آبي أحمد يعترف بمقتل الآلاف من الإثيوبيين في الصومال ومسؤول إثيوبي يؤكد “العداء تاريخي” مع جيرانهم

قلل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد من المخاوف من نشوب حرب مع الصومال بسبب سعيه للوصول البحري لبلده غير الساحلي، قائلا يوم الثلاثاء إن إثيوبيا مهتمة فقط بالسلام مع جارتها. وحجته في ذلك علاقة أديس أبابا مع الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب التي كان ضمنها التدخل العسكري الإثيوبي في الصومال والذي جلب على أديس أبابا خسائر بشرية كبيرة.
وفي كلمته أمام المشرعين يوم الثلاثاء، قال آبي إنه “لا ينوي” الدخول في حرب مع الصومال”.
وقال “لضمان السلام في الصومال، قتل الآلاف من الإثيوبيين في الصومال”، في إشارة إلى مساهمات القوات الإثيوبية في بعثة ما يسمى حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي التي تقاتل حركة الشباب المجاهدين التي بدورها تسعى لإقامة نظام إسلامي شامل ومستقل عن الهيمنة الغربية في البلاد.
واعترف رئيس الوزراء الإثيوبي بمقتل الآلاف من قواته على يد مقاتلي حركة الشباب المجاهدين الذين تمكنوا من دحر الغزو الإثيوبي الأول بقيادة أمريكية لإسقاط اتحاد المحاكم الإسلامية خشية أن يقوم نظام إسلامي في الصومال.
ما أجبر الغرب لإنشاء تحالف دولي يدخل للصومال تحت مظلة “حفظ السلام” لبعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال، ولكن حركة الشباب المجاهدين استمرت في استهداف قوات التحالف الدولي الذي من ضمنه القوات الإثيوبية، ما تسبب في خسائر مثخنة في صفوف الإثيوبيين. يستشهد بها اليوم آبي أحمد لإثبات العلاقة القوية والمصالح المتفقة بين بلاده وبين الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب.
وقال آبي أحمد: “نحن نموت في الصومال لأن سلام الصومال هو سلام إثيوبيا. إن تنمية الصومال هي تنمية بلدنا. نعتقد أننا إخوة”. “لا نريد القتال. نريد أن نرى صومالا قويا ومزدهرا يكون سوقا للبضائع الإثيوبية”.

عداء تاريخ

لكن تصريحات المشير برهانو جولا تجعل من تعليقات آبي أحمد مجرد تصريحات بلا قيمة، وكشفت عن دوافع التدخل الإثيوبي الحقيقية في الصومال، حيث أدلى المسؤول الإثيوبي بتعليقات نارية أشار فيها إلى الصومال على أنها “عدو تاريخي”، وقال إن “إثيوبيا ستستعيد حقها التاريخي في البحر الأحمر”. بحسب ما نشرت خدمات أمهرة الإخبارية على منصة إكس (تويتر).

وتتفق تصريحات جولا مع تصريحات المتحدث الرسمي لحركة الشباب المجاهدين التي أدلى بها على إثر الإعلان عن الاتفاقية بين أديس أبابا وإقليم صومالي لاند الانفصالي، حيث أكد الشيخ علي محمود راجي أن العداء بين الصومال وإثيوبيا عداء تاريخي ديني،  وضرب أمثلة عن قادة الجهاد في تاريخ المنطقة الذين خاضوا ملاحم مع الأحباش وسطروا بطولات حفظوا بها بلاد الصومال مسلمة. وتوعد المتحدث الرسمي للحركة بالتصدي للاتفاقية الباطلة الجديدة.
وفي حين يجمع الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب وأديس أبابا تحالف سياسي وعسكري، وبعد إثارة اتهامات وجهت للرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بالتواطؤ مع صومالي لاند وإثيوبيا في توقيع الاتفاقية، ثم لعب دور المندد بها، لا يجد الشعب الصومالي أمامه سوى حركة الشباب المجاهدين التي يمكنها أن تحبط هذه الاتفاقية بالقوة وتحفظ ثروات الصومال لصالح شعبه. كما أوضحت الشعارات واللافتات التي حملتها القبائل الصومالية خلال مظاهرات للاحتجاج على الأطماع الإثيوبية في البحر الصومالي، في جنوب ووسط الصومال.
ووقعت إثيوبيا مذكرة تفاهم مع منطقة صومالي لاند الانفصالية في 1 يناير. ولم يتم نشر الوثيقة على الملأ. ومع ذلك، تقول صومالي لاند إن إثيوبيا وافقت على الاعتراف باستقلالها مقابل ميناء بحري.

سد النهضة

كما سعى آبي إلى تهدئة المخاوف المصرية بشأن السد الكهرومائي الضخم الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق. وقال آبي: “سنشارك مواردنا، حتى في المستقبل، لكن آمل أن أتوقع منهم تلبية طلباتنا أيضا”.
وتقول إثيوبيا إن السد الضخم ضروري لتنميتها وتدعي أنه لن يكون له أي تأثير سلبي على السودان ومصر اللتين تخشيان أن يؤثر ذلك على إمدادات المياه. ويعتمد جميع سكان مصر البالغ عددهم 109 ملايين نسمة تقريبا على مياه النيل.
وكانت هناك عدة جولات من المحادثات حول السد، لكن الجانبين فشلا في التوصل إلى اتفاق لتنظيم استخدامه. وكانت آخر المفاوضات في ديسمبر/كانون الأول.
وسبق أن سخر الناشطون على مواقع التواصل من تهديدات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي وجهها لإثيوبيا بشأن أطماعها في البحر الأحمر، واستذكروا تهديداته لأديس أبابا بشأن سد النهضة التي لا تزال بلا قيمة.