البنتاغون في تقديم أي تفاصيل مقنعة حول هذه القضية.
وقال والدهاوزر للمشرعين أنه تم إجراء عدة تغييرات ومراجعات لمعالجة النقص في الإجراءات العسكرية والتدريب والعمليات الأمريكية.
كما تم تعزيز الرقابة الجوية والإجلاء الطبي في حالات الطوارئ، وأيضا غيّر المسؤولون من إجراءات البعثات ورفعوا من مستوى التدريبات.
ويجدر الإشارة إلى أن هذه المراجعات في السياسة الأمريكية العسكرية في إفريقيا جاءت بعد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأمريكيين في عدة ساحات للصراع في القارة، في وقت تعثرت فيه جهود ما يُسمى “مكافحة الإرهاب” والتحالفات التي تديرها واشنطن في سبيل السيطرة على الدول التي تشهد صعودًا للقوى الإسلامية.
وقد أزعج قرار سحب القوات الأمريكية الشركاء المحليين لواشنطن، ذلك أن قواتهم تعتمد على القوات الأمريكية من اللوجستيات إلى جمع المعلومات الاستخبارية إلى قيادة العمليات العسكرية ضد الجماعات الجهادية إضافة إلى التمويل.
وتعتبر هذه القوات عاجزة تماما بدون الدعم والقيادة الأمريكية لها.
وتشهد القارة الإفريقيا تنافسا قويا بين الصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية.