السودان يعلن خطة طوارئ لإعادة بناء القطاع الصناعي

في أعقاب الدمار الواسع الذي شل 90٪ من المصانع في الخرطوم ومناطق أخرى، كشف وزير الصناعة السوداني، محاسن علي يعقوب، يوم الجمعة عن خطة طوارئ لإنعاش القطاع الصناعي في البلاد. بحسب صحيفة سودان تريبون.
تحملت الخرطوم، قلب النشاط السياسي والاقتصادي في السودان، وطأة الدمار الناجم عن الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تعرض إنتاج السلع الاستهلاكية والتقنية لضربات كبيرة.
وفي تصريح لوكالة السودان الرسمية للأنباء، أوجز يعقوب الخطة الشاملة للوزارة من خلال وكالة السودان للأنباء، مسلطا الضوء على العديد من المبادرات الرئيسية.
وقال إنه سيتم تنشيط المصانع التي تم نقلها من الخرطوم المتضررة بشدة إلى ولايات أكثر أمانا، بينما سيتم إنشاء فروع جديدة لمصانع الخرطوم الحالية في هذه المناطق، بالاستفادة من الموارد والبنية التحتية المتاحة.
وأضاف الوزير أن جذب الاستثمارات الصناعية عبر الدول الآمنة سيكون أولوية قصوى، مع التركيز بشكل خاص على التصنيع الزراعي لتحقيق القيمة المضافة وتعزيز الأمن الغذائي لكل من أسواق الاستهلاك المحلي والتصدير.
وبحسب الصحيفة، تسعى خطة إعادة تأهيل القطاع الصناعي السوداني بشكل استراتيجي إلى الاستفادة من مزايا التجارة التفضيلية الممنوحة بموجب الاتفاقيات القائمة. وأكدت أنه من خلال الاستفادة الفعالة من هذه المزايا، تأمل الحكومة في تسهيل تشغيل المصانع المتوقفة حاليا في جميع أنحاء البلاد وإعادة دمجها في دورة الإنتاج.
وسلط الوزير الضوء على الحاجة إلى الاستفادة من اتفاقيات التجارة التفضيلية، وتهدف الخطة إلى تسهيل تشغيل المصانع المتوقفة في جميع أنحاء البلاد وإعادة دمجها في دورة الإنتاج.
كما تحدث عن الدعم الإقليمي، مؤكدا أنه سيتم إنشاء مكاتب صناعية مخصصة يعمل بها موظفون مؤهلون بالتعاون مع السلطات المحلية في الدول الآمنة. ستوفر هذه المكاتب دعما حاسما للمصانع الاستراتيجية القائمة مثل السكر والأسمنت والمطاحن، مع تعزيز تطوير مشاريع جديدة. بحسب الصحيفة.
تأتي هذه الخطوة في وقت حثت فيه الأمم المتحدة على الوصول دون عوائق للمساعدات الغذائية إلى الملايين في السودان.
جاء ذلك في نداء يائس دعا فيه كبار مسؤولي الأمم المتحدة يوم الجمعة إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن إلى ملايين المدنيين السودانيين الذين يعانون من الصراع المدمر المستمر منذ تسعة أشهر.
لا تزال الحرب في السودان مستعرة وتتسبب في خسائر لا يمكن تصورها للمدنيين،” صرحت ليني كينزلي، مسؤولة الاتصالات في برنامج الأغذية العالمي في السودان.
وأضافت:”يواجه ما يقرب من 18 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويعاني عدد لا يحصى من الأطفال من سوء التغذية“.
ورسمت الإحاطة، التي حضرها ممثلون عن مختلف وكالات الأمم المتحدة، صورة قاتمة للوضع المتردي في السودان.
وقد قتل أكثر من 13,000 شخص في الصراع، مما أدى إلى نزوح أكثر من 1.5 مليون شخص فروا إلى البلدان المجاورة التي تعاني بالفعل من محدودية الموارد.