الاحتلال الإسرائيلي يحاصر جباليا ويفصل شمال القطاع عن باقي غزة ووحشية عدوانه تجعل الوضع كارثيا

في اليوم التاسع للعملية العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة وتحديداً في منطقة جباليا، قال السُكان إن الجيش الإسرائيلي نفّذ عملية “فصل تام” لمناطق الشمال عن مدينة غزة عبر سيطرة الآليات العسكرية الإسرائيلية على المحاور والمفترقات الرئيسية وعبر وضع سواتر ترابية عالية.

يترافق ذلك مع “غطاء ناري من الطائرات المسيرة المعروفة باسم كواد كابتر التي تطلق النار على كل من يحاول التحرك داخل المناطق المحاصرة”.

شهود عيان تحدثوا عن “نسف الجيش الإسرائيلي لعشرات المنازل في مناطق غربي بلدة جباليا ومخيمها وتحديداً منطقة السلاطين والصفطاوي”.

وأكد سكان الشمال أن الوضع “كارثي”. حيث يقولون إن القوات الإسرائيلية تمنع دخول أي مواد أساسية كالغذاء والماء والدواء. بحسب ما نقلت بي بي سي.

“نسمع صوت الانفجارات ليل نهار، لا نتمكن من الحركة بحريّة ولسنا قادرين على الوصول إلى أي مستشفى لتلقي العلاج أو في حالات الطوارئ”.

ومرة أخرى تجد العائلات في شمال غزة نفسها أمام خيارات تدفعهم بالانتقال إلى جنوب القطاع سيرا على الأقدام، أو في عربات تجرها الدواب، أو مركبات مزدحمة تشق طريقها بين الأنقاض، وهو ما يذكرهم بأيام الحرب الأولى.

ويجد الناس أنفسهم أمام معاناة مستمرة مع نقص الإمدادات، فيما يرفض فلسطينيون مغادرة مناطقهم.

وقالت كتائب القسام عبر منصتها على تيلغرام إنها استهدفت “تحشداً لقوات العدو شرق معسكر جباليا بقذائف الهاون” بحسب وصف البيان.

 

أكثر من 42 ألف شخص قتلوا في غزة منذ بدء الحرب

وقال محمود بصل الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، في تصريح لبي بي سي، إنهم يعانون مع الطواقم الطبية من نقص الوقود وانعدام حرية الحركة. مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي ألقى منشورات جديدة في منطقة الصفطاوي تطالب السكان بالنزوح منها من جديد، في إطار ما وصفه بـ”سياسة التهجير القسري للمواطنين”.

وأشار بصل في تصريح سابق إلى وجود عدد كبير من الجثث لم تنتشل من مناطق شمالي قطاع غزة، بسبب ما قال إنه “استهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف”.

حسين محيسن مسؤول الإسعاف والطوارئ في مدينة غزة قال لبي بي سي إنهم يتلقون يوميا مناشدات ونداءات من عائلات لا تزال محاصرة وعالقة في مناطق سكنية، ومربعات تحيط بها الدبابات والآليات الإسرائيلية، من بينهم عدد من الجرحى، لكنهم لا يستطيعون الوصول إليها بسبب كثافة النيران واستمرار القصف المدفعي وسقوط القذائف بجوار تلك المناطق.

وأشار محيسن إلى أن “الجيش الإسرائيلي يطلق النار ويقصف بالمدفعية بالقرب من المستشفيات”، لا سيما مستشفى كمال عدوان، وهو ما يحول دون وصول طواقم الإسعاف إليها ولا إلى المناطق المحاصرة القريبة منها.

المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس قال إن “الجيش الإسرائيلي يمنع لليوم التاسع على التوالي من حصار جباليا وشمال غزة الطواقم الإسعافية والدفاع المدني من انتشال أكثر من 75 قتيلا من أصل 285 قُتِلوا خلال الأيام الماضية”.

 

متى بدأت العملية؟

مشاهد من الدمار في مخيم جباليا

أعلن الجيش الإسرائيلي في السادس من أكتوبر تشرين الأول بدء عملية عسكرية برية في جباليا “لمنع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، تزامناً مع بدء هجوم كبير على المناطق الشرقية والغربية شمالي القطاع، يعد “الأعنف” منذ مايو أيار الماضي.

 

التحذيرات من الجوع

 قصف مربع سكني كامل في جباليا البلد شمال قطاع غزة

مع عودة الغارات الإسرائيلية إلى شمال غزة مرة أخرى، تعود التحذيرات من الجوع مرة أخرى، حيث يقول السكان إنهم لم يتلقوا أي مساعدات غذائية منذ بداية أكتوبر.

برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، قال إنه لم تدخل أي مساعدات غذائية منذ بداية الشهر الحالي، فيما يقدر الأشخاص في هذا المناطق بنحو 400 ألف شخص.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن سكان في شمال غزة حيث أصبحوا حصار داخل منازلهم أو الملاجئ من دون إمدادات، إنهم يرون الجثث ملقاة في الشوارع حيث يعيق القصف عمل سيارات الإسعاف.

مع إحياء إسرائيل ليوم الغفران “يوم كبور” الذي يخصص للصلاة والصيام، كثف الجيش الإسرائيلي قصفه لشمال غزة، وأعلن فرض حصار على بلدات فيها، فيما دعا إخلاء مناطق في شمال إسرائيل واعتبارها “منطقة عسكرية مغلقة”.

وتُقدّر وزارة الصحة الفلسطينية أن 150 فلسطينياً على الأقل قُتلوا خلال هذه العملية المستمرة، كما ترجح الأمم المتحدة أن أكثر من 400 ألف شخص محاصرون في الشمال.

 

وكالات