أكثر من 124 قتيلا و200 جريحا بولاية الجزيرة جراء هجوم لقوات الدعم السريع

شنت قوات الدعم السريع هجوما على القرى في ولاية الجزيرة بوسط السودان مما أدى إلى مقتل أكثر من 124 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 200 آخرين يوم الجمعة، حيث وصعدت قوات الدعم السريع في الفترة الأخيرة هجماتها على المدنيين في ولاية الجزيرة الزراعية جنوب الخرطوم، بعد انشقاق قائد في الميليشيا فيها وانضمامه إلى الجيش السوداني.

وكشف سكان محليون أن ضحايا بلدة السريحة في شمال ولاية الجزيرة ارتفع إلى 124 قتيلا برصاص قوات الدعم السريع، وفق ما نقلت صحيفة “المشهد” السودانية على موقعها الإلكتروني اليوم.

وكانت قوة من الدعم السريع اقتحمت منذ فجر أمس الجمعة قرية السريحة التابعة لمحلية الكاملين شمال ولاية الجزيرة ونصبت أسلحتها ومدافعها في المباني العالية، وبدأت في إطلاق النار صوب المواطنين العزل، وفق موقع “سودان تربيون” الإخباري.

وكانت قد أكدت لجان المقاومة، وهي مجموعة من الناشطين المؤيدين للديمقراطية في السودان، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية» مقتل ما لا يقل عن خمسين شخصا الجمعة في وسط البلاد جراء هجوم شنته قوات الدعم السريع التي حاصرت عددا من القرى في ولاية الجزيرة.

وقالت تنسيقية لجان المقاومة في هساهيس “تتعرض قريتا السريحة وأزرق للهجوم من قبل ميليشيا الدعم السريع منذ الصباح” مشيرة إلى سقوط خمسين قتيلا وأكثر من 200 جريح في السريحة، مع “عدم إمكانية إخراج الاصابات من القرية” بسبب القصف والقنص.

ولم تورد التنسيقية أي حصيلة للضحايا في قرية أزرق المجاورة، لكنها قالت إنها “تتعرض للحصار الكامل من قبل المليشيا ونفس الانتهاكات التي حدثت في قرية السريحة”.

 

رجل يسير بجوار منزل تعرض للقصف في القتال الأخير في الخرطوم (أ.ب)

 

من جانبها، دعت نقابة أطباء السودان الجمعة الأمم المتحدة إلى الضغط من أجل إقامة ممرات إنسانية آمنة للوصول إلى سكان قرى ولاية الجزيرة الذين “يتعرضون لإبادة جماعية من قبل ميليشيات الدعم السريع” مشيرة إلى أنه “لا توجد إمكانية لإسعاف المصابين أوحتى إخراجهم لتلقي العلاج”.

وبحسب مصادر طبية في عدة قرى، فإن جميع المراكز الطبية تقريبا أجبرت على إغلاق أبوابها.

وقالت منصة نداء الوسط، إن “قوات الدعم السريع واصلت اقتحام عشرات القرى في شرق الجزيرة مرتكبة جرائم شملت القتل والاغتصاب ونهب وتخريب واختطاف الأبرياء العزل”، مشيرةً إلى أن “الجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع، تستوجب تصنيفها جماعة إرهابية”.

وتداول الناشطون العديد من الفيديوهات التي توثق اعتداءات الدعم السريع على المواطنين العزّل والتنكيل بهم.

وأصدر الخارجية السودانية التابعة للجنرال عبد الفتاح البرهان بيانا جاء فيه:

“تتعرض قرى وبلدات شرق الجزيرة والبطانة لحملات انتقامية من مليشيا الجنجويد، في أعقاب انشقاق قيادات منها، تستهدف المدنيين على أسس قبلية وجهوية، مما يرتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.

يُقدّر عدد ضحايا هذه الحملات الإجرامية بالمئات من القتلى والمصابين، فضلاً عن تشريد عدة آلاف من قراهم.

تطالب حكومة السودان المجتمع الدولي بإدانة هذه الحملات بشكل فوري وقوي، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمحاسبة مرتكبيها وقادة ورعاة المليشيا الإرهابية، ووقف تدفقات الأسلحة والمرتزقة لها.

الخارجية تعتبر في بيانها أن صمت ولامبالاة المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم يشجع المليشيا وراعيتها الإقليمية على التمادي في ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية دون خوف من العقاب”.

وتداول الناشطون السودانيين رسائل الشهداء والتعازي والتعليقات المنددة بالظلم الذي يقع عليهم مع استمرار خذلاتهم.

ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني والدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتتصاعد الدعوات لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء، بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.