الخطوط الجوية الأوغندية وسرقة الأموال
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
نشرت صحيفة “ذي أبزيرفر” الأوغندية مقالة بعنوان “إنه حقا لعار على الخطوط الجوية الأوغندية أن تسرق أموالك” لكاتبها كيرونجي فيدري.
وقال فيدري أن الخطوط الجوية الأوغندية تسعى لمحاكاة الأمريكيين الذين يعتمدون مخطط هدر للأموال لا طائل منه ولا ضرورة له للتمويل عن طريق الضرائب وتحقيق مكاسب أنانية جشعة، في كثير من الأحيان شخصية أو سياسية أو اقتصادية.
وانتقد الكاتب محاولة الخطوط الجوية الأوغندية محاكاة الأمريكيين كأنها إحدى الشركات العملاقة.
وقال الكاتب بأن خبراء شركات الطيران يشككون في حقيقة الجدوى الاقتصادية لشركة الخطوط الجوية الأوغندية.
فشركات الطيران التي تمول بشكل أفضل، وحتى شركات الطيران التي تمولها الحكومات والتي تتمتع بأسواق أكبر بكثير ولديها سجل تاريخي من الخبرة والعمل مثل خطوط أليطاليا الإيطالية -ومن نفس القارة- الخطوط الجوية لجنوب إفريقيا والخطوط الجوية الكينية، كلها تخسر أمولا كثيرة وبعضها بالكاد يتمكن من البقاء والاستمرار.
كما لم تحقق الخطوط الجوية لجنوب إفريقيا وهي إحدى الشركات الأعلى تصنيفًا في العالم من حيث جودة الخدمات، والتي يدعمها الاقتصاد الأكثر تقدمًا في إفريقيا، لم تحقق ربحًا منذ عام 2010. بل وصل الأمر أن طالب وزير المالية في البلاد بإغلاقها وخسرت في العام الماضي حوالي 390 مليون دولار.
وقبيل الانهيار في عام 2017 ، تكبدت الخطوط الجوية الكينية، المملوكة جزئيًا من قبل الحكومة الكينية وشركة الطيران الهولندية KLM ، تكبدت خسارة تقدر بـ 40 مليون دولار فقط في النصف الأول من العام الماضي. ولا يمكن الحصول على أرقام السنة كاملة بسهولة ، ولكن يمكن تخمين أنها تكبدت خسائر بملايين الدولارات.
وغالبا ما يضرب المطالبون بإحياء الخطوط الجوية الأوغندية مثلا بالخطوط الجوية الرواندية، بلغة حسد وجب الإشارة إليها، فعلى الرغم من المنح الحكومية والقروض التي وصلت لأكثر من 400 مليون دولار ، إلا أن خسائر الخطوط الرواندية قد تراكمت بأكثر من 200 مليون دولار بين عامي 2013 و 2016 ، وفقًا لتحليل مدروس لحسابات الشركة.
وتساءل فيدري: فما هو السحر الذي اعتمدت عليه شركة الخطوط الجوية الأوغندية والذي لم تستطع شركات الطيران الأخرى الاعتماد عليه!
وقال الكاتب يفصل تاريخ خطوط الطيران: “دعونا لا ننسى أنه منذ انهيار الخطوط الجوية الأوغندية الأصلية، كانت هناك محاولتان لإحياء نوع من الخطوط الجوية الوطنية أو الإقليمية على أقل تقدير، ولكنها فشلت كنهاية محتومة.
فقد كانت هناك خطوط “أليانس”، ثم “أليانس إير”، والتي تم تأسيسها بشكل مشترك في عام 1995 بين خطوط طيران جنوب إفريقيا وأوغندا وتنزانيا.
ولكن بلغت خسائرها عند الانهيار بعد خمس سنوات فقط أكثر من 50 مليون دولار.
ثم جاءت خطوط طيران أوغندا والتي تمت ترقيتها كشركة نقل وطنية ولكن في الواقع هي مملوكة من قبل الآغا خان.
تأسست في عام 2007 ، واستمرت في العمل لسبع سنوات فقط.
ولكنها انهارت أيضا ولم تنقذها حقيقة أن من يمتلكها ويدريها هم مجموعة من الأشخاص الأغنياء وأصحاب خبرة طويلة جدًا في إدارة الأعمال في إفريقيا”.
وأضاف الكاتب: “لأوغندا سجل فشل في إدارة أي مؤسسة عامة بنجاح ، خاصة في ظل حكومة موسيفيني. ويشير الناس عادة إلى هيئة الإيرادات الأوغندية، وهيئة الطرق الوطنية الأوغندية، بل وصل الأمر أن يشيروا إلى قوات الدفاع الشعبية الأوغندية لضرب أمثلة على المؤسسات المدارة بشكل ناجح!
فلو فرضنا جدلا أن هذه المؤسسات تدار بشكل ناجح بالفعل، علينا أن نتذكر أنها ليست في مجال جني المال. ولو كانت هذه المؤسسات لأجل جني المال، فعلى الأرجح أنها أفلست منذ زمن بعيد!”.
وبحسب الكاتب توضح الأرقام الإجمالية أن الخطوط الجوية الإفريقية لا تكسب أرباحًا. وفقًا لموقع statista.com الخاص ببيانات الأعمال، فقد حققت شركة الخطوط الجوية الإفريقية أرباحًا مرة واحدة فقط خلال السنوات العشر الماضية ما يقدر بـ (100 مليون دولار في عام 2010). لكنها تكبدت خسائر بـ 400 مليون دولار العام الماضي ومن المتوقع أن تخسر 300 مليون دولار هذا العام.
شركة الخطوط الجوية الأفريقية الوحيدة التي أعلنت عن تحقيق ربح دائم هي الشركة الإثيوبية -وفقًا لمعظم تقارير الصناعة- فهي مدعومة بشدة من قبل الحكومة، وعلى عكس الأوغنديين، يعرف الإثيوبيون القليل بشأن إدارة المشاريع العامة الكبيرة. حسبما أوضح فيدري.
وقال الكاتب: “قد تكون هناك بعض الحجج المعقولة لإحياء الخطوط الجوية الأوغندية مثل الكبرياء الوطني الأعمى، لكن دعونا لا ندعي أنها ستجني أموالًا أو تروج للسياحة أو تشجع الاستثمار. فهناك الآلاف من الطرق للقيام بأي من هذه الأشياء دون تبديد الأموال العامة”.
وأضاف: “يمكنك أن تراهن على أن الخطوط الجوية الأوغندية ستخوض الانتخابات للبرلمان من أجل الحصول على المال كل عام حتى تستمر في التحليق!”.
وأضاف: “لكي نكون منصفين ، فلا يمكن استخدام شركة نقل وطنية للترويج لسمعة البلاد، ولا يمكن ذلك إلا إذا كانت شركة طيران كبيرة، مثل خطوط سنغافورة أو كانتاس أستراليا أو الخطوط الإثيوبية. ويجب أن يكون لديك منتج للبيع في المقام الأول”.
وقال الكاتب: “إن كان بلدك الذي اشتهر بتسلق خصومه السياسيين بشكل روتيني ونقص خدمات الطوارئ الأساسية والفساد وجنون “البودبودا”، فإن امتلاك لوحة إعلانات في السماء لن يقدم الكثير”.
وأوضح الكاتب بأن الخطوط الجوية الأوغندية تنفع فقط كمخطط تفصيلي لسرقة الأموال العامة. وذلك لشح المعلومات التي نعرفها عن شركة الطيران ابتداءً من الاسم ، إلى تخصيص الأسهم والمسائل المتعلقة بشؤون الموظفين ، فإن كل شيء يتعلق بها يدعو للسخرية. فلا يزال مجهولا المالك الحقيقي للخطوط الجوية الأوغندية. كما لم يستطع البيروقراطيون الحصول على الأوراق اللازمة لإنشاء شركة الطيران بشكل صحيح. سواء كانت بسبب حالة التشويش المتعمد أو عدم الكفاءة ، وقال: “فهذا لا يبشر بالخير لما في أيدينا من أموال!”.
ووفقًا لوزيرة الأشغال والنقل مونيكا نتيج أزوبا، قامت شركة الطيران بالفعل بتوظيف الطيارين، الذين سيحصلون على 42 مليون شلن شهريًا (أي حوالي 137.704 دولارًا في السنة) لا تشمل المنح. وقال الكاتب: “لاشك أن هذا من شأنه أن يجعل الطيارين الناشئين في شركات الطيران من أصحاب الرواتب العالية في العالم.”
فوفقًا لمصادر مختلفة يكسب الطيار الأمريكي العادي 113.709 دولارًا في السنة. ويُذكر أن دلتا إيرلاينز ، إحدى أكبر وأعرق شركات الطيران في العالم ، تدفع للطيارين حوالي 137.500 دولار سنويًا.
أما ما يسمى شركات الطيران الإقليمية ، فمعظمها أكبر بكثير وأكثر عراقة من الخطوط الجوية الأوغندية ومع ذلك تدفع 50000 دولار – 80000 دولار في السنة.
ثم بوجود طائرتين أو ست طائرات صغيرة إلى متوسطة الحجم ، ستدفع الخطوط الجوية الأوغندية لطياريها أكثر من بعض أكبر شركات الطيران في العالم.
وختم الكاتب مقالته بقول: “قد يكون من المنطقي أن يكون هؤلاء الطيارون من جنسيات أخرى أي مغتربين، لكن الوزير أكد بأنهم مواطنون أوغنديون. فيمكنك أن تتخيل كم سيحصل المدراء من الأموال؟!. وهذا حال الخطوط الجوية الأوغندية وسرقة الأموال”.