الولايات المتحدة تعلن عن مكافآت بـ 30 مليون دولار لمن يقودهم إلى قادة حركة الشباب المجاهدين
قالت الولايات المتحدة يوم الاثنين إنها رفعت قيمة مكافأتها للحصول على معلومات عن ثلاثة قادة رئيسيين في حركة الشباب المجاهدين إلى 10 مليون دولار لكل قائد، في خطوة تأتي في أعقاب عجز الإدارة الأمريكية عن منع هجمات الحركة الجهادية والحد من صعودها.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية أيضا إنها تعرض للمرة الأولى مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار للحصول على معلومات “تؤدي إلى تعطيل الآليات المالية” للجماعة التابعة لتنظيم القاعدة.
وكثف مقاتلو حركة الشباب هجماتهم في العاصمة الصومالية مقديشو وأجزاء أخرى من البلاد في مواجهة هجوم واسع النطاق ضد الحركة من قبل الحكومة الجديدة للرئيس حسن شيخ محمود. وتسببت هجمات الحركة في خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف القوات الحكومية.
وقالت الولايات المتحدة إنها تعرض ما يصل إلى 10 ملايين دولار لكل قائد للحصول على معلومات تؤدي إلى تحديد هوية “أمير” حركة الشباب الشيخ أبو عبيدة أحمد عمر، والقيادي البارز الشيخ مهد ورسمي أبو عبد الرحمن، وجهاد مصطفى، وهو مواطن أمريكي مهاجر في الصومال وفق الرواية الأمريكية.
“حرب شاملة“
وتسعى حركة الشباب المجاهدين، التي صنفتها وزارة الخارجية الأمريكية منظمة “إرهابية” في مارس آذار 2008، إلى الإطاحة بالحكومة الصومالية المدعومة من الخارج في مقديشو منذ نحو 15 عاما. لتحرير البلاد من الهيمنة الغربية وطرد القوات الأجنبية منها وإقامة نظام الشريعة الإسلامية.
وتسيطر الحركة الجهادية على مساحات شاسعة وسط وجنوب الصومال، وتواصل شن ضربات قاتلة على أهداف سياسية وعسكرية. في الصومال وكينيا.
منذ تنصيبه من الغرب، أعلن الرئيس الصومالي “حربا شاملة” على الجهاديين، ورغم دعم الطيران الأمريكي والتركي لميليشياته ومحاولاته تأليب الميليشيات القبلية على حركة الشباب، لا يزال يعاني الخسائر المتوالية. واسترجع مقاتلو الحركة هذا الأسبوع مدينة وبحو وسط الصومال بعد سيطرة الحكومة عليها بدعم الطيران الأمريكي مدة لا تتجاوز 24 ساعة.
وقال البيان الأمريكي إن أبا عبيدة أحمد عمر، الذي أصبح أمير الحركة منذ سبتمبر 2014 بعد مقتل الشيخ مختار أبو الزبير في غارة أمريكية، صنفته الولايات المتحدة على أنه “إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص” في أبريل 2015، وفرضت عليه عقوبات الأمم المتحدة في العام نفسه.
وقالت الولايات المتحدة إن الشيخ أبو عبد الرحمن مهد ورسمي، الذي صنف أيضا إرهابيا في نيسان/أبريل 2015 ويواجه أيضا عقوبات من الأمم المتحدة.
وتتهم الولايات المتحدة جهاد مصطفى بالتنسيق مع بقية الجماعات الجهادية ووظائف قيادية أخرى.
في مايو/أيار، قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن استعادة الوجود العسكري في الصومال، ووافق على طلب من البنتاغون، الذي اعتبر نظام التناوب الذي وضعه سلفه دونالد ترامب محفوفا بالمخاطر وغير فعال.
ويأتي الإعلان عن هذه المكافآت ليكشف درجة التخبط التي تعانيها الإدارة الأمريكية التي عجزت عن الوصول إلى هؤلاء القادة منذ إعلانها الأول عن مكافآت لمن يقودها إليهم.
وتكشف حركة الشباب المجاهدين في كل مرة شبكات التجسس الأمريكية فتفككها وتسلم الجواسيس إلى المحكمة الشرعية التابعة للحركة التي بدورها تقاضيهم وتطبق الحدود عليهم أمام أهالي الولايات الإسلامية، مما تسبب في تعثر الجهود الاستخباراتية الأمريكة في مناطق سيطرة الحركة.
وتشير التقارير الغربية إلى أن حركة الشباب تمكنت من اختراق الجهاز الاستخباراتي للحكومة الصومالية المدعومة من الغرب وكان لذلك تداعيات كبيرة على نشاط الحكومة الأمني.