السودان تشهد “المليونية” وحميدتي يراوغ للبقاء في الحكم

تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية

لم تتمكن وعود المجلس العسكري الانتقالي من إسكان غضب الشعب السوداني الثائر الذي خرج بالآلاف إلى الشوارع يوم الأحد، فيما وصف بالمسيرة “المليونية” استجابة لدعاوى قوى المعارضة بهدف تأكيد استمرار الثورة.

 

المسيرة الضخمة التي حملت إسم “مواكب الشهداء وتحقيق السلطة المدنية” اتجهت صوب  القصر الرئاسي الذي سدت قوات الجيش والدعم السريع الطرق المؤدية منه للقيادة العامة للجيش بالشاحنات والحواجز خشية أن يتكرر سيناريو الثالث من يونيو/حزيران الماضي حيث تم فض الاعتصام عند أبوابه بمجرزة راح ضحيتها أكثر من مائة قتيل ومئات الجرحى.

 

ورغم قطع خدمة الأنترنت خرج السودانيون للمليونية بالتنسيق معا عن طريق الرسائل النصية والتنظيم بين الأحياء والتجمعات.

 

من جانبها حاولت قوات النظام وقوات الدعم السريع إرهاب الجموع الثائرة عن طريق إطلاق الرصاص في الهواء والغاز المسيل للدموع وقطع الطرقات بنشر قواتها على الجسور ونقاط التقاطع المؤدية للقصر لكن دون جدوى فقد التحمت الجموع القادمة من كل اتجاه.

 

ورصدت عدة إصابات للمتظاهرين بنيران قناصة تمركزوا على قصر الشباب والأطفال. في حين أعلنت وزارة الصحة السودانية سقوط 11 قتلى وإصابة أكثر من 181 شخصا من بينهم عشرات الإصابات بطلق ناري.

 

يجدر الإشارة إلى أن المجلس العسكري منع تحالف قوى الحرية والتغيير من إجراء مؤتمر صحفي فيما اعتبر قمعا للحريات ودليلا على مراوغات المجلس وتحايلاته المستمرة.

 

وبرر الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بـ (حميدتي) نائب رئيس المجلس العسكري مقتل المحتجين بوجود قناصة وصفهم بالـ “مندسين”، كما أعلن عن اعتقال المتسببين في مجزرة الاعتصام أمام القيادة العامة ولكن تصريحات حميدتي لم تنجح في كسب ثقة السودانيين ولم تمنعهم من مواصلة ثورتهم واعتبرها المراقبون حلقة جديدة من مسلسل مراوغاته وتحايله.

 

واختار الثائرون تاريخ 30 يونيو/حزيران الموافق لنفس تاريخ الانقلاب في عام 1989 الذي قاده عمر البشير لإرسال رسالة لحكم العسكر أن الثورة مستمرة.

 

الاحتجاجات لم تقتصر على المدن السودانية فقط بل وصلت لعدد من دول العالم حيث خرجت الجاليات السودانية لتدعم المليونية والمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين.

 

وشهدت كل من تركيا ولبنان وماليزيا وفرنسا وهولندا وأستراليا وفنلندا ودول أخرى خروج السودانيين في تظاهرات في مدن رئيسية رفعت شعارات تندد بالمجلس العسكري الانتقالي والمجزرة التي ارتكبها بحق المعتصمين أمام مبنى القيادة العامة.

 

الشعارات التي رفعها السودانيون في المهجر تضمنت تحذيرات من الثورة المضادة التي تحاك ضد ثورتهم،  وطالبوا الثوار في السودان بالثبات حتى تحقيق مطالبهم.

 

على صعيد المفاوضات أعلن المجلس العسكري أنه جاهز للتفاوض بشأن مبادرة الإتحاد الإفريقي والوساطة الإثيوبية.

 

وتشير التقارير الغربية إلى تحركات من جانب حميدتي لكسب الدعم الغربي والأمريكي تحديدا من أجل ترسيخ وجوده في الحكم فيما وصف بالسيناريو المصري الذي مكّن الرئيس عبد الفتاح السيسي من البقاء في كرسي الحكم بعد الانقلاب بفضل الدعم الغربي والأمريكي له.

 

وفي الوقت الذي يراوغ فيه حميدتي لأجل ترسيخ نفوذه في البلاد يعوّل المراقبون على درجة وعي الثوار السودانيين بأساليب حميدتي التي وصفت بالمكشوفة وذلك لإجهاض محاولات الالتفاف على ثورتهم وعدم الإبقاء على حكم العسكر في السودان.