إذاعة الأندلس لحركة الشباب المجاهدين تذيع وصايا الاستشهاديين في الهجوم على مدّعي النبوة

تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية

كشفت إذاعة الأندلس الإسلامية التابعة لحركة الشباب المجاهدين عن شخصيتي الإستشهاديين اللذين نفذا الهجوم على مقر “عبد الولي” شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ومدّعي النبوة في مدينة جالكعيو قبل أسبوعين وتمكنا من قتله مع عشرين من حراسه.

 

وبحسب الإذاعة فقد ضمّ الهجوم كلا من محمد شيخ علي نور محمد  وعمر عبد الله عبد عيسى، وكلاهما سجّلا وصاياهما قبل الهجوم لتذاع لاحقًا عبر تردد إذاعة الأندلس الإسلامية.

 

الإستشهادي محمد شيخ علي نور

وهو المعروف بـ “مصعب جعمديري” أو بـ “معلم بشار” ، يبلغ من العمر 23 عاما من قبيلة “ينتار” من ولاية باي وبكول الإسلامية.

 

وقد انضم محمد إلى المجاهدين منذ 8 سنوات، قضاها في الجبهات وخطوط القتال، حيث شارك في العديد من المعارك ضد القوات الإفريقية “أميصوم” والمليشيات الحكومية بحسب إذاعة الأندلس.

 

ووُصف محمد بأنه كان “مطيعا لقادته وأمراءه، كثير الحياء ورحيما بإخوانه، كما أنه كان حافظا لكتاب الله وطالب علم مجتهد انضم إلى كتيبة الاستشهاديين قبل فترة وجيزة”.

 

والملفت للانتباه أن محمد لم يكن في قائمة المقاتلين الذين تم اختيارهم لتنفيذ هذا الهجوم في البداية، ولكنه فور ما علم باختياره لهذه المهمة “لم يتردد لحظة واحدة وهبّ للانتقام لرسول الله صلى الله عليه وسلم” بحسب تعليق الإذاعة.

 

وصية محمد شيخ نور

وقال محمد في تسجيل بثته إذاعة الأندلس، تم إعداده قبيل تنفيذ الهجوم على مقر مدعي النبوة:  “إخواني إننا مقبلون على ذلك الكافر المشرك الكاذب الذي طغى وتجبر وافترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وشتمه وحسب أنه لا يوجد في هذه الأرض من ينتقم لرسولنا صلى الله عليه وسلم وينتصر له. ونسي أن هناك رجالا قاموا لنصرة دين الله ورسوله بالنفس والنفيس”.

 

وأضاف محمد: “وإننا لنتوق لنعلّم أعداء الله كيف هو الحب الذي نكنّه لنبينا صلى الله عليه وسلم ، فحبه أولى من حبنا لآبائنا وأولادنا وإخواننا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)، وانطلاقا من حبنا العظيم لرسول الله  فإننا سنخوض هذا الطريق ثأرًا لعرض رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه”.

 

وقد تأسف محمد على حال المسلمين الذين لم ينتفضوا لنصرة نبيّهم ومدعي النبوّة بينهم فقال: “كان على المسلمين عندما اعتدي على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتفضوا لا أن يسكنوا كما هو حالهم الآن، وسبب هذا البرود والسكون عن نصرة النبي ، هو نقص الإيمان، فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما”.

 

وختم محمد وصيّته برسالة وجهها للمجاهدين في الصومال وفي كل مكان حيث قال: “أقول لإخواني المجاهدين في الساحات، إن الله تعالى قد حمّلكم أمانة الدفاع عن دين الله ورسوله، فاحملوا أسلحتكم واصبرو على شدة البرد، اصبروا واثبتوا ولتكن هممكم عالية، وإني أوصيكم بالدفاع عن دينكم حتى يتحرر الأقصى من دنس اليهود”.

 

الإستشهادي عمر عبد الله عبد عيسى

وهو المعروف بـ “عبيد” يبلغ من العمر 40 عاما من قبيلة “ورسنجلي” من منطقة “أف أرر” شمال شرق الصومال.

 

وقد وصفته إذاعة الأندلس بأنه ” كثير الصمت ومرابط حريص”.

 

والتحق عمر بحركة الشباب المجاهدين في عام 2011 وتلقى التدريب العسكري في معسكراتها ثم انضم إلى فرعها في جبال جوليس حيث رابط هناك عدة سنوات، بحسب الإذاعة.

 

وبعد ذلك انتقل عمر إلى جنوب البلاد وطالب بتنفيذ عملية استشهادية بانضمامه إلى كتيبة الاستشهاديين التابعة لحركة الشباب، لأجل تحقيق مطلبه.

 

وبقي عمر ينتظر لمدة ثلاث سنوات وهو يلحّ على قيادته بتعجيل عمليته، وتم تحقيق طلبه أخيرا حين وقع عليه الاختيار في تنفيذ الهجوم على مدّعي النبوّة في مدينة جالكعيو.

 

وبحسب إذاعة الأندلس فقد فرح عمر كثيرا لهذا الاختيار وتحقيق حلمه أخيرا بعد مضي ثلاث سنوات من الانتظار.

 

دوافع الجهاد لدى عمر

وبحسب وصيته التي سجّلها قبيل تنفيذه للهجوم على مقر مدّعي النبوة، كشف عمر عن أسباب التحاقه بحركة الشباب المجاهدين قائلا: إن ” اتخاذي لقرار الانضمام إلى المجاهدين جاء بعد أن هاجمت ميليشيات إدارة بونتلاند قريتنا وكنت حينها مغيّبا عن الواقع . ثم حاول ضابط من الميليشيات أن يسلم على ولد صغير يبلغ من العمر 11 عاما، وكان يدرس بإحدى مدراس تحفيظ القرآن في القرية، فامتنع الطفل عن السلام عليه”.

 

وواصل عمر قصة الطفل الصغير قائلا: ” ثم سأله الضابط: أين مدرسك؟ فقال الطفل: لا أدري؟ فقال الضابط: إن هؤلاء الأطفال الذين يتعلمون القرآن هنا أخطر من “الإرهابيين المتواجدين في جبال جوليس”.

 

وبعد سماع عمر لهذه الكلمات، قال:” فقررت أن أبحث عن الحقيقة وأفهم الواقع الذي نعيشه وأتمعن في أطراف الصراع لأميّز بين الحق والباطل، بين أهل القرآن وأهل الصليب، وكانت نتيجة بحثي أن نفرت إلى صفوف المجاهدين بعد أيام”.

 

أهمية العملية بالنسبة لعمر

وبحسب وصية عمر التي بثتها إذاعة الأندلس، فإن المشاركة في الهجوم على مدّعي النبوة كان مطلبا عزيزا لدى الاستشهاديين في حركة الشباب المجاهدين وقال عمر: “لقد اختارنا الله لتنفيذ هذه العملية وسننفذها ثأرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى كل من يعتدي على رسول الله أن يلقى حسابه في الدنيا وفي الآخرة. مع العلم أنها ليست المرة الأولى التي يُشتَم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد شتموه عندما كان حيّا وليس لمثل هذا الفعل من جواب إلا القتل”.

 

ووجه عمر رسالة لمن اختاروا نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم بالمظاهرات قائلا: “ومن يقول أننا ننصر رسول الله بالمظاهرات فهو واهم لأن الأمر لا يحتاج إلى مظاهرات بل يحتاج إلى قطع رأس من يشتم رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

 

رسالة أخيرة لأعداء الرسول

وختم عمر وصيته بتوجيه رسالة أخيرة لأعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال فيها: “لم يكن لأحد أن يتجرأ على شتم رسول الله لو لا سماح الأنظمة الطاغوتية التي تحكم بلاد المسلمين بذلك. وإني أقول للصليبيين نحن من يقف في وجه حملاتكم، وكلنا استبشار بالقصف والقتل في مواجتهكم، فقد عرفنا كم أنتم جبناء وكم تخافون من الموت، أما نحن فنحب القتل في سبيل الله لأننا نطلب رضا الله سبحانه والجنة، واعلموا أننا مستعدون للدفاع عن ديننيا وأنبيائنا ومقدساتنا ومن تجرأ على الاعتداء عليها فلن ينجو منها، مهما طال به الزمن ومهما كلفنا ذلك من تكلفة، ولقد رأيتم بأم أعينكم كيف سحلنا جثث قتلاكم في شوارع الصومال، فنحن أمة تعرف جيدا كيف تثأر ممن اعتدى عليها، وتأكدوا أنكم ستبكون كثيرا”.

 

أهداف الوصيتين

وجاءت الوصيتان من الاستشهاديين محمد وعمر، لتؤكّد أن المساس بعرض النبيّ صلى الله عليه وسلم أو التجرأ على ادعاء النبوّة ثمنه باهض، ولن تعجز سواعد المجاهدين في حركة الشباب من الوصول إلى المعتدي ولو كان بعيدا عن مناطق سيطراتهم أو متحصنا تحت حماية الميليشيات الصومالية والولايات المتحدة الأمريكية.

 

ويجدر الإشارة إلى أن الولايات الإسلامية في الصومال احتفلت بمقتل مدّعي النبوة وأقامت نشاطات وفعاليات لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم وإعلان تأييدها للهجوم في جالكعيو.