الاحتلال الإسرائيلي يطلق طائرات مسيرة على لبنان مع تصاعد المخاوف من التصعيد

أفادت تقارير أن هجمات طائرات الاحتلال الإسرائيلي بدون طيار قتلت شخصين في جنوب لبنان مع تصاعد الصراع في المنطقة.

وهجوم الاحتلال الإسرائيلي هو أول عمل مميت بعد هجوم صاروخي يوم السبت تقول تل أبيت إنه أسفر عن مقتل 12 طفلا وشابا في مرتفعات الجولان التي تحتلها “إسرائيل”. وزاد الإضراب من القلق من أن الحرب في غزة تهدد بالتصعيد إلى صراع إقليمي.

وقالت وسائل إعلام رسمية لبنانية إن إحدى الضربات أصابت دراجة نارية بالقرب من الحدود مما أسفر عن مقتل اثنين من الركاب وإصابة طفل. وأصيب اثنان آخران في غارة منفصلة في جنوب لبنان.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قصف عناصر حزب الله وبنيته التحتية لكنه لم يقدم مزيدا من المعلومات.

وألقى الاحتلال الإسرائيلي باللوم على حزب الله في الهجوم الصاروخي في مطلع الأسبوع. ويتابع الاثنان حملة طويلة من الأعمال العدائية منخفضة المستوى عبر الحدود منذ عدة أشهر.

ونفت الجماعة اللبنانية المسلحة، المتحالفة مع إيران والتي تعهدت بمواصلة مهاجمة الاحتلال مسؤوليتها.

وفي وقت متأخر يوم الأحد فوض مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالرد.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، أكبر صحيفة في الاحتلال الإسرائيلي، عن مسؤولين يهود لم تذكر أسماءهم قولهم إن رد “إسرائيل” سيكون “محدودا لكنه مهم”.

وأدرجت خيارات تتراوح بين هجوم محدود لكنه “جذاب” على البنية التحتية مثل الجسور ومحطات الطاقة والموانئ إلى ضربات على مستودعات أسلحة حزب الله التابع لإيران.

 

“فوضى” في بيروت

وتحسبا لهجمات إسرائيلية مضادة، أخلى حزب الله والجماعات التابعة له بعض المواقع في أجزاء من لبنان وسوريا التي يمكن أن تكون هدفا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن مصدر مقرب من الجماعة اللبنانية.

كان المشهد فوضويا صباح يوم الاثنين في مطار بيروت الدولي، حيث ألغت العديد من شركات الطيران رحلاتها واصطف الركاب في سيارات خارج المحطات، حسبما ذكرت مراسلة الجزيرة زينة خضر.

وقالت:”هناك قلق من أن المطار يمكن أن يكون هدفا”، “أخبرتنا مصادر هنا أنه طوال الليل، كانت هناك طائرات إسرائيلية بدون طيار تحلق في سماء المنطقة”.

وبدا أن الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله يبذلان قصارى جهدهما لتجنب حرب شاملة منذ أن بدآ تبادل الضربات في أكتوبر تشرين الأول وقصرا ضرباتهما في الغالب على المناطق الحدودية والأهداف العسكرية.

لكن خضر قالت إن “هناك الكثير من القلق” في لبنان من أن الموجة الأخيرة من الهجمات يمكن أن تغير قواعد اللعبة، مما يؤدي إلى تهديدات أعمق في البلاد.

وقالت: “السؤال هو – هل ستضرب [إسرائيل] البنية التحتية اللبنانية ردا على ذلك أم ستضرب هدفا لحزب الله؟”.

السؤال الآخر هو: ماذا سيكون رد حزب الله؟ إذا كانت استجابة محسوبة، فيمكن احتواء الصراع. ولكن إذا لم تكن استجابة محسوبة، فإننا نتحدث عن هذا الصراع، الذي اقتصر إلى حد كبير على الحدود، للاتساع”.

وقالت رندة سليم، الزميلة البارزة في معهد الشرق الأوسط في واشنطن العاصمة، إن الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله غير مهتمين بحرب شاملة تتوقع النزوح الجماعي لسكانهما على طول خطوط الصراع وبسبب طول أمد القتال.

“لا أعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مهتم في هذه المرحلة بحرب شاملة، ويرجع ذلك جزئيا إلى وجود عواقب لا يمكن السيطرة عليها ولا يمكن التنبؤ بها لحرب أكبر في لبنان، يشارك فيها حزب الله. لأنه في نهاية المطاف إذا تصاعدت، فإنها ستشمل إيران أيضا”.