إذاعة الفرقان تبث الجزء الثاني من لقاء أجرته مع المتحدث الرسمي لحركة الشباب المجاهدين
بثت إذاعة الفرقان الإسلامية الليلة الأربعاء، الجزء الثاني من لقاء أجرته مع المتحدث الرسمي لحركة الشباب المجاهدين، الشيخ علي محمود راجي، تطرقت فيه لعدة أمور وقضايا تشغل الساحة الإعلامية.
وقامت وكالة شهادة الإخبارية بترجمة اللقاء من اللغة الصومالية إلى العربية، فكان كما يلي:
مراسل إذاعة الفرقان:
هذا هو الجزء الثاني من اللقاء الذي نجريه مع المتحدث الرسمي لحركة الشباب المجاهدين، الشيخ علي محمود راجي، فأهلا بك معنا مرة أخرى، لقد أعلن الرئيس الصومالي حسن شيخ أنه سيشن عليكم حربا اقتصادية وفكرية وأنه سيحرمكم من الدافع الشرعي لجهادكم، فما تفسيرك لهذا وما قولكم فيه؟
المتحدث الرسمي، الشيخ علي راجي:
هذه الفكرة التي أعلن عنها حسن شيخ هي -في الأصل- ليست فكرته، ولكنها فكرة أملاها عليهم الصليبيون فهم عملاء لهم، والشاهد على هذا أن حسن شيخ نفسه قال يوما: عندما يئسنا من قتال هؤلاء تلقينا توصيات من أصدقائنا ومن الأمريكان بأن نواجه فكرهم بفكر ديني مثله، وهذه التوصية ليس هو الوحيد الذي تلقاها، فكما تعلمون في فترة حكم شريف مرتد (شريف شيخ أحمد) لحكومة الردة، تم عقد مؤتمر في قاعدة “حلني” تحت إشراف الحكومة البريطانية، وشارك فيه بعض من يدعون أنهم من أهل العلم وعدد من مسؤولي حكومة شريف آنذاك، وبعد انتهاء المؤتمر صرح المشاركون بأن بريطانيا نصحتهم وقالت لهم لا يمكنكم أن تغلبوا حركة الشباب بقوة السلاح فواجهوا فكرها بفكر منافس، واستعينوا بالعلماء الذين يعملون معكم، وهذه سياسة عامة عند الكفار ويسمونها “حرب الدين بالدين”، أو “ضرب الدين بالدين”، ولكن فات حسن شيخ وجماعته أن هذا دين الله وقد تكفل بحفظه، قال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإِنا له لحافظون)، ولا يمكن لعالم سوء تلقى ثمنا بخسا ولا لمن ابتزه الكفار وأجبروه على العمل معهم ليحفظ بعض كرامته، ولا لمن همه حب الدنيا والراحة والكفار والمرتدين الذين من ورائهم، لا يمكن لهؤلاء أن يشوهوا الدين، فالشريعة ليست ادعاءات بل هي صراط مستقيم يجب اتباعه وتحتاح إلى تطبيق، والشريعة ليست أموالا يمكن سلبها، وصاحب الشريعة هو من يطبقها، وحين يقول حسن شيخ سأسلب منهم الدين، فكيف سيسلبه وهو لا يزال في الكفر والردة والفسق وكل المساوئ المخزية، أما نحن لا تعتقد أن يكون هناك من يستطيع أن يسلبنا ديننا فهو محفوظ في قلوبنا، ومجمل كلام حسن شيخ نلخصه بقول الله تعالى: ( ويقولون ءامنا بالله وبلرسول وأطعنا ثم يتولىٰ فريق منهم من بعد ذلك وما أولَٰئك بالمؤمنين)، فكل كلامه ادعاء، وسيفشل كما فشل من سبقه بإذن الله، وهو يستند إلى علماء السوء الذين لا يمكنهم فعل أي شيء، ولو كان هناك أي تأثير لكلام علماء السوء لكان أحبار اليهود تمكنوا من التصدي لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، فالحمد لله ناصر دينه ومتم نوره ولو كره الكافرون.
مراسل إذاعة الفرقان:
توجه الحكومة الصومالية إليكم تهمتان وتكررهما دوما، الأولى أنها تتهمكم باستباحة دماء الشعب الصومالي، فما ردكم على هذه التهمة؟
المتحدث الرسمي، الشيخ علي راجي:
هذه أيضا ضمن البهتان والافتراءات التي يرمون بها المجاهدين، وأنا هنا لا أرد على حكومة الردة ولكنني أريد أن أوضح الحقيقة للأمة المسلمة فنحن كمجاهدين نؤمن أن دماء المسلمين الموحدين حرام علينا، والله سبحانه تعالى حرمها ولا نتجرأ على ما حرمه الله بقصد، ويكفيك دليلا على أننا لا نستحل دماء المسلمين، حال من يعيش في الولايات الإسلامية، أليسوا مسلمين؟ فلماذا لم نقتلهم ونستبيح دماءهم؟ ولماذا لم نقتل المسلمين في سوق بكارة وسوق بعاد وغيرها من الأسواق؟، فإن كان يقصد بدماء المسلمين دماء أولئك المرتدين الذين هم أعين الصليبيين وخدامهم، فنحن لا نعتبر هؤلاء من المسلمين، لأنهم وقعوا في نواقض كثيرة للإسلام ومنها محاربتهم لشرع الله، وتحاكمهم إلى الدساتير الشيطانية، واتخاذهم أربابا من دون الله، وموالاتهم للصليبيين، واستحلالهم ما حرم الله، وعلماء السوء يقرون بأن هذه الحكومة شرعت قوانين كفرية.
مراسل إذاعة الفرقان:
التهمة الثانية التي توجهها الحكومة الصومالية والسياسيون لكم هي أنكم كحركة الشباب المجاهدين لا تريدون أن تكونوا ضمن النظام الحضاري العالمي، وتريدون أن تحكموا الصومال كما كان يحكم الناس في عهد الصحابة، رضي الله عنهم، فما ردكم على هذه التهمة؟
المتحدث الرسمي، الشيخ علي راجي:
الحقيقة أننا نسعى لإنشاء دولة تحكم كما كان يحكم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد الخلفاء الراشدين من بعده صلى الله عليه وسلم، ونريد أن نسير على خطاهم، ومن شابه أباه فما ظلم، وهذا الأمر لا نداهن أحدا فيه، وهذه وصية رسولنا صلى الله عليه وسلم حيث قال: “فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ”، ونحن متمسكون بهذه الوصية، أما العالم فنحن نسعى لإنقاذه، والأمة لما كانت على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، أنقذوا العالم، وما زلنا نذكر مقولة الصحابي ربعي ابن عامر رضي الله عنه لرستم حين قال: “الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله“، ففي التحاكم إلى شرع الله مصلحة هذه الأمة، ودعنا نقارن بين المناطق التي تحكم بشرع الله وبين المناطق التي تحكم بالدساتير الكفرية، فأيهما أنفع للأمة وأصلح لها؟ ويكفي شاهدا على ذلك، أن الشخص الموجود في مقديشو يأتي إلى الولايات الإسلامية ليجد العدل وكذلك هو حال الموجودون في بيدوا وكيسمايو، وبل وحتى يأتون من أوروبا وأمريكا ليجدوا العدل في الولايات الإسلامية، والشيء الوحيد الذي يمكنه أن يوحد الأمة ويصلح حالها هو العدل، فإن وجد العدل سيجد الناس الأمن والاستقرار والألفة بينهم، إذا فنحن نقول نريد أن نتحاكم ونحكم الناس بشرع الله تعالى كما كان حال الصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح من بعدهم، فليحبنا من يحبنا على هذا وليكرهنا من يكرهنا على هذا، وإن كان العالم كبير عند حكومة الردة والسياسيين فالله أكبر من كل شيء.
مراسل إذاعة الفرقان:
في الأشهر الأخيرة كانت تدور معارك بينكم وبين الحكومة الصومالية والتي تدعمها القوات الأجنبية، وذكرت الحكومة أنها تستخدم في هذه المعارك القبائل، وكرر حسن شيخ هذا الأمر مرارا، فما الفرق بين هذه المعارك والمعارك السابقة؟
المتحدث الرسمي، الشيخ علي راجي:
ليس هناك فرق بين هذه المعارك والمعارك السابقة، ولا توجد قبائل صومالية تصطف مع حسن شيخ في الكفر، وكنتم تسمعون القبائل وهو يخاطبون الناس عبر الإذاعات ويبينون موقفهم، وكما تعرفون فالأمة الصومالية كانت تتقاتل كقبائل والعدو كان يقوم بتسليحهم، وكان الهدف وراء ذلك الاقتتال هو تقسيم الصوماليين كما هو الحال اليوم فالإدارات الإقليمية مبنية على الهيكل القبلي وكذا حكومة الردة، وكل هذا بإشراف من الهيئات الكفرية ومن أبرزها هيئة CRD ورئيس حكومة الردة وكثير من أعضاء حكومته كانوا يعملون في هذه الهيئة وكانوا يعملون على زرع الخلافات بين القبائل وكانوا يعطونهم السلاح ليتقاتلوا فيما بينهم، وكانوا يرسمون لهم حدودا ليتقاتلوا عليها، فحسن شيخ لا يزال يمارس عمله السابق في هيئة CRD حتى بعد أن ادعى زورا وبهتانا أنه رئيس الصومال، ويريد أن يحيي من جديد الاقتتال الداخلي بين القبائل، وقطاع الطرق، والميليشيات التي كانت تغتصب المسلمات وهذا كله ضمن سياق عمله السابق.
لكن بفضل الله خلال السنوات الخمسة عشر الأخيرة علم المجاهدون الناس أن الإسلام ينبذ الاقتتال بين المسلمين، ويوجب الابتعاد عن الكفر، وبينوا لهم أهداف الكفار، ويتوقع حسن الشيخ اليوم أن مشروعه السابق سيطبق على أرض الواقع، ولكن بفضل الله لم ولن يتم هذا الأمر، ولا يزال القتال اليوم بين المرتدين ومن يعاونهم من الميليشيات وبين المجاهدين، والقبائل الصومالية رفضت مشروع حسن شيخ، بل على العكس القبائل تساند المجاهدين، فقبل يومين شن المرتدون هجوما على بلدة توفيق (مساجد علي جدود) فتصدى لهم القبائل وسكان المنطقة، وفي كل مكان يحاولون الهجوم عليه فهؤلاء هم من يتصدى لهم، لأنهم علموا أنه لا يمكن العودة إلى الهلاك والمستنقع الذي وقعوا فيه سابقا، والذي يريد العدو أن يوقعهم فيه مرة أخرى، وكما أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم: ” لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين “، فلا فرق بين معارك اليوم والمعارك السابقة مهما حاول العدو أن يفرق بينها أو يوجد فارقا، والمعركة لا تزال مشتعلة بين المرتدين وبين المجاهدين ومن يدعون أنهم القبائل ليسوا إلا ميليشيات الحكومة، فالكلب سيقى كلبا وإن لم ينبح، والحرب حرب مبادئ.
مراسل إذاعة الفرقان:
أنتم تحكمون سيطرتكم على مناطق واسعة في جنوب ووسط الصومال منذ فترة طويلة فهل هناك من شيء ملموس قدمتموه للأمة وانتفعت به؟
المتحدث الرسمي، الشيخ علي راجي:
أولا نحمد الله تعالى على ما قدمناه، والعدو والصديق يشهد على ذلك، وأعطيك مثالا لتبيان الحقيقة وليس تزكية أو عجبا، فنحن نقوم بواجبنا، إن أهم ما يحتاجه الإنسان هو العدل، والكل يشهد على أن الناس يأتون إلى الولايات الإسلامية ليجدوا هذا العدل، والكفار يعترفون بأن المحاكم الإسلامية لحركة الشباب هي محاكم عادلة ولا تقبل الفساد، والكل يشهد أيضا أن المناطق التي تحكم بشرع الله هي المناطق الأكثر أمانا واستقرارا في العالم فلا يسلب فيها أحد حقوقه ولا يوجد فيها اغتصاب وليست فيها قبائل متقاتلة، والكفار يشهدون على هذا ناهيك عن المسلمين، وكذلك الأمة المسلمة شاهدة على كيف أن المجاهدين يساعدون المسلمين الذين يعيشون في مناطق سيطرتهم ويتابعون أحوالهم عن كثب.
وبخصوص الجفاف الذي تشهده البلاد والمستمر منذ قرابة السنتين فخلال هذه الفترة لم نر شيئا قدمته حكومة الردة والصليبيون الذين يساعدونها لهذا الأمة المتضررة، أما المجاهدون فقد ساعدوا المتضررين بكل ما يستطيعون وفروا لهم المياه والطعام، بل إن رعاة المواشي توافدوا إلى الولايات الإسلامية لأن الجفاف لم يكن فيها كما كان الوضع في المناطق الأخرى بفضل الله ونحمده على ذلك، فقد جاء إلى الولايات الإسلامية الكثير من الناس مع مواشيهم من أراضي المسلمين التي تحتلها إثيوبيا، وكان من الأفضل أن تجروا معهم لقاءات وتسألوهم كيف رحب بهم المجاهدون. كما جاء آخرون من كينيا إلى الولايات الإسلامية وقد قدم لهم المجاهدون ما يستطيعون.
ومن أهم ما يحتاجه الإنسان المياه، فالمناطق القاحلة التي لا تتوفر فيها المياه، تعامل معها المجاهدون بـ 3 طرق، الأولى حفر آبار المياه فيها إن كان ذلك ممكنا، والثانية حفر برك للمياه إن كان ذلك ممكنا أيضا، والثالثة نقل المياه إليهم عبر الصهاريج إذا تعسر حفر الآبار والبرك فيها.
أما بخصوص الزراعة ولكي نزيد من المحاصيل الزراعية وللوقاية من الجفاف قام المجاهدون بمساعدة أصحاب المزارع بالمحركات والبنزين ليستخدموها في الري وليحفزوهم ويسهلوا أمرهم، ولله الحمد فقد زادت المحاصيل الزراعية، وهذه أيضا من إنجازات الولايات الإسلامية.
وكل ما ذكرناه ليس إلا بعض إنجازات الولايات الإسلامية وليس إلا أمورا دنيوية ولكن المجاهدين قدموا لأهالي الولايات الإسلامية ما هو أهم من كل ذلك، وهو تصحيح عقيدة الناس وتعليمهم دينهم وفق الكتاب والسنة، وفتح المزيد من مدارس تحفيظ القرآن الكريم ومدارس التعليم التي تقدم للناس منهجا إسلاميا ينشئ جيلا موحدا، وعلى العموم فغني عن القول أن إنجازات المجاهدين كالقمر ليلة البدر ولا يمكن إخفاؤها.
مراسل إذاعة الفرقان:
وفي ختام اللقاء أنتم تخوضون حربا منذ مدة فإذا انتصرتم وسيطرتم على كامل البلاد، ما هو البديل الذي تقدمونه للأمة؟
المتحدث الرسمي، الشيخ علي راجي:
الحمد لله فنحن لدينا البديل الحقيقي وهو تحرير الأمة من الكفر وقوانينه وأن نحكمهم بكتاب الله الذي قاله الله عنه: (وإنه لذكر لك ولقومك)، وأن يكونوا أعزاء بعد الإذلال الذي تعرضوا له من الكفار، ونضمن لهم العيش بأمن واستقرار في ظل تطبيق الشريعة، بعد أن عاشوا مدة طويلة حالة من الخوف والقتل والنهب وتأجيج الخلافات بينهم واغتصاب المسلمات وغيره من مصائب، وبإذن الله إذا سيطر المجاهدون على هذا البلد سيعيش الناس فيه حالة من الرخاء، وسيزداد إنتاجنا بعد أن يتخلص من النهب الذي تعرض له من الغزو الأجنبي الجشع، وسيتحرر تعليمنا، وسنكون أحرارا في ديننا وأرضنا وأموالنا، وستجد الأمة العدل والإنصاف، فيا أمة الصومال نحن نحمل لكم ما هو عزنا وشرفنا، قال الله تعالى: ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)، وإن التزمنا بتقوى الله سيرضى الله عنا، قال تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)، والكفار لا يريدون لنا كل هذا الخير، ويعلمون أننا إن تمسكنا بكتاب الله فسننال العزة والشرف وأنهم سيذلون لنا، وفي الواقع إنما يدفعهم للتربص بنا وحربنا حسدا من عند أنفسهم، فيا أيها الصوماليون البديل الذي عندنا هو دين الله.
(نهاية الجزء الثاني)