الشيخ أيمن الظواهري يواصل الحديث عن تاريخ وحاضر ومستقبل شرق إفريقيا في إصدار جديد
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
(شهادة) – تحت عنوان “شرق إفريقيا ثغر الإسلام الجنوبي” واصل الشيخ الدكتور أيمن الظواهري – أمير تنظيم قاعدة الجهاد – حديثه عن تاريخ وحاضر ومستقبل منطقة شرق إفريقيا فيما يعد الجزء الثاني من حلقته العاشرة من سلسلة الربيع الإسلامي التي تنشرها مؤسسة السحاب – الجناح الإعلامي لقاعدة الجهاد- والذي جاء لتشخيص الصراع في هذه المنطقة التي جذبت لها أنظار العالم بشكل ملفت خاصة في الآونة الأخيرة بعد مفاجآت التقاربات والمصالحات التي تديرها الولايات المتحدة بيد إثيوبية بين الدول الخصوم.
الصومال
وسلط الشيخ أيمن الظواهري الضوء على تاريخ الصومال في زمن يدَ منليكَ الثاني ملكِ الحبشةِ الذي غزا مناطقِ المسلمين، ونكل بهم أبشع تنكيل منها إقليم الأوجادينِ وأجزاءَ من الصومالِ في حين “قُسِم بقيةُ الصومالِ بين الإيطاليين والفرنسيين والإنجليزِ، واستولى الإنجليزُ على كينيا وزنجبار، والألمانُ على تنجانيقا.” بحسب كلمة الشيخ.
كما أشار الشيخ لحركةٌ تنصيريةٌ واسعةٌ رافقت حملة الاحتلال والتقسيم، قابلها الشعب الصومالي ” بثورةٍ عارمةٍ، حمل رايةَ الجهادِ فيها محمدٌ بنُ عبدِ اللهِ بنِ حسنٍ، الذي أُطْلِقَ عليه أسدُ الصحراءِ، فقاوم الاستعمارَ النصرانيَ، واستمرت حركتُه مدةَ اثنتين وعشرين سنةً، ظهرت فيها بطولاتٌ رائعةٌ، لا زالت مضربَ الأمثالِ.” بحسب ما وضح الشيخ.
“وبعد موت منليكُ الثاني خلفَه حفيدُه (ليج إياسو)، الذي اعتنق الإسلامَ، واتصل مع محمدٍ بنِ عبدِ اللهِ بنِ حسنٍ، وسعى في توحيدِ المسلمين ضد الحلفاءِ، وأخذ في تقويةِ علاقاتِه مع الدولةِ العثمانيةِ”.
فكان مصيره الخلع ثم القتل بأمر من الكنيسةُ التي عينت ابنةَ منليكِ زوديتو إمبراطورةً، وعينتِ ابنَ عمِها راس تافاري -الذي تسمى بهيلا سلاسي- وصيًا ووريثًا، وهو الذي استولى على الحكمِ فيما بعد وتميز بشدة عدائه للإسلام وقيادته العديد من المذابح في المنطقة ضد المسلمين. بحسب ما ذكر الشيخ.
وبعد الحرب العالمية الثانية استولت إثيوبيا على ما سمي الصومال البريطاني واستولت فرنسا على جيبوتي، وخضعت إرتريا للاحتلالِ الدوليِ.
السودان
تحدث الشيخ عن الحركةُ المهديةُ بقيادةِ محمدٍ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ، الذي أعلن نفسَه المهديَ المنتظرَ، وخاض حروبًا ضد الإنجليزِ، واستطاع دخولَ الخرطومِ في 1885 م وقَتَلَ جوردونَ الحاكمَ الإنجليزيَ، الذي يعتبرُه الإنجليزُ من أبطالِهم.
لكن في عام 1896 أرسلت بريطانيا حملةً بقيادةِ اللوردِ كتشنرَ لاستعادةِ السودانِ، وبعد مقاومة مستميتة تمكن الجيش الذي كان يشمل قوات بريطانية ومصرية من دخولِ أمْ درمانَ عاصمةِ المهديِ بعد هزيمةِ خليفتِه؛ عبدِ اللهِ التعايشيِ في معركةِ كرري، 1898 لتفوقهم بالأسلحة وعدد المقاتلين.
معركةُ كرري
وأفرد الشيخ أيمن معركة كرري اهتماما خاصا كون ما حدث فيها لا زال يتكرر حتى اليوم بحسب تفسيره.
يقول الشيخ أيمن: ” فمن الذي أعان الأمريكانَ على حصارِ العراقِ؟ ومن الذي أعانهم على ضربِه؟ ومن الذي أعان على غزوِ أفغانستانَ؟ ومن الذي يحاصرُ غزةَ؟ ومن الذي يُطاردُ المجاهدين ويعتقلُهم ويعذبُهم ويقتلُهم لحسابِ أمريكا؟ أليستِ الأنظمةُ الفاسدةُ في مصرَ والسُعوديةِ والإمارات واليمنِ والعراقِ والأردنِ وباكستانَ والجزائرِ ومالي؟ ألم توفرْ هذه الأنظمةُ وغيرُها الدعمَ كلَ الدعمِ للأمريكانِ والغربيين في حملتِهم الصليبيةِ الجديدةِ على الإسلامِ باسمِ الحربِ على الإرهابِ.”
ويضيف الشيخ:” تغيرت الوجوهُ والأسماءُ، ولم تتغيرِ الحقائقُ والمآسي والخياناتُ. ذهب كتشنرُ البريطاني وجاء كتشنريون من جلدتنا. هذه واحدةٌ.”… “والثانيةُ أن ما حدث في كرري قد تكرر -ولا زال يتكررُ- في أرجاءِ عالمِنا الإسلاميِ منذ قرابةِ قرنين من الزمانِ، فعلى امتدادِ العالمِ الإسلاميِ كانتِ القواتُ الصليبيةُ الغازيةُ في حملتِها الصليبيةِ الاستعماريةِ تُواجَهُ بمقاومةٍ باسلةٍ، ولكن كان التفوقُ في السلاحِ يحسمُ المعركةَ لصالحِ الغزاةِ الصليببيين.”
ولتبيان أسباب هذا الفارق بين القوتين استرسل الشيخ أيمن في الإجابة على سبب تخلف المسلمين عن فنون القتال وعلومه في وقت تقدم فيه الغرب عليهم.
وقال الشيخ أيمن موضحا الأسباب: “منها ضعفُنا وفسادُنا السياسيُ، الذي صرف قوانا في التقاتلِ الداخليِ وخرب اقتصادَنا، وكان من نتائج الفساد السياسي انصرافُنا لأغلوطاتِ علمِ الكلامِ وشطحاتِ التصوفِ المنحرفِ والخرافاتِ، الذي أهملنا به النظرَ في العلومِ الطبيعيةِ، ومنها سيطرةُ الغربِ علينا وعلى مواردِنا وثرواتِنا وبالتالي حرمانُنا من أي استغلالٍ سليمٍ لها في التقدمِ وبناءِ القوةِ الذاتيةِ”.
وسلط الشيخ الدكتور الضوء على الفساد السياسي موضحا أنه بدأ باغتصاب السلطة بغير شورى محدثا بذلك تغييرا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين. وهو ما أفرز الملك العضوض الذي تفرعت منه بقية أنواع الفساد.
الفتوحات
وقد أفرد الشيخ أيمن قسما خاصا للحديث عن الفتوحات في تاريخ المسلمين ليبين كيف أن الضعفَ والفسادَ واستيلاءَ الأعداءِ على ديارِ الإسلامِ يتناسبُ مع مدى الفسادِ السياسيِ في بلادِ المسلمين.
وقسم هذا التاريخ إلى مراحل، الأولى الفتوحات في عهد النبي -صلى اللهُ عليه وسلم- وخلفائِه الراشدين وقال عنها الشيخ أيمن : “وفيها تمت معظمُ الفتوحاتِ”.
والثانية مرحلةُ الفتوحاتِ في ملكِ بني أميةَ العضوضِ، قال عنها الشيخ أيمن: ” فزادت بأقلَ مما في عهدِ الراشدين، فَفُتحتِ الأندلسُ، وبعضُ البلادِ في الشرقِ”.
أما الثالثةُ فقصد بها النصفُ الأولُ من الدولةِ العباسيةِ، وقال عنها الشيخ : “فتضاءلتْ فيها الفتوحاتُ جدًا، وبدأ التشققُ في الدولةِ، فانفصلتِ الأندلسُ من بدايتِها”.
ثم تلتها المرحلة الرابعةُ التي قصد بها النصفِ الثاني من الدولةِ العباسيةِ، وقال عنها الشيخ : “كانتِ الانشقاقاتُ قد زادت، وتسلط سلاطينُ السلاجقةُ والبويهيين على الخلفاءِ، وبدأت حملاتُ الصليبيين والتتارِ على المسلمين، ولكن المسلمين استطاعوا ردَ معظمِها”.
ثم المرحلةُ الخامسةُ وهي نهاية الدولةِ العباسيةِ الشكليةِ، وبدايةِ الدولةِ العثمانيةِ، وقال عنها الشيخ: “فسقطتِ الأندلسُ بيدِ الصليبيين، واستطاع العثمانيون فتحَ القسطنطينيةَ وأجزاءَ من شرقِ أوروبا”. وأضاف الشيخ : “ولكن فقدتِ الخلافةُ العثمانيةُ معظم البلادِ شرقَ العراقِ، وقام الصفويون كخنجرٍ في خاصرةِ المسلمين متعاونين مع البرتغاليين.”
أما السادسةُ فهي مرحلةُ ما وصفه الشيخ الهجومِ الصليبيِ الشيوعيِ على ديارِ الإسلامِ، الذي انتهى بسقوطِ الدولةِ العثمانيةِ، وتفتتِ أجزائِها بيدِ الكفارِ الغزاةِ.
ثم المرحلةُ السابعةُ والأخيرة فهي مرحلةُ الملكِ الجبريِ، الذي قال عنه الشيخ : ” تميز بانسحابِ الغزاةِ الشكليِ، وقيامِ الدولِ الوطنيةِ التابعةِ”.
وعزى الشيخ هذا الضعف، بتولي الفاسدين للحكم وإبطالهم الشورى وتوليتهم من لا يستحق، وقال الشيخ: “وأصبح الملكُ مغنمًا يُستلبُ بالسيفِ، أو كما قال أحدهم: بتفجيرٍ وتفخيخٍ ونسفٍ، لا شأنَ للأمةِ به، وورَّثه من لا يستحقون لأبنائِهم، فدارت عجلةُ الفسادِ السياسيِ، فأدى إلى الانغماسِ في الشهواتِ والمالِ الحرامِ، والقتالِ على الملكِ، والانشغالِ التدريجيِ عن الجهادِ، وتضاؤلِ الفتوحِ.”
وبالموازاة وبحسب تشخيص الشيخ أيمن لتلك المرحلة في تاريخ الأمة انشغلتِ الأمةُ بالجدلِ، الذي صرفها عن النظرِ في علومِ الطبيعةِ، وبالانغماسِ في اللهوِ ظهر التصوفُ المنحرفُ، الذي غاب في الشطحاتِ والخرافاتِ.
وأشار الشيخ إلى أن هذا واقع لا زالت الأمة المسلمة تعيشه في يومنا هذا فقال: “وهذا ما يستغلُه اليومَ الغازي الأجنبيُ الصليبيُ في قتالِ المجاهدين، كما يحدثُ في الشيشانِ وشرقِ إفريقيا.”
الدولة العثمانية
ولفت الشيخ الانتباه إلى دور العثمانيين بعد مرحلة الضعف وتعطل الفتوحات وتوالي الغزو على بلاد المسلمين في فتح القسطنطينيةَ، قبيلَ سقوطِ غرناطةَ بأربعين سنةٍ، ونجاحهم في توحيد الجزءَ الأكبرَ من ديارِ الإسلامِ، فكان نتاج هذا الجهد، تأخير الغزوَ الصليبيَ لديارِ الإسلامِ لخمسةِ قرونٍ. بحسب كلمة الشيخ.
وأوضح الشيخ أن الفساد والظلم كانا سبب سقوط الدولة العثمانية، وقال الشيخ : ” وأدى لإدخالِ القوانينِ الأوروبيةِ، ونشوءِ النزعةِ الوطنيةِ ثم العلمانيةِ. وبوهنِ الدولةِ العثمانيةِ بدأتِ الحملةُ الصليبيةُ المعاصرةُ.”
وفي تأكيد على خطورةِ وجرمِ الفسادِ السياسيِ، الذي بدأ بالاستئثارِ بالسلطةِ، قال الشيخ : ” ما نعانيه هو حصيلةُ قرونٍ من الفسادِ السياسيِ، الذي تفرعت عنه أنواعٌ مختلفةٌ من الفسادِ”.
تشاد
وكانت تشادُ حاضرة في التاريخ الذي سرده الشيخ في كلمته، حيث تحدث عن الحركةٌ الجهاديةٌ التي انطلقت فيها بقيادةِ الأميرِ رابحٍ وابنِه فضلِ اللهِ في عامِ 1879 والتي أدت لإنشاء إمارة إسلامية عاصمتها “ديكوا”، ولكن الفرنسيين تمكنوا بعد وقائع عديدة قُتل في أحدها قائدهم لامي، واستُشهِد أيضا الأميرُ رابحٌ ثم ابنُه فضلُ اللهِ، تمكنوا من الاستيلاءَ على ديكوا في عامِ 1909 . كما سلط الشيخ الضوء في هذا التاريخ على مذابح الفرنسيين في التشاد منها مذبحة كبكب عام 1918 التي ذبح فيها الفرنسيين 400 من العلماء التشاديين بعد القضاء على المقاومة الإسلامية في البلاد.
ويجدر الإشارة إلى أن عاصمة التشاد انجامينا حاليا هي مدينة قصيري التي قُتل على أبوابِها القائد الفرنسي لامي فسميت بعد ذلك باسمِ فورت لامي إلى حين.
خريطة شرق إفريقيا آنذاك
ويصف الشيخ أيمن خريطة شرق إفريقيا في ذلك الوقت ، على أنها أصبحت بكاملها تحت سيطرة القوى الغربية فيما عدا إثيوبيا التي احتلتها إيطاليا بعد ذلك في عام 1935. واستقلت عنها في الحرب العالمية الثانية بمساعدة حلفائها الغربيين.
ويقول الشيخ أيمن : “ومع مجيءِ عقدِ الخمسينات بدأتِ الدولُ الغربيةُ تمنحُ مستعمراتِها استقلالًا شكليًا” وكان من بينها كينيا التي استقلت شكليا في عام 1963 .
وهي التي مارست حكومتها ألوان الاضطهاد ضد المسلمين واستولت على مناطق من الصومال وقمعت وقتلت الآلاف من المسلمين بحسب وصف الشيخ.
وقد أدرج الإصدار مقطعا يظهر فيه الشيخ القائد محمد “ذو اليدين” الذي قتل في قصف أمريكي، يحاضر عن اعتداء الكينيين على المسلمين في تاريخ الصومال.
ومقطعا آخر للشيخ علي محمود راجي المتحدث الرسمي باسم حركة الشباب، يتحدث عن جرائم الكينيين بحق المسلمين في الصومال. مذكرا بأن مدينة امبكتوني خلال 1970 كانت أرضا مسلمة ولكن الكينيون النصارى حولوها لأرض نصرانية. وقال الشيخ راجي: “في سنة 1980 قاموا بحرق مدينة غاريسا وقتلوا العديد من المسلمين فقط لأنهم مسلمون. بالإضافة لذلك قاموا بمجازر مروعة في حق المسلمين في مدينة موغلا”. وعرضت اللقطات صورا لآثار المجازر والهياكل العظمية للضحايا.
وتميزت هذه المرحلة بفوضى سياسية واضطهاد للمسلمين وفرض قوانيين العلمانية في الصومال وكينيا وإثيوبيا وتنزانيا ووسطِ إفريقيا. بحسب كلمة الشيخ.
النشاط الدعوي والجهادي في شرق إفريقيا
وأوضح الشيخ أيمن أن بداية التسعيناتِ شهدت انطلاق نشاط الحركات الإسلامية الدعوية والجهادية في المنطقةِ. وأضاف: ” وتزامن هذا مع انتقالِ الشيخِ أسامةَ بنِ لادنٍ – رحمه الله – وإخوانِه للسودانِ، فبدأ اهتمامُه بشرقِ إفريقيا، والتقى بعددٍ من زعمائِها المجاهدين مثل الشيخِ حسنِ حرسي رحمه اللهُ، وأرسل كبارَ إخوانِه -مثل الشيخِ أبي عبيدةَ البنشيريِ والشيخِ أبي حفصٍ القائدِ رحمهما اللهُ- وعددًا من إخوانِهما لكينيا والأوجادينِ والصومالِ.”
الغزو الأمريكي للصومال
وسلط الشيخ الضوء على دور الشيخ أسامة بن لادن ومن معه في الصومال بعد غزو أمريكا للبلاد.. حيث تعاونوا مع مجاهدي الصومالِ في الجهادِ ضد أمريكا” وأضاف الشيخ : ” ثم جاءتِ المحاكمُ الإسلاميةُ، وما تلاها من الغزوِ الإثيوبيِ للصومالِ.”
حركة الشباب المجاهدين
وقال الشيخ أيمن موضحا تاريخ نشوء حركة الشباب المجاهدين وأبرز إنجازاتها وعلاقتها بتنظيم قاعدة الجهاد: “قبيلَ نشوءِ المحاكمِ الإسلاميةِ نشأت حركةُ الشبابِ المجاهدين الإسلاميةِ، وفتح اللهُ عليها، فقاومتْ موجاتِ الغزوِ الصليببيِ المتكررةَ والحكوماتِ العميلةَ، وأسستِ الولاياتِ الإسلاميةَ، وأرسلت ببيعتِها للشيخِ أسامةَ بنِ لادنٍ، فطلب منهم أن لا يعلنوها مبدئيًا، ثم بعد استشهادِه أعلنتِ الحركةُ بيعتها المباركة لجماعةِ قاعدةِ الجهادِ.”
وقد ظهر في الإصدار لقطات من إصدار لمؤسسة الكتائب – الجناح الإعلامي لحركة الشباب المجاهدين- يوجه فيها الشيخ مختار أبي الزبير -الأمير السابق للحركة- بيعته للشيخ أيمن الظواهري قائلا: “أميرنا أبشر، فلك في الصومال عساكر تقوى الله زادها ونصرة دينه عتادها، هكذا نحسبهم والله حسيبهم، وقد حملوني أمانة ورسالة مفادها، أميرنا الغالي هاك منا ودا انتهى الصفاء إليه، وعهدا خيم الوفاء عليه، ولنا قلوب قريحة حشوها مودة صحيحة، وأكباد دامية كلها محبة في الله نامية، وسنمضي معك جنودا أوفياء حتى يرتفع عن الإسلام الحتف والحيف وحتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.” وأضاف: “أميرنا الحبيب نيابة عن إخواني في حركة الشباب المجاهدين قادة وجنودا أقول، أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله وعلى السمع والطاعة في المنشط والمكره وعلى أثرة علي ، وألا أنازع الأمر أهله إلا أن أرى كفرا بواحا عندي فيه من الله برهان ما استطعت، امض بنا على درب الجهاد والشهادة على الخطى التي رسمها إمامنا الشهيد أسامة وكلي ثقة وأمل بالله أن يجعل النصر يرافقك وجمع الكلمة لا تفارقك فإنه نعم المولى ونعم النصير وهو على جمعهم إذا يشاء قدير”.
وأشار الشيخ أيمن إلى إصدار مؤسسة الكتائب بعنوان ” مسيرة الصمود ” الذي قدم توثيقا لتفاصيل هذه المرحلة بشكل واسع.
وأعاد ظهور حركة الشباب المجاهدين النهضة الجهادية في شرق إفريقيا بحسب الشيخ أيمن الذي وصفها قائلا: “تقودُها حركةٌ عقديةٌ، تنصرُ التوحيدَ وتدعو إليه، وتجمعُ المسلمين عليه، وتجتمعُ به مع إخوانِها المجاهدين من سواحلِ الهندِ إلى شواطئِ الأطلسيِ. فتكسرت -بفضلِ اللهِ- على صخرتِها موجاتُ الغزوِ ومؤامراتُ الخيانةِ ودسائسُ العمالةِ.”
دعوة لدعم حركة الشباب المجاهدين
ووجه الشيخ أيمن دعوة للمسلمين في شرق إفريقيا ووسطها للالتحاق بحركة الشباب المجاهدين ودعمها فقال: ” هلمَ إلى عزِ الدنيا وفوزِ الآخرة، هلمَ إلى الجهادِ لتحريرِكم من الظلمِ والطغيانِ والقهرِ والفسادِ، فقد ارتفعت له اليومَ في شرقِ قارتِكم رايةٌ خفاقةٌ، وقامت له منارةٌ شاهقةٌ، واستبان له نهجٌ واضحٌ.” وأضاف: “هلموا اتحدوا مع إخوانِكم المجاهدين في الصومالِ، وقِفوا معهم صفًا واحدًا ضد أعدائِنا المتحدين علينا. هلم لنحررَ شرقَ إفريقيا من جرائمِ الصليبيين، ونقيمَ فيها كِيانًا إسلاميًا، يحكمُ بالشرعِ، وينشرُ العدلَ، ويبسطُ الشورى، وينصرُ المظلومين”.
وأضاف الشيخ : “هلم لنؤسس في شرقِ إفريقيا قاعدةً راسخةً للإسلامِ والجهادِ، تنصرُ أمتَها في كلِ مكانٍ، وتقتصُ ممن استباح حرماتِها، واعتدى على مقدساتِها. هلم لنؤسسَ مع إخوانِنا المجاهدين صفًا جهاديًا كالبنيانِ المرصوصِ من كاشغرَ إلى تمبكتو ومن جروزني إلى مقديشيو.”.
رسالة للمجاهدين في شرق إفريقيا
وأرسل الشيخ أيمن برسالة للمجاهدين في شرق إفريقيا، قال فيها:” عليكم أن تدركوا عِظمَ المسؤوليةِ الملقاةِ على عاتقِكم، فإنكم لا تخوضون حربًا محليةً، ولكنكم تواجهون الحملةَ الصليبيةَ المعاصرةَ وحليفتَها إسرائيلَ، اللتين تسعيان للسيطرةِ على القرنِ الإفريقيِ، ومنابعِ النيلِ، وخنقِ الجهادِ الإسلاميِ في شرقِ إفريقيا وسائرِ الدنيا”.
وأضاف الشيخ : “إن نهضتَكم الجهاديةَ تهددُ أمنَ إسرائيلَ، والكِيانَ المسيحيَ في الحبشةِ، والنفوذَ الأمريكيَ الصهيونيَ والفرنسيَ في شرقِ إفريقيا ووسطِها.”
وحذّر الشيخ من دعاوى شق الصف ونكث العهد مؤكدا أن هذه المعركة الجبارة لا يمكن أن يخوضها المجاهدون في شرق إفريقيا شرعا ولا عقلا وهم متفرقون.
وفي إشارة إلى وفاء حركة الشباب المجاهدين ببيعتها لقاعدة الجهاد وعهودها، وجه الشيخ أيمن الثناء لمجاهديها قائلا: “فأسألُ اللهَ أن يجزيَ خيرَ الجزاءِ من وَفوَا ببيعاتِهم وعهودِهم.”.
وختم الشيخ كلمته بتوصية جامعة قال فيها: “فلنتحدْ لنحررَ أرضَنا، ونعيدَ خلافَتنا، ونقتصَ من عدوِنا”.
مقاطع من إصدارت مؤسسة الكتائب
ويجدر الإشارة إلى أن كلمة الشيخ أيمن رافقها مقاطع مقتبسة من إصدارات سابقة لمؤسسة الكتائب، كان منها مقدمة إصدار مسيرة الصمود وهي ذات المقدمة التي افتتح بها الشيخ كلمته.
أعقب المقدمة أناشيد جهادية باللغة السواحيلية مترجمة للغة العربية والانجليزية للمجاهدين في الصومال، وصوت الشيخ عبود روجو يتحدث عن أهمية الجهاد وهو الشيخ الداعية الذي اغتيل في كينيا.
كما حوى الإصدار مقتطفات من كلمة الشيخ علي محمود راجي يتحدث فيها عن الجرائم الكينية بحق المسلمين، كان منها ما يعانيه الأسرى المسلمون الذين اكتضت بهم السجون الكينية بدون أي إجراءات قانونية، يعانون الإهمال والقسوة. إضافة لاحتلال القوات الكينية لعدة مناطق في الصومال وتعمدها القصف للمدن الآهلة بالسكان.
ولقطات من معركة كولبيو يقول فيها أحد المجاهدين من الحركة بعد السيطرة على القاعدة العسكرية الكينية :”نحمد الله تعالى الذي يسر لنا الهجوم على القوات الكينية الذين قتلوا علمائنا وإخواننا”.
وكذلك مقتطفات من كلمة الشيخ أبو عبيدة أحمد عمر – أمير حركة الشباب- في إصدار بعنوان “وعد الله لا يخلف الله وعده”، يوجه فيها رسالة تحريض وثناء للمجاهدين في شرق إفريقيا. ويدعو فيها المسلمين للمشاركة في جهاد الصومال.
إضافة لمقطع يظهر فيه الشيخ علي راجي مؤكدا على تمسك الحركة بالبيعة التي بايعها الشيخ مختار أبي الزبير لأمير تنظيم قاعدة الجهاد. يتفاعل معه الشعب الصومالي الحاضر معه بحماسة وقوة.
تهنئة عيد الأضحى
واختتمت الاقتباسات من إصدارات مؤسسة الكتائب بمقطع للشيخ أبي عبيدة يوجه فيه التهنئة للمسلمين والمجاهدين في كل مكان ولقيادات الجهاد على رأسهم الشيخ أيمن الظواهري بعيد الأضحى في إصدار بعنوان “الشريعة أو الشهادة”، فيما يبدو أنه جاء للتهنئة بالعيد على لسان الشيخ أبي عبيدة في وقت صدرت فيه كلمة الشيخ أيمن قريبة من عيد الأضحى لهذا العام 1439 ه.
خاتمة الإصدار
واختار إصدار مؤسسة السحاب الذي نشر كلمة الشيخ أيمن أن تكون خاتمته كلمات من وصفه بالداعية الشهيد – كما نحسبه – الحاج مالك الشهباز رحمه الله – المعروف بمالكوم إكس، يقول فيها : “عين بعين وسن بسن ورأس برأس ونفس بنفس ، هذا دين قيم.. “.
وكانت عبارة “قادمون يا أقصى” آخر ما أنهت به مؤسسة السحاب عرضها في هذا الإصدار الذي استمر حوالي 32 دقيقة.
ويتوفر الإصدار بأحجام مختلفة وتفريغات للنص للتحميل، على قناة مؤسسة السحاب في مواقع التواصل الاجتماعي.