إثيوبيا تذكر الحكومة الصومالية بحقيقة تضحيتها بآلاف الجنود في سبيل إبقائها حكومة للصومال
في وقت تتصاعد فيه التوترات السياسية في منطقة القرن الأفريقي بين الأطراف من مختلف الجنسيات، تصر الحكومة الإثيوبية على بقاء قواتها ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال.
قال رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، إن معظم الجنود الأجانب الذين قُتلوا في الصومال هم من الإثيوبيين.
وأثناء حديثه مع سياسيين إثيوبيين في أديس أبابا، ذكر أنهم فقدوا أرواح آلاف الجنود في الصومال في قتال حركة الشباب المجاهدين.
وقال آبي أحمد: “معظم الجنود الذين قُتلوا في الصومال هم جنودنا الإثيوبيون، وقد قُتلوا وهم يدافعون عن الحكومة الصومالية الحالية التي تطالب الآن برحيلهم، وهذا أمر غير ممكن”.
وأضاف أن القوات الإثيوبية الموجودة في الصومال تعمل على تحقيق مصالح إثيوبيا القومية، مشددًا على أن هدفهم هو الوصول إلى البحر الأحمر، وأنهم ضحوا بآلاف الجنود لتحقيق هذا الهدف، متجاهلاً مطالبات الحكومة الصومالية الهشة بسحب القوات الإثيوبية من بعثة الاتحاد الإفريقي القادمة.
ويرافق حديث القادة الإثيوبيين عن مصير قواتهم في الصومال، الحديث عن أهدافهم في السيطرة على البحر الصومالي.
يتواجد في مناطق جنوب ووسط الصومال حوالي 40 ألف جندي إثيوبي، يتصرفون بمنتهى الحرية ويرتبكون الانتهاكات والاعتداءات ضد الشعب الصومالي. بعيدا عن أنظار الإعلام الغربي الذي لا يعنيه الأمر إلا في وصف حركة الشباب المجاهدين بالإرهاب. متجاهلا سيرة الحركة وسبب قيامها وأهدافها التي تعتبر استجابة لاحتلال الصومال.
يذكر أن أعنف هجوم تعرضت له القوات الإثيوبية كان العام الماضي في منطقة “بوعو بناني” في ولاية باكول، حيث قُتل حوالي 300 جندي إثيوبي على يد مقاتلي حركة الشباب المجاهدين الذين وثقوا مقتل القوات إعلاميا.
من جهة أخرى كان رئيس الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب، حسن شيخ محمود وفريقه هم من جلبوا القوات الإثيوبية إلى الصومال في فترته السابقة، بعد هزيمة الإثيوبيين على يد حركة الشباب المجاهدين بإعادة إدخال إثيوبيا عبر مطالب الحكومة وتحت مظلة الاتحاد الإفريقي، مدعين أنهم قوات حفظ سلام، لكن بعد خلاف الحكومة الأخير مع آبي أحمد، أقر الحكومة الفاسدة ما كان يحذر منه المجاهدون في حركة الشباب، من أطماع الإثيوبيين في الصومال، وإن كان اعترافا لا يزال خجولا وغير واضح الملامح ومضطرب. حيث اشترطت الحكومة تخليهم عن العداء المزعوم حاليا لإثيوبيا إذا تنازل آبي أحمد عن الاتفاقية المبرمة بين أديس أبابا وإدارة صومالي لاند، مؤكدين أنهم سيمنحونه البحر بتوقيعهم كطرف في الاتفاقية بدلا من موسى بيحي رئيس إدارة صومالي لاند الانفصالية، ما يجعل الخلاف فقط في اسم الطرف الموقع لا في حقيقة الاتفاقية برمتها.
منذ أن وقع آبي أحمد الاتفاقية مع موسى بيحي، التي منحت جزءًا من البحر الصومالي لإثيوبيا، كان يعلن في المنتديات السياسية أن قواته التي قُتلت في الصومال كانت تموت من أجل السيطرة على البحر الصومالي، مما يؤكد شرعية الجهاد الذي تخوضه حركة الشباب المجاهدين ضد الغزاة الذين يسعون للسيطرة على أراضي المسلمين وتدمير وجود الشعب الصومالي المسلم. ويعزز من مصداقية رسالة الحركة. وهو ما بدأت تعترف به بعض الأصوات السياسية وتخشاه الإدارة الأمريكية.
إثيوبيا، العدو التاريخي للمسلمين في القرن الأفريقي، تحولت من التعاون والتحالف مع الحكومة إلى محتل يرسل الإملاءات بشكل علني. ولا يجد حرجا من إعلان إطالة مدة وجوده في البلد ضاربا بعرض الحائط ثرثرة الحكومة التي كان سببا في بقائها إلى الآن.