الاحتلال الإسرائيلي والسودان يضعان اللمسات الأخيرة على نص اتفاق التطبيع

وضع كل من الاحتلال الإسرائيلي والسودان اللمسات الأخيرة على نص اتفاق التطبيع الذي سيتم توقيعه “في وقت لاحق من هذا العام”، بحسبما أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين يوم الخميس ونقلت شبكة سي إن إن الأمريكية.

قال كوهين متحدثا لدى عودته إلى تل أبيب من زيارة إلى العاصمة السودانية الخرطوم:”إن الرحلة تمت بموافقة الولايات المتحدة، وأنه من المتوقع إجراء حفل توقيع في واشنطن “بعد نقل السلطة في السودان إلى حكومة مدنية سيتم تشكيلها كجزء من العملية الانتقالية الجارية في البلاد”.

وشدد كوهين على رمزية اتفاق التطبيع بين الاحتلال والخرطوم عندما أعلن عن تحقيق انفراجة.

وقال:”الخرطوم، عاصمة السودان، تذكر في إسرائيل باعتبارها المدينة التي قررت فيها الدول العربية “اللاءات الثلاثة” التاريخية: لا سلام مع إسرائيل، ولا مفاوضات مع إسرائيل، ولا اعتراف بإسرائيل. نحن نبني واقعا جديدا مع السودانيين، حيث ستصبح “اللاءات الثلاث” هي “النعم الثلاث”: نعم للمفاوضات بين إسرائيل والسودان، نعم للاعتراف بإسرائيل ونعم للسلام بين الدول وبين الشعوب”.

وكان السودان جزءا من اتفاقيات التطبيع الأصلية لاتفاق أبراهام بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب بوساطة إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. ولكن بعد انقلاب عسكري في السودان في أكتوبر 2021، توقفت الخطوات الأخيرة من العملية مع الخرطوم.

وخلال الزيارة، التقى كوهين مع رئيس المجلس السيادي الحاكم في السودان، الجنرال عبد الفتاح البرهان، ومع كبار المسؤولين، وناقش معهم الخطوات نحو توقيع اتفاق التطبيع بين الاحتلال والسودان في المستقبل القريب، بحسب ما قالت وزارة الخارجية.

وقال في مؤتمر صحفي يوم الخميس إن الزيارة إلى السودان أرست “الأسس لاتفاق سلام تاريخي مع دولة عربية وإسلامية استراتيجية. اتفاق السلام بين إسرائيل والسودان سيعزز الاستقرار الإقليمي ويساهم في الأمن القومي لدولة إسرائيل”.

وأضاف أن التوقيع “سيكون بمثابة فرصة لإقامة علاقات مع دول أخرى في إفريقيا وكذلك تعزيز العلاقات القائمة مع الدول الأفريقية. إن علاقة الدول الأفريقية مع إسرائيل هي مصلحة مشتركة لنا ولدول القارة”.

ورغم حجم التنازلات التي قدمتها القيادة العسكرية السودانية للولايات المتحدة بحجة تحسين الوضع المعيشي للشعب السوداني إلا أن الواقع الاقتصادي السوداني لا يزال متأزما ولم يتحسن، والشارع السوداني لا يزال محتقنا ويعد قتلاه وجرحاه في كل احتجاجات يواجه فيها قوات الأمن. ويأتي التطبيع ليؤكد على أن القيادة العسكرية السودانية لا تمثل شعبها السوداني المسلم وأن فرض علاقات مع المحتل المغتصب لأرض فلسطين، سيكون له تداعياته على المدى القريب والبعيد.