القيادة العامة لحركة الشباب المجاهدين تهنئ وتعزّي بـ “ارتقاء الفارس الأمير أبي هريرة قاسم الريمي”.

نشرت القيادة العامة لحركة الشباب المجاهدين بيانًا بعنوان ” تهنئة وتعزية بـارتقاء الفارس الأمير أبي هريرة قاسم الريمي”، للتهنئة والتعزية بمقتل الشيخ قاسم الريمي أمير تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي قتل مؤخرًا في قصف أمريكي في اليمن.

وجاء في افتتاحية البيان الذي نشرته الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية، الناشر الإعلامي للحركة على الأنترنت: “الحمد لله القائل في كتابه العزيز (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) والصلاة والسلام على نبينا محمد إمام المجاهدين القائل: “والذي نفسي بيده لوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحياء ثم أقتل”، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته بإحسان إلى يوم الدين أما بعد.

ففي غمرة الحرب الصليبية الشرسة بين الموحدين المجاهدين المنصورين وبين الكافرين المعاندين المخذولين، ترجّل فارس من فرسان هذه الأمة، وبطل من أبطالها وقائد من قاداتها الأشاوس، حامل راية التوحيد والجهاد، الشيخ الأمير قاسم الريمي – رحمه الله رحمة واسعة-“.

وواصل البيان يسرد مناقب الشيخ الأمير:” بذل الشهيد – كما نحسبه- عمره يشق عنان الأرض بلا كلل ولا ملل فاستقر به المقام في خير أرض، أرض جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم، لينال شرف السبق وأي سبق! سبق صناعة المجد للمسلمين وبناء حصن حصين للمجاهدين، فقدّم المثال والقدوة الحسنة والسيرة النيرة وروعة الهمة.

من الذين وفت لله بيعتهم
فأخلصوا العهد إيمانًا وأيمانًا
باعوا نفوسهم من ربهم فجُزوا
خُلد الثناء وخُلد الفوز أثمانا
فأشرقت سُبل الدنيا بهديهم
والأرض قد شرِقت كفرًا وأوثانًا

 

وإنّه لمنتهى الشرف أن يترجّل فارسنا في معركة شريفة كهذه وتكون خاتمة مسيرته إراقة دمائه الزكية في ساحة البذل والفداء التي طالما تسابقت لها همم الأنبياء والصحابة والسابقين، قال تعالى (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً).”

وأضاف البيان مسلطا الضوء على أهمية القتل في سبيل الله ومعزّيا: “قد شرّف الله الشيخ الأمير أن ينضم إلى قافلة الشهداء المعاصرة كأسد من أسود الإسلام وعلم من أعلام الجهاد وسادة من ساداته لتشهد خاتمته على صدق طلبه.

فليبكهِ شرقُ البلادِ وغربُها
وليبكهِ مُضرٌ وكلُّ يمانِ
وليبكهِ الطَّودُ المُعظِّم جُودَهُ
والبيتُ ذو الأستارِ والأركانِ

 

وإننا في هذا المقام نتوجه بالتعزية والتهنئة لأنفسنا ولأمتنا ولأبنائها المجاهدين، وعلى رأسهم الشيخ الحكيم، الدكتور أيمن الظواهري حفظه الله، وقادة وجنود تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب،  وإن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل فإنا لله وإنّا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها. والحمد لله الذي واسانا في مصابنا هذا قبل حلوله، قال تعالى (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).

وقال سبحانه (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ).”

وأدرج البيان أبياتا تشير لنيل الشيخ قاسم الريمي أمنيته بالقتل في سبيل الله فجاء فيها:

تمنيت الشهادةَ ها
فقد جاءتك تحتفلُ
سموت بها كما يسـ
ـمو على أفلاكه زحلُ

 

كما أشاد بيان القيادة بتنصيب الشيخ خالد باطرفي خلفا للشيخ قاسم الريمي حيث جاء فيه: “وإن مسارعة إخواننا المجاهدين الأفاضل في جزيرة العرب لاختيار أمير جديد يخلف الأمير الشهيد كما نحسبه، لهو من تمام الفقه وعلو الهمة، ونبارك لهم في اختيار الشيخ المجاهد الفاضل خالد باطرفي (حفظه الله) لهذه المهمة، ونسأل الله تعالى أن يفتح عليه ويلهمه الرشد والسداد ويؤيده بجند من عنده ويقر عينه وأعين المسلمين بالنصر والتمكين المبين”.

وأشار البيان لسنة الاستخلاف في القيادة الجهادية حيث استدل بأبيات شعرية جاء فيها:

إذا سيّدٌ منّا خلا قامَ سيدٌ
قؤولٌ لما قال الكرامُ فعول
وأيامنا مشهورةٌ في عدونا
لها غرَرٌ معلومةٌ وحجول
وأسيافنا في كل شرقٍ ومغربٍ
بها من قراع الدارعين فلول

 

وواصل البيان ذكر مناقب الشيخ الأمير حيث جاء فيه: “وهكذا مضى سيد من سادات الجهاد وقامة سامقة من قامات التضحية والفداء، افتتح حياته في سبيل الله، كما اختتمها في سبيل الله، فكانت بدايته بين غبار الجهاد، ونهايته مضرج بدماء الاستشهاد”.

 

يا رافعاً للحق راية نصره
والحق تحرسه ظُباً وبنود
أفنيت عمرك بالجهاد مصابراً
لله فيما تبتغي وتريد
لك في الجهاد عزيمة مشبوبة
لا تعتريها فترة وخمود
كالليث في وَثباتِه وثباتِهِ
شهدت بذاك خنادق وجنود

 

كما وجهت القيادة العامة لحركة الشباب المجاهدين توصيات للمجاهدين في اليمن جاء فيها: “وأما أنتم يا أبطال الجهاد وأسود التوحيد في يمن الإيمان والحكمة وأرض الجزيرة المباركة، ها قد شهدتم مقتل قادتكم النبلاء ورأيتم برهان صدقهم وعظيم تضحياتهم ووفاءهم لدينهم وجهادهم وعقيدتهم ممهورًا بدمائهم الزكية، بعد مسيرة عظيمة من الذود عن حياض الشرع والدفاع عن أمّتهم المسلمة بنحورهم فتطايرت أشلاؤهم ذبًّا عنها حتى لا يخلص إليها الكافرون والمرتدون والفاسدون، فوفاؤكم لهم يكون بثباتكم على طريقهم ومواصلتكم السير على نهجهم وإحياء ذِكرهم بغزواتكم وبطولاتكم ليكون قتلهم أمرّ على أعدائهم من بقائهم، فإنما سبيل الجهاد سبيل مسابقة للعلياء ومراتب الشهداء، زادها الصبر واليقين وحسن الاستعانة بالله العظيم والتوكل عليه نعم المولى ونعم النصير.

قال تعالى: (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ*وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ*أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).

وقال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ)”.

وحمل البيان البشرى للمجاهدين في اليمن بقول: “وإننا نبشر إخواننا المجاهدين في يمن الفقه والإيمان، ويمن المدد ونفس الرحمن بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفا، ينصرون الله ورسوله هم خير من بيني وبينهم”.

(فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ)”.

وختم البيان تهنئته وتعزيته بدعاء خاص جاء فيه: “نسأل الله تعالى أن ينصركم ويثبّت أقدامكم ويفتح عليكم ويمكن لكم في الأرض حتى يسود شرع الله كل شبر في جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم.

اللهم تقبل الشيخ أبي هريرة بواسع رحماتك، اللهم ارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين.

اللهم أفسح له في قبره، ونوّر له فيه. اللهم تقبّله عندك شهيدًا، وبلّغه أعلى منازل الشهداء، وأسكنه الفردوس الأعلى، وارزقه مرافقة نبيّك في الجنة، وارضَ عنه وأرضِه يا رحمن يا رحيم. وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربّ العالمين.”.

يجدر الإشارة إلى أن الشيخ قاسم الريمي نشر آخر كلمة له قبل مقتله بعنوان (ويشف صدور قوم مؤمنين) تبنى فيها الهجوم داخل القاعدة الأمريكية “بانسيكولا” في فلوريدا، التي قتل فيها وأصيب عدد من القوات البحرية الأمريكية. واعتبر أخطر اختراق أمني لأجهزة الدفاع الأمريكية، ينفذه تنظيم قاعدة الجهاد مرة أخرى رغم جميع الإجراءات الأمنية والتشديد الذي عرفته المقرات الأمريكية العسكرية والمدنية بعد الحادي عشر من سبتمر.