الفصائل السودانية تكسر الجمود بمحادثات حول مسودة الدستور

قالت ثلاثة مصادر سياسية لرويترز إن القادة العسكريين السودانيين قدموا مذكرات بشأن مسودة دستور كأساس للمحادثات بوساطة دولية مما يشير إلى تخفيف الجمود السياسي المستمر منذ عام.

وينص مشروع الدستور، الذي وضعته نقابة المحامين السودانيين في أغسطس/آب، على سلطة انتقالية يقودها مدنيون مع الإشراف على القوات المسلحة، والتي ستخرج من السياسة بعد توقيع اتفاق.

لكنها تواجه معارضة من الإسلاميين الذين سيطروا على السلطة في عهد الرئيس السابق عمر البشير واحتجوا على المحادثات يوم السبت وحركة احتجاج تنظم مظاهرات كبيرة منذ أكثر من عام. بحسب رويترز.

وسيطر الجيش على السلطة في انقلاب في أكتوبر تشرين الأول 2021 مما أوقف الانتقال نحو انتخابات ديمقراطية بعد الإطاحة بالبشير في انتفاضة عام 2019.

ومن شأن التوصل إلى اتفاق جديد أن ينطوي على إمكانية استئناف الإصلاحات وجذب التمويل الأجنبي الذي تشتد الحاجة إليه.

وقالت المصادر إن المحادثات التي بدأت بشكل غير رسمي الشهر الماضي بمشاركة الجيش وتحالف قوى الحرية والتغيير الذي تقاسم السلطة مع الجيش قبل الانقلاب تتوسع الآن بتسهيل من بعثة الأمم المتحدة في السودان.

وتحظى المحادثات بدعم “الرباعية” المكونة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسعودية والإمارات. وقالت الجبهة الثورية السودانية، التي تمثل معظم الجماعات المتمردة في البلاد، إنها تؤيد العملية في بيان يوم الأربعاء.

وفي رده على المسودة الدستورية، طلب الجيش السماح له بتسمية قائده العام، وفقا لشخص اطلع على الملاحظات، التي تحتوي أيضا على وجهة نظر الجيش بشأن إعادة هيكلة بعض أنشطته التجارية والتخلي عنها.

ولم يرد متحدث باسم الجيش على الفور على طلب للثناء على المذكرات.

وقال مصدران من قوى الحرية والتغيير إنه تم التوصل إلى تفاهم مع التحالف على أن كبار الضباط العسكريين لن يخضعوا للملاحقة القضائية لكن المشاورات الأوسع ستستمر بشأن موضوعي الحصانة والعدالة الانتقالية. ولم ترد قوى الحرية والتغيير على الفور على طلب للتعليق.

ودعا المحتجون إلى تقديم جنرالات إلى العدالة بتهمة قتل المتظاهرين وانتهاكات أخرى منذ عام 2019، رافضين فكرة الحصانة.

وقالت المصادر إن الاتفاق الجديد سيشمل أيضا مشاركة حزب المؤتمر الشعبي والحزب الاتحادي الديمقراطي، وهما جماعتان تجنبهما المحتجون لمشاركتهما في حكومة البشير لكنهما سعتا منذ ذلك الحين إلى النأي بنفسيهما عن الموالين للبشير.

وأضاف “بالنظر إلى موقفنا من الانقلاب… نحن جزء أساسي من ترتيبات الحل السياسي ونحن على اتصال مع الأحزاب السياسية ويونيتامس”. وقال أسامة حسونة، وهو مسؤول في الحزب الديمقراطي الوحدوي، إن حزبه يؤيد مسودة التشكيل والعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة أيضا.

وتحتفظ حركة البشير الإسلامية بحضور عميق في الجيش والأجهزة الأمنية وعادت إلى الحياة العامة في العام الذي أعقب الانقلاب.

واتهمت جماعات مؤيدة للديمقراطية يوم الثلاثاء الموالين للبشير باقتحام مقر نقابة المحامين السودانيين ومهاجمة المحامين داخلها. ولم ترد قيادة حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير المنحل الآن على طلبات للتعليق من رويتر.