الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل عميقة من “فشل” قادة جنوب السودان

قال سفير الولايات المتحدة لدى جوبا في بيان إن الإعلان عن تمديد آخر للفترة الانتقالية يمثل فشل قادة جنوب السودان في تهيئة الظروف اللازمة لإجراء انتخابات نزيهة وسلمية وشاملة.  بحسب صحيفة سودان تريبون.

ويأتي هذا البيان بعد أسبوع بالكاد من إعلان أطراف جنوب السودان في اتفاق السلام في سبتمبر 2018 عن تمديد إضافي للفترة الانتقالية في البلاد لمدة عامين.

وقال السفير مايكل ج. أدلر: “نشعر بخيبة أمل عميقة بسبب هذا الفشل، لأن السلام هو أولويتنا، ونحن مقتنعون بأن أفضل طريقة لتأمين السلام في جنوب السودان هي تهيئة الظروف لإجراء مثل هذه الانتخابات”.

ووفقا للدبلوماسي، على الرغم من الدعم الدولي الكبير، بما في ذلك تحديد 10 قضايا رئيسية لاتخاذ قرار بشأنها تتعلق بالانتخابات من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، فشل القادة السياسيون في جنوب السودان بشكل جماعي في تهيئة الظروف اللازمة لإجراء مثل هذه الانتخابات.

وقال أدلر: “لقد فشلوا في توفير إيرادات عامة كافية للمؤسسات الانتخابية، أو لرواتب قطاع الأمن والخدمة المدنية، أو للخدمات الأساسية، أو للتخفيف من تأثير الأزمة الإنسانية”.

“يجب أن يكون سؤالنا إذن ما هي أولوية قادة جنوب السودان؟ نجدد دعوتنا لهم لإظهار أن أولويتهم هي بلدهم ورفاهية شعبهم”.

وقال الدبلوماسي الأمريكي إنه امتنع خلال التصويت عن تأييد تمديد الحكومة الانتقالية في عام 2022 لأنه لا يرى أي أساس للاعتقاد بأن تمديد 2022 سيكون مختلفا عن التمديدات السابقة ، والتي فشل فيها القادة أيضا في التحضير للانتخابات.

وقال أدلر: “قلت إنهم إذا تصرفوا بشكل عاجل لإظهار الإرادة السياسية لجعل تمديد عام 2022 مختلفا، فإنني أرحب بفرصة القول إن تحليلنا كان خاطئا وأنهم وجدوا الإرادة السياسية لاتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق مستقبل أفضل يستحقه شعب جنوب السودان”.

وشدد على أنه “لسوء الحظ، لم نر شيئا على مدى العامين الماضيين يبرر قولي هذا”.

وحث السفير الأمريكي الحكومة الانتقالية على العمل بشكل عاجل لتهيئة الظروف اللازمة لإجراء انتخابات نزيهة وسلمية، بما في ذلك توسيع الحيز السياسي والمدني، وقوات الأمن المحايدة سياسيا، والمؤسسات الانتخابية الممولة والتشغيلية، والتزام القادة العلني بالحوار ورفض العنف كأداة للمنافسة السياسية.

وقال أيضا إنه يتعين على جميع القادة السياسيين في جنوب السودان الاستفادة من كل فرصة متاحة لتعزيز سلام شامل ودائم، بما في ذلك من خلال المحادثات في نيروبي ومن خلال الحوار على مستوى القيادة في جوبا.

ووفقا للدبلوماسي، فإن علاقة الولايات المتحدة مع شعب جنوب السودان تقوم على القيم، بما في ذلك السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، وحكومة تستجيب لاحتياجات شعبها، لا سيما فيما يتعلق بالاستخدام الشفاف والمناسب للإيرادات العامة.

وأكد مجددا أن طبيعة علاقة الولايات المتحدة بالحكومة الانتقالية أو أي حكومة مستقبلية في جنوب السودان ستعكس التزامها بهذه القيم.

وقال أدلر: “نجدد دعوتنا لقادة جنوب السودان لإظهار هذا الالتزام دون مزيد من التأخير” ، مضيفا أن قادة جنوب السودان “يجب أن يتصرفوا على وجه السرعة لإنهاء الدورة الدائمة للانتقال المستمر في جنوب السودان”.