أطباء بلا حدود: أزمة المياه والصرف الصحي تهدد الناس في منطقة أبيي
حذرت جمعية خيرية طبية من أن أزمة المياه والصرف الصحي والنظافة تتكشف في منطقة أبيي الإدارية الخاصة، مما يغذي تفشي التهاب الكبد E المستمر بحسب صحيفة سودان تريبون.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن سوء الصرف الصحي والنقص الحاد في المياه وعدم كفاية البنية التحتية تؤدي إلى تفاقم انتشار الفيروس من خلال مياه الشرب الملوثة، مما يعرض الآلاف للخطر، بعد شهرين من إعلان السلطات الصحية تفشي التهاب الكبد الوبائي إي.
ومع ذلك، منذ يوليو 2024، تم الإبلاغ عن ما لا يقل عن 41 حالة التهاب الكبد E، مما أدى إلى ست وفيات.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن هذا شمل خمس نساء، ثلاث منهن حوامل ورجل واحد.
وقد تفاقم الوضع، وفقا للمنظمة الطبية الخيرية، بسبب تدفق أكثر من 22,000 شخص يعبرون الحدود إلى أبيي منذ بداية النزاع في السودان المجاور.
وتزيد الحركة المستمرة للنازحين داخليا واللاجئين بشكل كبير من خطر انتقال التهاب الكبد E في المنطقة، في حين واجهت منظمة أطباء بلا حدود حواجز لتشخيص المرض بسبب نقص اختبارات الكشف السريع.
تقول زيلي أنتييه، منسقة مشروع أطباء بلا حدود في منطقة أبيي الإدارية الخاصة: “لدينا حاليا أربعة مرضى في جناح العزل، لكن الوضع متقلب، ونحن بحاجة ماسة إلى البنية التحتية للغسيل والصرف الصحي لمنع المزيد من الوفيات”.
منذ اندلاع النزاعات العنيفة في فبراير/شباط 2022 في أغوك وحولها، نزح ما يقدر بنحو 70,000 شخص، ولجأ الكثيرون إلى أبيي. وقد شكل تدفق النازحين ضغطا إضافيا على الخدمات المحدودة التي كانت متاحة للمجتمعات الهشة أصلا، حيث يحتاج أكثر من 85 في المائة من الأشخاص إلى المساعدة الإنسانية.
وفي سوق أميت، الذي يقع على بعد حوالي 14 كيلومترا من مدينة أبيي، تفيد التقارير بأن أكثر من 900 لاجئ وعائد من السودان ونازحين داخليا يعيشون في ظروف مكتظة وغير صحية.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن أكثر من نصف إجمالي حالات التهاب الكبد E كانوا من الأشخاص الذين يعيشون في سوق أميت.
وللأسف، مع وجود ما يقدر بنحو 20,000 شخص في الجوار وعدم توفر مراحيض، يضطر الناس إلى ممارسة التغوط في العراء، مما يزيد من تلويث مصادر المياه ويزيد من انتشار الفيروس.
كما أدت ندرة المياه إلى تفاقم الوضع. ففي بلدة أبيي وسوق أمياط، على سبيل المثال، تبلغ تكلفة وعاء المياه سعة 20 لترا 500 جنيه سوداني (حوالي 10 سنتات أمريكية)، وهو سعر لا تستطيع العديد من العائلات تحمله.
وحذرت الأسر النازحة من أن ارتفاع التضخم سيجعل مياه الشرب النظيفة بعيدة المنال قريبا.
وفي أحد مرافق الرعاية الصحية الثانوية في أبيي، قالت منظمة أطباء بلا حدود إنها قدمت خدمات الرعاية الداعمة لـ 41 مريضا بالتهاب الكبد E في مستشفى أميث بيك وزادت من أنشطة التوعية الصحية التي تستهدف النساء الحوامل والأمهات الجدد لرفع مستوى الوعي حول الوقاية من الأمراض.
وفي الوقت نفسه، هناك أيضا مخاوف من أنه مع استمرار موسم الأمطار المستمر في التسبب في فيضانات واسعة النطاق ويهدد مصادر مياه الشرب وفيضان شبكات الصرف الصحي، فإن خطر الإصابة بالتهاب الكبد E وغيره من الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا على المحك. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنه من المتوقع أن تتفاقم الفيضانات في غضون الأسابيع المقبلة حيث يتوقع الخبراء حدوث فيضانات نهرية شديدة وفيضانات مفاجئة.
تدعو منظمة أطباء بلا حدود الجهات المانحة الدولية ومنظمات الإغاثة بشكل عاجل إلى تكثيف جهودها من خلال تحسين الصرف الصحي وتوفير مياه الشرب النظيفة في منطقة أبيي الإدارية الخاصة.