المتمردون الأمهرة على بعد أكثر من 90 كم من العاصمة أديس أبابا وبيان إثيوبي يؤكد معرفة الحكومة الصومالية بالاتفاقية المثيرة للسخط بشأن البحر الأحمر

بحسب أحدث التقارير التي تداولها الناشطون على منصة إكس (تويتر)، قامت قوات فانو الأمهرية بتطويق معسكر قوات الدفاع الوطنية الإثيوبية في إنسارو شيوا، على بعد 93 كم من أديس أبابا وبسيطرتها على المنطقة باتت على مشارف العاصمة الإثيوبية، وسط تكتم إعلامي حول تقدم الأمهرة الميداني على حساب الحكومة الإثيوبية.

 

كما أشارت تقارير إلى استقالة وزير الخارجية الإثيوبي، ونائب رئيس الوزراء الإثيوبي، في وقت ينشغل فيه آبي أحمد بطموحاته في الاستيلاء على موطئ قدم على البحر الأحمر بعد توقيع اتفاقية بين أديس أبابا وإقليم صومالي لاند الانفصالي.

 

الحكومة الصومالية متواطئة

 

وتداول الناشطون على منصة إكس (تويتر) بيانا للحكومة الإثيوبية، تم إرساله لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جاء فيه:” يشرفني أن أكتب هذه الرسالة لأسجل موقف إثيوبيا بشأن مذكرة التفاهم الموقعة بين جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية وصومالي لاند في أديس أبابا، إثيوبيا، في الأول من كانون الثاني/يناير”.
“تعد مذكرة التفاهم إطارًا لمواصلة تعزيز مجالات التعاون الحالية مع صومالي لاند على أساس التفاهم المتبادل والمعاملة بالمثل والمشاركة السلمية. إن علاقة إثيوبيا الطويلة الأمد مع صومالي لاند تتماشى مع الأعراف والممارسات الدولية. تعد مذكرة التفاهم، التي تغطي العديد من مجالات التعاون، بما في ذلك التعاون البحري والتجارة والاستثمار والزراعة والصحة والأمن والتعليم والطاقة والبنية التحتية، استمرارًا للممارسة الحالية في العلاقات الثنائية مع صومالي لاند. كما تمهد مذكرة التفاهم الطريق أمام إثيوبيا لتأمين الوصول إلى منفذ بحري على أساس قواعد تجارية وشروط مقبولة للطرفين بما يتماشى مع المعايير الدولية.”
“وباعتبار إثيوبيا عضوا مؤسسا في كلتا المنظمتين، فإنها تلتزم بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدستوري للاتحاد الأفريقي. إن مذكرة التفاهم ليست غير مسبوقة ولا تتعارض مع الميثاق والقانون الدستوري. علاوة على ذلك، اتسمت حكومة إثيوبيا بالشفافية وأبلغت جميع البلدان المجاورة، بما في ذلك حكومة الصومال الفيدرالية. إن مذكرة التفاهم الموقعة مع صومالي لاند تعزز السلام الإقليمي والتعاون الاقتصادي والتكامل وينبغي أن تكون تطوراً موضع ترحيب. ستواصل إثيوبيا مشاركتها السلمية وحوارها في جهودها لتنويع منفذها الساحلي وهو أمر ضروري لتزايد عدد سكانها واقتصادها المتوسع”.
“ولا تزال إثيوبيا ملتزمة ومستعدة للتعامل مع المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي إلى القرن الأفريقي على النحو المنصوص عليه في البيان الصحفي الصادر عن مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بتاريخ 17 كانون الثاني/يناير ومجلس الأمن. ولذلك ترى إثيوبيا أن هذا الأمر لا ينبغي مناقشته في مجلس الأمن الدولي. وفي هذا الصدد، نقدر التفهم المستمر لأعضاء المجلس”.
ويوضح البيان أن الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب كانت عل علم بالاتفاقية قبل التوقيع كما أكد ذلك الناطق الرسمي لحركة الشباب المجاهدين، الشيخ علي محمود راجي، الذي أشار إلى الاجتماع الذي جمع الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود مع الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة ورئيس إدارة صومالي لاند، يوسف بيهي، في جيبوتي قبل سفر الأخير إلى أديس أبابا لتوقيع الاتفاقية.
ما يدل على أن التمثيلية التي تقودها الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب لإيهام غضبها من الاتفاقية ما هي إلا لإخماد غضب الشعب الصومالي الرافض لأطماع إثيوبيا في الصومال.

 

مخاوف من حركة الشباب المجاهدين

 

وهي محاولة أيضا لتسجيل موقف أمام حركة الشباب المجاهدين التي أعلنت بشكل صريح أن هذه الاتفاقية باطلة وأنها ستتصدى لها بمواصلة الجهاد، وهو ما أيده الصوماليون في الولايات الإسلامية التي تسيطر عليها حركة الشباب وأيضا في خارجها.
وقد أشارت الإدارة الأمريكية لمخاوفها من الالتفاف الشعبي الذي ستحظى به الحركة بعد هذه المعارضة للاتفاقية.
حيث أصبح خيار الجهاد هو الحل الوحيد للصوماليين أمام الأطماع الجشعة لإثيوبيا وكل دولة أجنبية تقدم لها الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب بالقوة، والتي لا تمثل الشعب الصومالي شرعيا، الأرضية القانونية، لتحقيق مشاريعها في الصومال المستباح.
ويجدر الإشارة إلى زيارة رئيس المخابرات الأمريكية للقاء حسن شيخ محمود في مقديشو على إثر توقيع الاتفاقية بشكل سري، وهي الزيارة التي يقول المراقبون جاءت لضبط الردود الصومالية وفق المصالح الإثيوبية وإلقاء التعليمات لوكيلهم في الصومال.

 

الصراع مستمر

 

من جانبها تواصل حركة الشباب المجاهدين هجماتها الفتاكة في القوات الصومالية، حيث أدى هجوم كاسح لمقاتلي الحركة يوم الأربعاء على 5 قواعد عسكرية للقوات الخاصة الصومالية التي دربتها تركيا والولايات المتحدة في ولاية مدق وسط الصومال، إلى مقتل أكثر من 200 عنصرا وأسر عدد منهم والاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمعدات والآليات العسكرية.
ونشرت الكتائب الإخبارية، صورا توثق مقتل القوات الخاصة واستيلاء مقاتلي الحركة على الغنائم.
وجاء رد فعل القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم” بقصف أهداف مدنية في كل من مدينة جلهريري وجلعد وسط الصومال. حيث قتل في مدينة جلهريري 7 مدنيين بينهم امراة وأطفال، وأصيبت امرأتان، بينما قتل في مدينة جلعد امرأة وموظف في شركة الاتصالات إضافة إلى إصابة شخصين مدنيين. في عدة غارات أمريكية.
واليوم أيضا كررت الطائرات الأمريكية قصوفاتها على مدينة جلهريري في استهداف مراكز طبية، ولم ينتج عنها خسائر بشرية وإنما خسائر مادية وتدمير مباني المراكز الطبية.
وتستمر هذه القصوفات في تحريض الصوماليين على بغض الأمريكيين وأعوانهم، والإيمان بخيار الجهاد والالتحاق بصفوف حركة الشباب المجاهدين لإقامة نظام إسلامي شامل ومستقل عن الهيمنة الغربية والفساد في البلاد.