الحكومة الصومالية – العضو في تحالف البحر الأحمر السعودي- تسلم ميناء “هوبيو” لقطر
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
أعلن مسؤولون قطريون عن انطلاق العمل على بناء ميناء “هوبيو” وذلك خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة مقديشو، حضره الجانب الممثل عن الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب.
وتقع مدينة “هوبيو” بإقليم مدغ وسط الصومال وكانت تعد أحد المواقع النشطة للقراصنة وإرساء السفن المخطوفة. وتحتل المنطقة مكانة استراتيجية على المحيط الهندي كما تتوفر فيها المياه العذبة باعتبارها أحد أقدم النقاط على الساحل الشمالي الشرقي في الصومال بالقرب من خليج عدن وباب المندب.
من جانب آخر تظهر أهمية ميناء هوبيو في الجانب الإثيوبي الذي أبدى اهتماما مسبقا به، حيث يتمتع بموقع استراتيجي لتمرير خطوط الغاز التي تربط بين دول كبرى وحقول النفط والغاز في منطقة أوغادين شرق إثيوبيا.
وحضر المؤتمر من الجانب القطري، وزير النقل والاتصالات جاسم بن سيف أحمد السليطي ووزير الخارجية محمد عبد الرحمن آل ثاني.
ومن جانب الحكومة الصومالية حضر كل من رئيس الوزارء حسن علي خيري ورئيس إقليم مدغ أحمد دعالي جيلي.
وعن رسالة المشروع جاء في بيان لوزارة المواصلات والاتصالات القطرية، أن هذا الاستثمار “يعكس متانة العلاقات الثنائية” بين البلدين قطر والصومال.
ويجدر الإشارة إلى أن التوقيع على المشروع تم في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، بالعاصمة الدوحة، من بين عدة اتفاقيات أخرى لم تر النور حتى الآن.
وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان فهد ياسين مدير مكتب الجزيرة السابق في الصومال، رئيسًا لجهاز المخابرات الصومالية ليظهر مدى تغلغل النفوذ القطري في الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب.
ويعتبر الاستيلاء على منطقة هوبيو رسالة تحدي من الدوحة إلى أبو ظبي التي تسابق بشكل محموم في الهيمنة على أهم الموانئ في هذه المنطقة وقد تمكنت بالفعل من تأمين موطأ قدم لها في ميناء بوصاصو في بونتلاند وميناء بربرة في صومالي لاند إضافة لقواعد لها في إريتريا واليمن.
وقد وجهت لقطر اتهامات شديدة بعد نشر صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية لتسريب مكالمة صوتية بين مسؤول قطري ووزير قطر لدى الصومال، يؤكد توظيف الدوحة لتنظيم الدولة في تنفيذ تفجيرات الهدف منها طرد الخصم الإماراتي من المنطقة.
كما يرسل إعلان قطر الاستيلاء على ميناء هوبيو رسالة تحدي أخرى للرياض، وتحالف السعودية لدول البحر الأحمر الذي تعتبر الصومال عضوا فيه تحت ظل القيادة السعودية، الخصم الأول لقطر في المنطقة.
وهو ما يجعل الموقف الصومالي على صفيح نار تتجاذبه مصالح السعودية وقطر وخصوماتهما.
من جانبهم اتهم المعارضون للحكومة الصومالية من الإدارات الإقليمية والأحزاب السياسية المسؤولين الموالين لفرماجو بتلقي رشاوى هائلة من الدوحة لتمرير الصفقة التي يديرها فرماجو ورئيس وزرائه حسن خيري.