بعد تحرير أكثر من 400 أسير القيادة العامة لحركة الشباب المجاهدين تصدر بيانا بعنوان “فكوا العاني”
نشرت مؤسسة الكتائب الجناح الإعلامي لحركة الشباب المجاهدين بيانا من القيادة العامة لحركة الشباب المجاهدين بعنوان “فكو العاني” حول تحرير 400 أسير في الهجوم الذي شنه مقاتلو الحركة على السجن المركزي لمدينة بوصاصو بإقليم بونتلاند شمال شرقي الصومال.
البيان نشر بصوت أحد كبار قيادات الحركة، الشيخ أبو عبد الرحمن مهد ورسمي باللغة الصومالية وقامت وكالة شهادة بترجمته للعربية، حيث افتتح البيان الذي استغرق 20 دقيقة، بالآية 75 من سورة النساء، ثم قال الشيخ:”بداية نحمد الله سبحانه وتعالى الذي نصر عباده وهزم أعداءه، اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى. ثم إن من المقاصد التي شرع لأجلها الجهاد ومن الغايات التي يسعى إليه المجاهدون، فكاك أسرى المسلمين القابعين في سجون الأعداء، وهذا ما أمرنا به رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي قال:” فكوا العاني” يعني الأسير، واليوم سجون الصليبيين والمرتدين مليئة بأسرى المسلمين، مما يجعل فكاك أسرهم أمرا واجبا على المسلمين باستخدام كافة الوسائل المشروعة، وقد أعطى ديننا أهمية خاصة لفكاك أسرى المسلمين، لأنه بفكاك أسرههم يتحقق مقصدين من مقاصد الشريعة وهما: حفظ النفس حيث تحفظ نفوسهم من القتل والتعذيب والتعدي عليهم، وحفظ الدين حيث يحفظون من الفتنة والارتداد عن الدين، وأخبرنا الله في كتابه بأن فتنة الردة أكبر من القتل، حيث قال تعالى ( وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ)، وقال تعالى أيضا ( وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ)”.
وأضاف الشيخ القائد:”ويجب على المسلمين أن يحملوا مسؤولية فكاك أسرى المسلمين، وهذا ليس واجب المجاهدين فقط، بل على كل مسلم أن يعلم مسؤوليته تجاه دينه وأمته، ودين الإسلام دين مكتمل، قال القرطبي – رحمه الله -: قال علماؤنا فداء الأسرى واجب وإن لم يبق درهم واحد …. إلى أن قال: وبذلك وردت الآثار عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه فك الأسرى وأمر بفكهم وجرى بذلك عمل المسلمين وانعقد به الإجماع ويجب فك الأسرى من بيت المال فإن لم يكن فهو فرض على كافة المسلمين”.
وقال موضحا:”ويجب على التجار وأصحاب المال أن ينفقوا أموالهم لفكاك أسرى السلمين من سجون الأعداء من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال، ويجب عليهم أيضا أن يتفقدوا أولاد الأسرى وأسرهم وينفقوا عليهم”.
وعن الهجوم على السجن المركزي في بوصاصو قال الشيخ أبو عبد الرحمن:”وأداء للواجب الشرعي تجاه أسرى المسلمين قام المجاهدون ليلة الجمعة الموافقة لـ 21 رجب 1442 هـ بشن غزوة مباركة على السجن المركزي الكبير لإدارة بونتلاند المحاربة لدين الله في مدينة بوصاصو، هذا السجن الذي بناه الصليبيون وأنفقوا عليه أموالهم والذي كان يقبع فيه المئات من أسرى المسلمين ويتعرضون في داخله للتعذيب والاعتداء بشكل مستمر على يد الاستخبارات الصليبية وإدارة بونتلاند المحاربة لدين لله”.
وواصل موضحا تفاصيل الهجوم:”بدأ الهجوم قبل منتصف الليل بقليل في توقيت مدينة بوصاصو وتم الهجوم كما خطط له، وبفضل الله تمكن المجاهدون من بسط سيطرتهم على السجن بعد معركة شرسة خاضوها مع حراس السجن، وقتلوا منهم قرابة العشرة عناصر وأصابوا أكثر من ذلك، وأحرق المجاهدون في هذا الهجوم 3 عربات عسكرية للأعداء”.
وبفضل الله واصل الشيخ أبو عبد الرحمن :”حرر المجاهدون جميع أسرى المسلمين في هذا السجن، ويبلغ عدد الأسرى المحررين في هذا الهجوم المبارك 400 أسير، ومن بينهم عدد من النساء المسلمات اللواتي أسرن بغير حق في هذا السجن، وبفضل الله نجح المجاهدون في إخراج الأسرى سالمين من هذا السجن، وأبعدوهم من مناطق الأعداء وأوصلوهم إلى مناطق خاضعة لسيطرة المجاهدين، ومن ثم وجهوا كل واحد من الأسرى إلى المكان الذي كان يريد أن يذهب إليه، والحمد لله الذي بقوته وحده تحقق هذا الأمر فاللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى”.
وقال الشيخ القائد:”ونقول لإخواننا المجاهدين وجميع إخواننا الأسرى الذين أنقذهم الله من أيدي الظالمين، عليكم أن تشكروا الله على هذه النعمة وهذا الفضل، أنتم اليوم أعرف من غيركم بحقيقة إدارات الردة والكفر، لأنكم بقيتم في سجونهم مدة طويلة، ورأيتم سجونهم واستخبارات الصليبيين الذين كانوا يستجوبونكم، وقد رأيتم الحقيقة التي كان يكررها المجاهدون دائما وهي بأن هذا البلد خاضع للاحتلال، كما رأيتم أيضا محاكمهم الطاغوتية وعلماء السوء الذين يحاولون تغيير أفكار الشباب في السجون، ولهذا فعليكم مسؤولية لا يتحملها غيركم، فضاعفوا جهدكم وجهادكم ضد إدارات الردة وأطلعوا الناس حقيقة هذه الإدارات، فإن إخوانكم قد فدوكم بأنفسهم لتعيشوا أحرارا وأقاموا الحجة عليكم وحملوكم مسؤولية أكبر من التي كنتم تحملونها من قبل، فجهزوا أنفسكم لتحرروا باقي إخواننا الأسرى القابعين في سجون المرتدين، أنتم من يجب أولا أن يتألم مع الأسرى لأنكم تعرفون حقيقة معاناتهم والظروف التي يعيشون فيها، فكيف يفكر أحدكم أن يستظل ويستريح بينما الآلاف من إخواننا الأسرى يعيشون العيش الذي رأيتموه، نحمد الله أن أنجاكم من فتنة الأسر ونسأله أن يعوضكم بالثبات على الحق والصبر والمصابرة، ونسأله سبحانه أن يلهمكم الجهاد والصبر ليغفر لكم ذنوبكم ويرحمكم، وقد أثنى الله سبحانه في كتابه على رجال واجهوا أعداءه وصدعوا بالحق والتوحيد ومن ثم أسرهم العدو فعذبهم وأذاقهم ألوان العذاب كـبلال ومقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وأمه رضوان الله عليهم أجمعين، وبعد أن استشهد من استشهد منهم أنجى الله الباقين من أيدي أعدائه فاستأنفوا طريق الجهاد والصبر ولم تضعفهم فتنة الأسر قال الله تعالى وهو يثني عليهم ( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِن بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ)”.
وواصل الشيخ موجها كلماته للأسرى المحررين:”وتذكروا دائما السجن الذي خرجتم منه وسوء فعل من كانوا يعذبونكم في السجون، وتذكروا إخوانكم الذين لا يزالون في البلاء الذي أنقذكم الله منه، وتذكروا فرحتكم بعد أن وجدتم حريتكم من جديد، فابذلوا قصارى جهدكم لتخرجوا إخوانكم من الأسر ولتذيقوا الظالمين العقاب الذي يستحقونه، وموعدنا الجهاد والصبر ونسأل الله الثبات والصبر”.
وأضاف موجها كلماته للأسرى في السجون:”ونقول لأسرى المسلمين القابعين في سجون الصليبيين والمرتدين في كل مكان: نشعر الآلام التي تشعرونها والعدوان الذي وقع عليكم من العدو وقلوبنا معكم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه مسلم. واعلمو يا إخواننا أننا ما نسيناكم، ونبشركم بأننا لن ننشغل بأي مشغلة عن فكاك أسركم وسنبذل كل ما نملك لنحرركم من الأسر، واعلموا أن نصر الله محقق ووعده نافذ والنصر قريب إن شاء الله، وكتائب المجاهدين مجهزة لفكاك أسركم ولإيصال الجهاد في المناطق التي تظلمون فيها، والفدائيون الاستشهاديون يتسابقون ليحرروكم بدمائهم”.
وأضاف الشيخ:”ونقول لإخواننا الأسرى في أيدي العدو اصبرا وتحملوا واحفظوا دينكم حتى لا يفتنكم العدو عن دينكم، فمهما عذبتم فاعلموا أنه لا أحد يمكنه أن يغير ما في قلوبكم، فالقلب بين يدي الله فاسألوا الله الثبات، والعدو يحاول أن يدفعكم للقنوط وأن يثير الشبهات في جهادكم فإذا أصبح الجسد مأسورا في يد العدو فلا تجعلوا القلب مأسؤورا، فالهدف الذي أسركم العدو لأجله هو أن تتنازلوا عن دينكم ومبادئكم فيسيطر على قلوبكم، لذلك لا تقبلوا الذل أبدا واحفظوا قلوبكم بالدين وأكثروا من العبادات واسألوا الله العون والتوفيق وأحسنوا ظنكم بالله وجاهدوا العدو بقلوبكم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( مَا مِنْ نَبِىٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِى أُمَّةٍ قَبْلِى إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ) فلا تخرجوا من قلوبكم كره العدو وبغضه والدعاء عليه، واقتلوه في أي فرصة تجدونها، ويكفينا بشارة أن الله لم يجعل أعمارنا في أيدي الأعداء، فأرواحنا بيد الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف» “.
ووجه الشيخ القائد بعد ذلك كلماته للأعداء حيث قال:”ونقول للأعداء اعلموا أن المجاهدين لا ينسون ثأرهم وأنهم يعملون ليلا ونهارا ليأخذوا بثأرهم، وسيكون لكل طاغوت نصيبا من انتقام المجاهدين يوما ما بإذن الله. ونوجه من هنا رسالة إلى قادة وعناصر ميليشيات الردة الذين يعملون في السجون حيث يتم تعذيب أسرى المسلمين، فنقول لهم: لا تظنوا أن المجاهدين لا يعلمون بأمركم فأنتم في رأس القائمة المطلوبة للمجاهدين قد حددنا أسماءها، وستقعون يوما ما في أيدي العدالة أو ستهلكون في غزوات المجاهدين القادمة بإذن الله، وسيكون مصيركم مصير جلادي سجن بوصاصو، واعلموا أنكم لن تجدوا مكانا تأمنون فيه بإذن الله وهذا عهد قطعناه لله وواجبنا تجاه إخواننا المسلمين الذين أسرتموهم ظلما وعدوانا”.
وختم الشيخ القائد كلمته بالثناء على المقاتلين الذين نفذوا الهجوم الذي أدى لتحرير الأسرى حيث قال:”وفي الختام نقول لفرسان الجهاد وأبطال الإسلام في سلسلة جبال غوليس جزاكم الله عنا وعن الإسلام خيرا، فلقد رفعتم رؤوس المسلمين وشفيتم صدورنا وأغظتم الصليبيين والمرتدين وأظهرتم عزة الإسلم والمسلمين وأحييتم عقيدة الولاء والبراء، ويكفيكم شرفا دعاء المسلمين لكم في الولايات الإسلامية الذين صدحت حناجرهم بالتكبير بعد أن سمعوا بشرى غزوتكم المباركة، وفرح بها كل من في قلبه ذرة من الإيمان، وصدق ظننا بكم، وأظهرتم أهمية ثغركم للجهاد في شرق إفريقيا، فاللهم ارض عنهم وانصرهم كما نصروا أولياءك، اللهم من شارك وخطط وقاد وجهز هذه الغزوة، اجعل مثواهم جنة الفردوس واغفر لهم ولوالديهم واجعل من تعبهم ونصبهم وسهرهم ودمائهم نورا يستضيؤون به يوم القيامة، واقض لهم حاجاتهم في الدنيا والآخرة، اللهم إنهم غرباء فانصرهم اللهم أفرحهم كما أفرحونا أنت القادر على كل شيء”.
وأضاف:”واعلموا أن كل عملية دخلت في صفحات التاريخ الناصعة لها رجالها الذين يذكرون بها كما كانت غزوة بدر لأهل بدر وكما كانت بيعة الرضوان لأصحاب الشجرة فأنتم أيضا لغزوة سجن بوصاصو، وشاء الله أن تكون أكبر عملية لتحرير عدد كبير من أسرى المسلمين في الجهاد المعاصر في شرق إفريقيا لفرسان الجهاد في جبال غوليس، وهذا النصر لكل مجاهد يرابط في ثغور جبال غوليس، وقدمت العملية مثالا لفضل الرباط والمصابرة أمام الأعداء ولا يوجد في التاريخ جهاد إلا وأصله الصبر والرباط، فبصبركم وثباتكم فرج الله كربة كبيرة عن مئات المسلمين الذين حررتموهم وقد رأيتم بأعينكم مدى فرحتهم بعد أن كسرتم أقفال السجون التي أحيطت بهم، وقد قمتم بعمل كبير سيكتبه التاريخ في أنصع صفحاته، فتضرعوا لله واشكروه واسألوه أن يتقبل منكم واحرصوا بأن لا يبطل عملكم، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)، وقال تعالى أيضا: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ).
وفي إشارة إلى استمرار الهجمات لتحرير الأسرى قال الشيخ القائد أبو عبد الرحمن في آخر بيان القيادة العامة:”واعلموا أن الأعمال بدأت لتوها وهذه هي البداية فبارك الله فيكم”.
البيان متوفر على قناة الناشر الإعلامي لحركة الشباب المجاهدين على الأنترنت، الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية.