الهجوم الانغماسي الأخير لحركة الشباب المجاهدين يسلط الضوء على الصراع في الصومال

سلط الهجوم الانغماسي الذي نفذته حركة الشباب المجاهدين مؤخرا على الفندق الحكومي “حياة” في أكثر المناطق تحصينا في العاصمة مقديشو والخسائر المادية الكبيرة التي ألحقها في صفوف المسؤولين الحكوميين والقوات الصومالية، سلط الضوء على الصراع في الصومال.

وبحسب وكالة بي بي سي، عندما تولى الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود منصبه في مايو أيار أعلن أن الأولوية القصوى هي وضع حد للتمرد الإسلامي المستمر منذ 15 عاما في البلاد. وبعد ثلاثة أشهر، شنت حركة الشباب واحدة من أروع هجماتها على الإطلاق، حيث اقتحمت فندقا على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من القصر الرئاسي في العاصمة مقديشو. استمر القتال لحوالي 3 أيام وعجزت الحكومة عن حسمه.

وقبل أقل من شهر، شنت الحركة بحسب الوكالة غزوا غير مسبوق على إثيوبيا المجاورة. ووصف دبلوماسيون دوليون الهجوم المعقد والمنسق بأنه “غير قواعد اللعبة”.

وقال قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا آنذاك الجنرال ستيفن تاونسند إن الجهاديين اخترقوا 150 كيلومترا (93 ميلا) داخل إثيوبيا.

وبحسب الوكالة أحد الأسباب التي جعلت الحركة قادرة على شن هذا الهجوم الجريء هو زيادة الصراع في إثيوبيا بعد سنوات من الاستقرار والنمو العامين.

وإثيوبيا هي واحدة من دول المنطقة التي أرسلت قوات إلى الصومال لدعم الحكومة.

وقد تعهد الرئيس حسن شيخ محمود بالقضاء على حركة الشباب المجاهدين التي تسيطر على أكثر من نصف  الصومال ولا يملك الرئيس إلا بعض المساحات التي لا يمكنه السيطرة عليها لولا الدعم الدولي الكبير ومساندة القوات الإفريقية له.

وهذه هي المرة الثانية التي يتولى فيها الرئيس محمود السلطة. وعندما قابله مراسل البي بي سي بعد فترة وجيزة من بداية ولايته الأولى في عام 2012، قال إنه سيهزم الجهادين في غضون عامين. وبعد عشر سنوات، ما زالوا أقوياء بحسب المراسل.

ويقول محمد مبارك، رئيس مركز هيرال للأبحاث الأمنية ومقره مقديشو، إنهم “أكثر قوة وتطورا مما كانوا عليه في عام 2012”.

وقد أنشأت حركة الشباب حكومة موازية وتسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي.

وهي تفرض سلطتها داخل وخارج المناطق التي تسيطر عليها. وحتى سكان مقديشو يفضلون استخدام نظامها القضائي، الذي يعتبرونه أكثر كفاءة وأقل فسادا من المحاكم الرسمية. بحسب بي بي سي.

وتواصل الحركة الهجوم متى شاءت وأطلقت قذائف الهاون على البرلمان وعلى المطار الدولي شديد التحصين الذي يضم سفارات وقوات تابعة للأمم المتحدة وقوات أجنبية.

وبحسب الوكالة لا عجب أن حركة الشباب قد وصفت بأنها أنجح فرع لتنظيم القاعدة.

ويعترف الرئيس محمود بأنه لا يمكن هزيمة حركة الشباب بالقوة الغاشمة وحدها.