الأمم المتحدة تقلص حضورها في الصومال بعد قصف مقرها في قاعدة حلني العسكرية

تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية

أعلنت الأمم المتحدة عن قرارها بتقليص طاقمها العامل في العاصمة الصومالية مقديشو، عقب هجوم بقذائف الهاون نفذته حركة الشباب المجاهدين في الأول من الشهر الجاري أسفر عن إصابة 3 أفراد من موظفيها. كما منعت فريقها المقيم في العاصمة الكينية نيروبي، من السفر إلى الصومال حيث كان ذلك مقررًا في جدول أعماله للأسبوع الجاري. وأوضح بيان الأمم المتحدة بأن القرار اتخذ “كتدبير وقائي”.

 

تفاصيل الهجوم

ونشرت الأمم المتحدة تقريرًا يعرض تفاصيل الهجوم على مقر الأمم المتحدة في قاعدة حلني العسكرية بالقرب من مطار مقديشو الدولي.

 

حيث جاء فيه: “في حوالي الساعة 14: 15 من يوم 1 كانون الثاني / يناير 2019، أطلقت حركة الشباب المجاهدين 7 قذائف هاون باتجاه مجمع الأمم المتحدة في مطار مقديشو الدولي”.

 

وأوضح التقرير أن القصف تسبب في أضرار بدرجة كبيرة على مستوى البنية التحتية.

 

كما لفت التقرير الانتباه إلى أن متابعات التحقيق التي لم يتم التأكد منها بعد، تشير إلى أن أحد القذائف المستعملة كانت تحتوي على مادة الفوسفور.

 

وبحسب التقرير فقد أعلنت حركة الشباب المجاهدين مسؤوليتها عن قصف القاعدة في غضون 15 دقيقة من الهجوم وكانت جميع الأدلة تؤكد على صحة ذلك.

 

 

كما أرفق التقرير صورًا توثّق تفاصيل الهجوم ومواقع سقوط القذائف وآثار القصف.

 

ليست المرة الأولى

وبحسب ما رصده تقرير الأمم المتحدة فإن حركة الشباب المجاهدين تنفذ عمليات القصف باستخدام قذائف هاون من عيار60 ملم و81 ملم. وقد استهدفت بالعيار الأخير مراكز حساسة في العاصمة مقديشو كمثل فيلا الصومال (مقر الحكومة الصومالية الرئيسي)، والأكاديمية العسكرية التركية، وملعب مقديشو وهو قاعدة عسكرية، ومطار مقديشو الدولي حيث تقع قاعدة حلني وهي أكبر قاعدة عسكرية في العاصمة.

 

كما أكد التقرير بأنها ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها الحركة مجمعًا للأمم المتحدة، فقد سبق وأن قصفت مجمعًا لها في مطار مقديشو الدولي في تموز/ يوليو من العام الماضي. حيث أطلقت خمس قذائف هاون من عيار 81 ملم من منطقة “كحدا” القريبة. وقتل القصف خمسة أشخاص وأوقع عددًا غير مؤكد من الإصابات.

 

 

ولكن بحسب تقرير الأمم المتحدة، فإن القصف الأخير في رأس السنة الميلادية الجديدة كان أكثر دقة وتركيزًا. ويعكس تطورًا في التقنية المستخدمة في القصف.

 

القصف تم من داخل مقديشو وبذخيرة مستوردة

ويصل نطاق القصف لمدافع الهاون من عيار 81 ملم إلى 5.500 متر. ووفق هذه المعطيات تعتقد الأمم المتحدة أن نقطة إطلاق القذائف في الهجوم الأخير، تقع في حي “كحدا” في “داركنلي”، على بعد حوالي 4.5 كم من متوسط نقطة التأثير.

 

وأشار التقرير إلى أن أحد القذائف التي قصفت الهدف، تحمل رقما تسلسليًا يوافق الرقم التسلسلي الذي تحمله قذائف هاون تم إستيرادها بعد الهجوم السابق في 2018 على مقر الأمم المتحدة. في إشارة إلى تمكن حركة الشباب من الوصول إلى الذخيرة الواردة لمخازن الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب.

 

 

رسالة القصف

ويجدر الإشارة إلى أن حركة الشباب المجاهدين قد عمّمت تحذيرًا للشعب الصومالي بعدم الاقتراب من قواعد الحكومة الصومالية وحلفائها لأنها أهداف مشروعة لها.

 

ويأتي القصف الأخير كدليل آخر ينضم لسلسلة الهجمات السابقة، تؤكد على أن المشهد الأمني في العاصمة لا زال تسيطر عليه حركة الشباب المجاهدين.

 

ويترجم المراقبون هذا القصف على أنه رسالة من الحركة تلمح بها إلى أن عام 2019 م الجديد سيكون ساخنًا في مقديشو.