الغارديان: الضربات الجوية الأمريكية تفشل في إضعاف حركة الشباب المجاهدين
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرًا لمراسلها في إفريقيا، “جيسن بوركي”،بعنوان “الضربات الجوية الأميركية تفشل في إضعاف قبضة حركة الشباب المجاهدين في الصومال”.
وجاء في التقرير: “توصلت دراسة إلى أن عددًا غير مسبوقٍ من الضربات الجوية الأميركية ضد حركة الشباب في الصومال، تسبب في خسائر كبيرة دون إضعاف الحركة”.
وبحسب الغارديان فقد شنّ الطيران الأمريكي 29 غارة جوية ضد حركة الشباب العام الجاري، بينما وصل عدد الضربات الجوية الأمريكية إلى 27 ضربة في2017 العام الماضي.
لكن الأبحاث التي نشرت الأسبوع الماضي أشارت إلى أنه على الرغم من أن العدد الإجمالي للهجمات من قبل حركة الشباب قد انخفض بشكل طفيف، إلا أن الحركة تتكيف مع الحملة الجوية المميتة بشكل متزايد. بحسب ما نشرت صحيفة الغارديان.
ونقلت الصحيفة عن معهد “هيرال” الذي يتخذ من العاصمة الصومالية مقرًّا له، أن عدد التفجيرات التي تنفذها حركة الشباب “قد تضاعف مرتين، ما يوحي بأن حركة الشباب اتخذت قراراً بالتحول إلى التفجيرات كاستراتيجية أساسية لاستهداف الحكومة الصومالية وحلفائها؛ كطريقة هجوم فعالة لا تعرض رجالها للخطر”.
ويتفق معظم المحللين الدوليين والخبراء على أن الصراع في الصومال وصل إلى طريق مسدود، وقد كتب بيل روغيو، من مجلة «لونغ وور»، المتخصصة في مكافحة ما يسمى الإرهاب على الإنترنت، “تُظهر الهجمات المستمرة أن حركة الشباب تحتفظ بالقدرة على شنّ هجمات تقليدية، بالإضافة إلى قدرتها الهجومية الإرهابية”. ويأتي ذلك في وقت يؤكد فيه الجيش الأمريكي أن الغارات الجوية “تقلل من قدرة حركة الشباب على التخطيط لهجمات مستقبلية، وتعطيل شبكات قيادتها، وتقييد حريتها في المناورة داخل المنطقة”. بحسب ما نقلت صحيفة الغارديان.
وقد سلطت الصحيفة الضوء على قتلى القوات الأمريكية على يد مقاتلي حركة الشباب المجاهدين، حيث لقي الرقيب في القوات الخاصة “ألكسندر كونراد” (26 عاماً)، حتفه وأُصيب أربعة آخرون في هجوم بجنوب غرب الصومال ضد مقاتلي حركة الشباب في شهر يونيو الماضي. وفي ذلك الوقت، كان مقتل كونراد هو ثاني خسارة للأمريكيين في القرن الإفريقي في غضون عام تقريباً؛ ففي مايو 2017، قُتل أحد أفراد قوات البحرية الأميركية، وهو “كايل ميليكن”، وأصيب جنديان أميركيان آخران في غارة. بحسب ما رصدت الصحيفة.
ويجدر الإشارة إلى أن هذه الخلاصة في أن الضربات الجوية الأمريكية قد فشلت في إضعاف حركة الشباب المجاهدين، تأتي في وقت تمهّد فيه قوات الإتحاد الإفريقي في الصومال “أميصوم ” لمرحلتها الأخيرة التي بقيت لها بعد إعلانها الشروع في خطة للخروج من البلاد، وهي المرحلة الأخيرة التي تمتد من عام 2018 إلى عام 2021، والتي يجب خلالها على “أميصوم” تسليم الملفات العسكرية والأمنية بيد الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب في وقت يشكك فيه المراقبون والمجتمع الدولي من قدرتها على تأمين البلاد، بالنظر لدرجة الضعف والفساد والفشل الذي اشتهرت به ميليشياتها وأجهزتها الأمنية والإدارية.
ما يجعل من الوفاء بموعد خروج قوات أميصوم المرتقب، مرهونا بقدرتها على بناء الكفاءة العسكرية والأمنية للحكومة قبل خروجها، وأيضا بقدرتها على الاستمرار المكلِف بعد حرب استنزاف أفرغت خزينتها وأجبرتها على استدعاء المزيد من الجنود لتعويض قتلاها، دون تحقيق تقدم ملموس على الأرض أو تحقيق أحد أهم أهدافها من الدخول في الصومال، ألا وهو القضاء على حركة الشباب المجاهدين أو حتى إضعافها. والسؤال الذي ينتظر جوابا، هل ستخرج أميصوم إن فشلت الحكومة الصومالية في استلام مهامها؟ والجوابُ عليه لا زال معلّقًا.