أفريكوم تتراجع عن إنكارها التام سقوط قتلى مدنيين في الصومال وتعترف بمقتل امرأة وطفل مبررة التراجع بخطأ في جمع المعلومات
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
بعد إنكار تام من القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) لاتهامات منظمة العفو الدولية (أمنستي) بشأن سقوط ضحايا مدنيين جراء الضربات الجوية الأمريكية في الصومال، تراجعت قيادة أفريكوم واعترفت بمقتل 2 من المدنيين أثناء قصوفاتها بالقرب من مدينة عيل بور في ولاية جلجدود وسط الصومال.
وبحسب اعتراف أفريكوم فقد أسفرت الغارة الأمريكة عن مقتل إمراة وطفل لم يبلغ عن مقتلهما منذ أكثر من سنة.
وبررت أفريكوم تأخرها في الاعتراف بمقتل المدنيين، كونها حصلت على إخطار متأخر بتاريخ 29 مارس لتقييم ما بعد الضربة يؤكد بثقة مقتل 2 من المدنيين الصوماليين في غارة لها قبل أكثر من عام.
وقالت أفريكوم أن النتائج لم تصلها بشكل صحيح حينها لخطأ في جمع المعلومات وأنه تم تصحيحها الآن بعد مراجعة داخلية – لا زالت مستمرة- جاءت تحت أمر الجنرال توماس د. والدهاوسر، قائد أفريكوم في 22 مارس تجاوبًا مع تقرير أمنستي وتساؤلات البنتاغون وانتقادات لتصاعد الضربات وارتفاع عدد الضحايا المدنيين.
ولكن شهود عيان من مدينة عيل بور أكدوا أن جميع من قصف في المركبة كانوا من المدنيين، وأن القصف الأمريكي قتل إضافة للمرأة والطفل، أحد نقباء القبائل، علي هريد والشاعر يوسف دقي وهما معروفان لدى السكان المحليين وهما لا ينتميان لحركة الشباب المجاهدين.
علي هريد (نقيب قبيلة)
يوسف دقي (شاعر)
وقال الكولونيل كريس كارنس المتحدث باسم أفريكوم: “فيما يتعلق بسبب الخطأ الذي تسبب في سوء التقييم هذا فيتم النظر فيه”. وأضاف: ” لقد حدث خطأ في عملية جمع المعلومات”.
ويجدر الذكر أن تراجع أفريكوم اعترف بمقتل مدنيين في غارة لم تذكرهما أمنستي في تقريرها الصادر في شهر مارس.
وهذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها الولايات المتحدة بقتل مدنيين خلال غاراتها الجوية في الصومال.
ووصفت منظمة العفو الدولية من جانبها الاعتراف الأمريكي الجديد بأنه “خطوة مهمة إلى الأمام”.
وقالت دافني إيفياتار، مديرة منظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة في بيان: “لكن هذه مجرد خطوة أولى”.
ولم يتضح بعد إن كانت أفريكوم ستستجيب لمطالب أمنستي بدفع تعويضات لعائلات القتلى المدنيين وهو ما يستبعده المراقبون.
ويأتي التراجع الأمريكي الجديد بعد نفي صارم من أفريكوم لاتهامات المنظمات الحقوقية بقتل مدنيين في الغارات الأمريكية في الصومال، ليفتح الباب واسعا للتساءل حول آلية جمع المعلومات التي تعتمدها أفريكوم في تقييم ضرباتها في بلد القرن الإفريقي، فوقوع خطأ من هذا القبيل وإخفاء خبر مقتل امرأة وطفل لأكثر من سنة لمؤسسة تزعم الدقة في التنفيذ، يعني أن هناك حالات أخرى لا زالت تخفيها الأخطاء في جمع المعلومات وتتهرب أفريكوم من كشفها كما أشارت لذلك أمنستي ومنظمات حقوقية أخرى.