الردود على مقتل أكثر من 137 جنديا أوغنديا وأسر آخرين في هجوم لحركة الشباب: بين السخرية والحزن والتنديد والمطالبة بسحب القوات
على إثر نشر حركة الشباب المجاهدين بيان قيادتها العسكرية الذي يؤكد مقتل أكثر من 137 جنديا أوغنديا وأسر آخرين وتدمير واغتنام كل ما احتوته قاعدتهم العسكرية من آليات وأسلحة وذخائر ومعدات عسكرية مختلفة في الحصيلة الأولية لهجوم مقاتلي الحركة على القاعدة العسكرية التابعة لقوات الاتحاد الإفريقي في الصومال “أتميس”، يوم الجمعة في مدينة بولومرير بولاية شبيلي السفلى جنوب الصومال، تباينت الردود الدولية وبين الشعب الأوغندي بين السخرية والحزن والتنديد والمطالبة بسحب القوات الأوغندية من الصومال، والمطالبة بحل سياسي على غرار أفغانستان.
وبعد نشرت مؤسسة الكتائب صورا صادمة للأوغنديين توثق هجومها ومقتل وأسر الجنود الأوغنديين، اضطر الجيش الأوغندي لإصدار بيان متكتم، يشير إلى أن تحقيقا يجري في الهجوم المعلن عنه.
وبحسب مقال نشرته صحيفة مونيتور تعليقا على مقتل الجنود الأوغنديين على يد مقاتلي حركة الشباب المجاهدين يوم الجمعة، “فقد تكبدت حركة أتميس (أميصوم سابقا) سلسلة من الخسائر الفادحة على أيدي حركة الشباب في حملتها التي استمرت 18 عاما لاستعادة الاستقرار في الدولة التي مزقتها الحرب في القرن الأفريقي. ويقول خبراء إن مثل هذه الهجمات تهدف إلى التعجيل برحيل البعثة التي تقاتل حركة الشباب منذ أكثر من عقد من الزمن”.
وبحسب الصحيفة:
فقدت عدة دول مساهمة بقوات، بما فيها كينيا وأوغندا وبوروندي، جنودا ومعدات لصالح مقاتلي الحركة التي تسعى إلى فرض حكم الشريعة الإسلامية في الصومال.
وأحصت الصحيفة عدد الهجمات التي قتل فيها عشرات الجنود الكينيين والبورنديين والأوغنديين في الأعوام السابقة منها معركة عيل عدي الشهيرة حيث تصل حصيلة قتلى الهجمات المذكورة لمئات القتلى فضلا عن وقوع عشرات الأسرى في يد مقاتلي الحركة.
وكانت تقارير سابقة أكدت بحسب صريحات رسمية مقتل وإصابة نحو 10 آلاف جندي من قوات أميصوم في هجمات حركة الشباب المجاهدين.
وعادة ما تتكتم الدول المشاركة في تحالف أميصوم عن خسائرها المادية رغم إحراج حركة الشباب لها بتوثيق هجماتها وتصوير جثث وهويات قتلى قواتها وإظهار رسائل الأسرى.
وبحسب الصحيفة:
بعد 18 عاما، تقول أتميس الآن إنها تستعد لسحب 2000 جندي من الدولة الواقعة في القرن الأفريقي بحلول 30 يونيو 2023، وهي الأولى من ثلاث عمليات سحب في خطتها الانتقالية. وستشهد هذه الخطة انخفاض مستويات قوات أتميس من 18,586 جنديا معلن عنه حاليا إلى أكثر من 9,500 جنديا معلن عنه في نهاية الفترة الانتقالية في أواخر عام 2024.
وتعتزم الحكومة الصومالية لسد فراغ قوات أتميس زيادة مستويات قواتها تدريجيا إلى نحو 23 ألفا وتولي زمام الأمور عندما تقوم البعثة بتصفية أصولها والانسحاب الكامل. بحسب الصحيفة.
Photographic evidence of captured Ugandan Army personnel in today's terror attack on UPDF-ATMIS FOB at Bulo Mareer.
Intelligence failure continues to have extremely stressful impact in counterterrorism. pic.twitter.com/CvGsSofoyX
— CTNSIS (@CTNSIS) May 26, 2023
حزن وسخرية ومطالب بسحب القوات وتسليم الحكم لحركة الشباب
وعلى مواقع التواصل شعر الأوغنديون بالحزن الشديد على مصير جنودهم، وقال توموهمبيسي جورج، على حسابه في تويتر، في تعليق له على خبر مقتل الجنود يعرض صورهم:
إنه في الواقع عار! من الواضح أن القوات الأوغندية قد أتقنت فقط فن مضايقة مواطنيها وعندما يتم إرسالهم في مهمة، فإنهم يبحثون فقط عن البقاء على قيد الحياة. البنادق مثل العصي اليدوية، لا فائدة منها لشخص مهمل! آسف على المأساة في الصومال.
وقال أيتي إيمانويل:
يبدو أن البلد الذي نكافح من أجل التهدئة فيه لا يقدر تضحياتنا. حان الوقت لنفكر في الانسحاب من الصومال.
وقال كازونغو:
رأينا أمريكا تسحب جنودها من أفغانستان حتى يتمكن المتمردون الأقوياء من قيادة البلاد، فهل هذه الاستراتيجيات تنجح؟ لأنه إذا كان الجيش الوطني ضعيفًا للغاية – لا توجد حكومة، يمكن أن تحدث مفاوضات والجانب القوي يقود البلاد ويتوقف موت المواطنين الأبرياء.
وقال حكيم كانييري:
يا إلهي، أولادنا يعانون في أرض أجنبية!.
وقال أراهام سان:
“على الشباب السعي للتوصل إلى تسوية سياسية مع الحكومة الفيدرالية الصومالية. هذه الحرب طال أمدها. ينبغي أن تكون كينيا في حالة تأهب قصوى.
وقال أولووامينابو:
أن يتم أسرك حيًا هو أسوأ كابوس لأي جندي، القوات الأوغندية لم تطلق بعد مهمة إنقاذ للرفقاء. هذا هو المكان الذي تتقدم فيه أمريكا والمملكة المتحدة دائمًا.
وقال تاديكس:
لدي شعور بأن هؤلاء الرجال في قوات الدفاع الشعبية الأوغندية قد سلموا أنفسهم إلى الشباب بحثًا عن سبيل للعودة إلى ديارهم.
وقال ناشط أوغندي آخر في تويتر:
هل أنتم سعداء حقا عندما ينظر إلى بلدنا على أنه مشروع لشخص ما ..؟! لماذا يا رفاق تدعون كبرياء أمتنا تنزل هكذا بسبب أوامر من أعلى.
وانتشرت مئات التعليقات الحزينة والمطالبة بعودة القوات لأوغندا.
UPDF getting tough lessons in Somalia 🤭
Thank you Alshabab. Kill all of them including thier bloody Leader @KagutaMuseveni and his Gu piglet @mkainerugaba #UgandaSecurityExhibition pic.twitter.com/v0w0YXUuZA
— LM Dada (@Lmc_89) May 26, 2023
الجيش الأوغندي يحقق في الهجوم ويدعو الشعب للهدوء
تعليق بوبي واين المرشح الرئاسي المعارض للرئيس الأوغندي يوري موسيفيني
وفي بيان وزارة الدفاع أدانت القوات الأوغندية الهجوم الذي شنه مقاتلو الحركة على جنودها، وأكد البيان إرسال فريق من القوات الأوغندية بقيادة قائد القوات البرية الفريق كايانجا إلى الصومال للتأكد من الظروف التي في ظلها حدث هذا الهجوم والنظر في القادم. وانتهى البيان بطلب التزام الهدوء من الشعب الأوغندي.
تنديدات الغرب ومنظمة ما يسمى التعاون الإسلامي
وعلى إثر تنديد كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والدول الغربية بشدة بهجوم حركة الشباب على قاعدة القوات الأوغندية في الصومال، أعلنت منظمة “التعاون الإسلامي” إدانتها الشديدة هي الأخرى للهجوم، وأعرب الأمين العام للمنظمة، حسين إبراهيم طه، عن تنديده الشديد بهذه العملية التي وصفها بـ”النكراء”. وتقدم بتعازيه لأسر الضحايا وللحكومة الأوغندية والاتحاد الأفريقي، راجيا الشفاء العاجل للمصابين.
ومن جانبها أكدت بعثة الاتحاد الإفريقي أتميس، التزامها المستمر في مكافحة ما يسمى الإرهاب.
الترحيب بالهجوم
وفي الولايات الإسلامية الواقعة تحت سيطرة حركة الشباب المجاهدين شهدت فرحة عارمة للأهالي وخطبا مباركة للهجوم، وقدمت الإذاعات المحلية تغطية كاملة لأجواء الترحيب بمقتل القوات الأوغندية الغازية وغنم أسلحتها ومعداتها وآلياتها العسكرية.
وفي مواقع التواصل بارك الناشطون المسلمون الهجوم واعتبروه نصرا للأمة الإسلامية ودليلا على جدوى الجهاد في شرق إفريقيا، حيث أصبحت اليوم حركة الشباب على الرغم من توالي الاستراتيجيات المحاربة لها من الغرب وحلفائه بقيادة الولايات المتحدة، لقد أصبحت أكثر قوة وخبرة وتمكينا في البلاد.
وبعد قرابة العقدين من الزمن من الجهاد وإجهاض حملات تحالف القوات الدولية والميليشيات الحكومية المدعومة من الغرب لإسقاط نظام الشريعة الإسلامية الذي جاء ليعوض النظام الإسلامي للمحاكم الإسلامية الذي أسقط على يد القوات الأمريكية بالغزو الإثيوبي للبلاد. تمكنت الحركة من صناعة تحالف قوي بين القبائل المحلية التي تدعم المشروع الجهادي في الصومال، كما تبين من خلال فعاليات الدورة الثانية للاجتماع التشاوري حول قضايا الجهاد في شرق إفريقيا، وهو الاجتماع الذي حضره شيوخ القبائل وعلمائهم ووجهائهم مع قيادات الحركة وأعلنوا فيه جميعا تأييدهم الكامل لفتوى الاجتماع بضرورة استمرار قتال القوات الغازية للصومال وإسقاط الحكومة العميلة للغرب وإقامة نظام الشريعة الإسلامية.
روسيا تقدم الدعم للميليشيات الحكومية ضد حركة الشباب