المحكمة الإسلامية تنفّذ أحكاما بالإعدام في جنوب الصومال
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
تواصل حركة الشباب المجاهدين ملاحقة الجواسيس في الولايات الإسلامية التي تقع تحت سيطرتها، وقد أصدرت المحكمة الإسلامية التابعة لها حكما بالإعدام على 10 جواسيس تم إعدامهم يومي الأربعاء والخميس على التوالي.
كما أصدرت المحكمة حكما بالإعدام على 3 جنود من الميليشيات الحكومية وساحر في جنوب البلاد تم إلقاء القبض عليهم من قبل جهاز الأمن لحركة الشباب المجاهدين.
الجواسيس الذين تم إعدامهم أقروا خلال محاكمتهم بحقيقة عملهم كجواسيس لصالح الاستخبارات الأمريكية والكينية والصومالية في مدينتي حجر وسلقلي في ولاية جوبا بينما تم إعدام جنود الميليشيات في مدينة كنتواري في ولاية شبيلي السفلى.
إعدام الجواسيس
وتم إعدام الجواسيس في ساحات عامة كما هي العادة في الولايات الإسلامية وبحضور مئات من الأهالي في المدن التي شهدت تنفيذ أحكام الإعدامات.
وبحسب بيان المحكمة فقد حكم بالإعدام بجريمة الجوسسة على عثمان عبدلي عبد الله “بولي” الذي يبلغ من العمر 59 عامًا، وقد تجسس “بولي” لصالح القوات الخاصة للحكومة الصومالية المدربة أمريكيا والمعروفة بـ “بانكروفت”، كما اعترف بمشاركته في عملية إنزال للقوات في مدينة “توراتورو” بولاية شبيلي السفلى.
كما حكم بالإعدام على عبد الكريم مؤمن أحمد الذي يبلغ من العمر 48 عاما، لعمله كجاسوس للاستخبارات الأمريكية والصومالية واعترافه بأنه كان وراء القصف الأمريكي الذي استهدف الشيخ “عبد الرحمن حذيفة” والي ولاية جوبا السابق.
وعلى غرار “بولي” وعبد الكريم، حكم على حسن بري إسحاق المعروف بـ “جير” والبالغ من العمر 35 عاما بالإعدام لعمله كجاسوس لصالح القوات الكينية.
عمر حسن محمد “عوكي” بدوره حكم عليه بالإعدام، لعمله كجاسوس لصالح وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي أي إيه”.
واعترف “عوكي” الذي يبلغ من العمر 33 عاما أنه كان من ضمن الجواسيس الذين خططوا لقصف المجاهدين “يوسف حاجي” و “سنديري”، اثنان من القيادات الميدانية للحركة.
ولم يكن عمل عوكي مقتصرا على مراقبة الأهداف وتسهيل تنفيذ القصوفات الجوية بل أيضا على التجنيد حيث قال خلال اعترافاته للمحكمة: “تواصلت معي المليشيات المتواجدة في مدينة براوى وطلبوا مني العمل على تجنيد عناصر جديدة في صفوفهم وقد قمت بتجنيد 19 شخصا، ولكن أثناء عملي هذا ألقي القبض علي من قبل جهاز الأمن لحركة الشباب المجاهدين”.
ومن بين المحكوم عليهم بالإعدام لجريمة الجوسسة، كان أحمد عبد الله ورسمي الذي يبلغ من العمر 24 عاما، وهو جاسوس للاستخبارات الأمريكية (سي أي إيه)، اعترف بجمع معلومات عن مكتب الاستشهاديين لحركة الشباب المجاهدين كما رصد أرقام عدد من المجاهدين ليتم قصفهم.
وقال أحمد خلال اعترافاته أمام المحكمة بأنه كان على اتصال مع وكالة الاستخبارات الأمريكية وقد زودهم بأرقام هواتف بعض المجاهدين الذين تم قصفهم بعد ذلك، كما وضع شريحة في أحد حواجز الحسبة في مدينة جلب الذي تم قصفه أيضا، وأرسل للوكالة إحداثيات منزل مجاهد، ووضع شرائح في سيارات عدد آخر من المجاهدين، ولكن ألقي القبض عليه أثناء ذلك من قبل جهاز الأمن لحركة الشباب المجاهدين.
وبسبب عمله كجاسوس لوكالة الاستخبارات الأمريكية حكم بالإعدام أيضا على عبد الرحيم أحمد يوسف الذي يبلغ من العمر 23 عاما، والذي كان وراء عملية الإنزال الأمريكية في مدينة دار السلام في ولاية شبيلي السفلى.
المحكمة الإسلامية استمعت أيضا لاعترافات محمود بشير هلولي الذي يبلغ من العمر 22 عاما، والذي أقر هو الآخر بعمله كجاسوس لوكالة الاستخبارات الأمريكية “سي أي إيه”، وكان دور هلولي رصد حركة المجاهدين ليتم قصفهم.
وحكم على هلولي بالإعدام تماما كما حكم على عبد الحكيم حسين عبد النور بالإعدام، ويبلغ الأخير من العمر 23 عاما، ويعمل كجاسوس لصالح المليشيات الحكومية في مدينة كسمايو.
وكذلك عمل إسحاق عبد الله حسنو الذي يبلغ من العمر 29 عاما جاسوسا للمليشيات الحكومية في مدينة واجد، وحكمت عليه المحكمة الإسلامية بالإعدام أيضا.
ولقي إدريس يوسف دلن الذي يبلغ من العمر 37 عاما نفس المصير وحكم الإعدام لعمله مع القوات الخاصة “بانكروفت”، والذين عمل معهم كسائق ومخبر يستطلع لهم الطريق الواصل بين مدينتي أفجوي وونلوين، وقال إدريس خلال محاكمته: “كنت أعمل سائق سيارة ضابط من البانكروفت، كما كنت أقوم بمهمات أخرى منها عمليات الاستطلاع ونقل القوات بين مقديشو وقاعدة بليدوقلي، وقد ألقي القبض علي وأنا أقوم بمهماتي هذه من قبل جهاز أمن حركة الشباب المجاهدين”.
وفي منطقة كنتواري في ولاية شبيلي السفلى حكمت المحكمة الإسلامية التابعة للحركة بالإعدام على 3 جنود من ميليشيات الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب، تم إلقاء القبض عليهم من قبل مقاتلي الحركة.
إعدام ساحر
وبعيدا عن الإعدامات لجريمة الجوسسة شهدت مدينة بؤالي في ولاية جوبا عملية إعدام يوم أمس الجمعة لساحر في المدينة ثبت عمله بالسحر.
ويجدر الذكر أن حركة الشباب المجاهدين تطبق أحكام الشريعة الإسلامية في الولايات الإسلامية التي تقع تحت سيطرتها وتنفذ الإعدامات بعد صدور حكم من المحكمة الإسلامية التابعة لها ومحاكمة المتهمين.
واشتهرت محاكم الحركة بالمصداقية في الحكم وإنفاذ الأحكام ما جعل الصوماليين الساكنين في العاصمة والمدن الخارجة عن سيطرة الحركة يتوافدون على هذه المحاكم ينشدون العدالة التي يفتقدونها في مناطق سيطرة الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب حسب تقارير الأمم المتحدة التي تعد من أكبر داعمي هذه الحكومة التي اشتهرت بأنها أفسد حكومة على سلم الفساد الحكومي في العالم بما في ذلك فساد جهازها القضائي.
وتأتي هذه الإعدامات في وقت تشتد فيه الحرب الاستخباراتية في البلاد بين أجهزة الاستخبارات الغربية على رأسها الأمريكية والإقليمية من جهة وجهاز أمن حركة الشباب المجاهدين من جهة أخرى.
وتشهد مناطق سيطرة حركة الشباب المجاهدين ما بين الفينة والأخرى قصوفات وعمليات إنزال للقوات الخاصة الأجنبية تستهدف مقاتلي الحركة والمدنيين على حدّ سواء.