واشنطن تدعم طلب الحكومة الصومالية تأجيل سحب قوات “أتميس” لمدة 3 أشهر بعد خسائرها الكبيرة في قتال حركة الشباب
أعلنت السفارة الأميركية في العاصمة مقديشو، يوم الثلاثاء، دعم واشنطن لطلب الحكومة الصومالية (المدعومة من الغرب) تأجيل خطة سحب الدفعة الثانية من قوات بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال “أتميس”، المقرر سحبها في نهاية سبتمبر/ أيلول الجاري، بينما لم ترد بعد بعثة أتميس على طلب الحكومة الذي تم تقديمه لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وليس لقيادة بعثة الاتحاد الإفريقي، كما انتقد ذلك أحد المسؤولين في الاتحاد الإفريقي.
ووفقاً لموقع “هيران أونلاين” المحلي، فإن القائم بأعمال السفارة الأميركية في مقديشو، شين ديكسون، قال في تصريحات صحافية إنّ واشنطن تدعم طلب الصومال من مجلس الأمن الدولي تأجيل خطة سحب قوات “أتميس”.
وأضاف ديكسون أن واشنطن تدعم دائماً مقترح الصومال لتأجيل خطة سحب الدفعة الثانية من قوات “أتميس”.
ومن المقرر أن تسحب بعثة أتميس دفعة ثانية من قواتها تتألف من 3000 جندي، قبل نهاية شهر سبتمر الحالي، كما هو مخطط له في مراحل انسحاب القوات من الصومال الذي ينتهي بشكل كامل في ديسمبر 2024.
وكان مستشار الأمن القومي للرئيس الصومالي حسين معلم قد أرسل خطاباً حمل تاريخ 19 سبتمبر/ أيلول الجاري، طالب فيه بتأجيل سحب الدفعة الثانية من قوة الاتحاد الأفريقي لمدة 90 يوماً لتتمكن القوات الحكومية من التعافي من خسائرها التي تكبدتها خلال هجمات مقاتلي حركة الشباب المجاهدين الأخيرة، وخاصة بعد الهجوم الكاسح لمقاتلي الحركة على قواعد القوات الخاصة الصومالية والميليشيات الحكومية في منطقة “عوسويني” بولاية جلجدود وسط البلاد والذي تكبدت فيه الحكومة خسائر هائلة وأدى إلى فرار القوات الحكومية من عدة مدن وبلدات مجاورة خشية الموت، حيث استعادت حركة الشباب السيطرة الكاملة من جديد على هذه المناطق.
وجاء إعلان الدعم الأمريكي لطلب الحكومة الصومالية متأخراً عن تاريخ إرسال الطلب، حيث أعلنت واشنطن دعمها لطلب الحكومة بعد زيارة وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، لجيبوتي ولقائه بالرئيس الصومالي في أول محطة له في جولته الإفريقية.
وفي مطلع يوليو/ تموز، أعلنت بعثة “أتميس” أنها أكملت المرحلة الأولى من خفض قواتها، بهدف تسليم مهام الأمن في نهاية المطاف إلى القوات والشرطة الصومالية.
وكان الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود قد سافر الأسبوع الماضي إلى جيبوتي لاستجداء دعم الرئيس الجيبوتي عمر إسماعيل جيله في حرب حركة الشباب، بعد هزائم قواته، كما أنه التقى، الأحد، لويد أوستن، في جيبوتي، حيث ناقش الطرفان الحرب التي كلفت بها الإدارة الأمريكية الحكومة الصومالية لمنع إقامة حكم الشريعة الإسلامية الذي تجاهد لإقامته حركة الشباب المجاهدين.
ولم يتضح بعد إن كانت أتميس ستسجيب لمناشدات الحكومة الصومالية ومطالب الحكومة الأمريكية ولم يتبق إلا بضعة أيام لنهاية الشهر.
من جانبها لا تفرق حركة الشباب في هجماتها بين القوات الحكومية وقوات أتميس، حيث سجلت انتصارات كبيرة عليهما، كما أنها تمكنت من إبادة كتائب كاملة لقوات أتميس كما حصل في هجومها الأخير على قاعدة القوات الأوغندية في مدينة بولومرير بولاية شبيلي السفلى جنوب البلاد.
وأباد مقاتلو حركة الشباب كتيبة من أكثر من 200 جندي أوغندي بما فيهم القائد الأعلى للقوات وأسروا عددا آخر كما استولوا على كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة والمعدات والآليات العسكرية.
وعانت قوات أتميس مثل القوات الحكومية خسائر كبيرة في قواتها وهو أحد أسباب انسحابها من البلاد الذي يدفعه بقوة عجز التمويل.