مقتل 20 مدنيا في قصف في الخرطوم وتقارير تؤكد تدمير ونهب نحو 30 ألف سيارة خلال 5 أشهر

استيقظ السكان في الخرطوم على صوت المدافع والهاونات يوم الأحد، بعد ساعات من قصف استهدف جنوب العاصمة، أدى إلى مقتل 20 مدنيا بمن فيهم طفلان. بحسب الناشطين  السودانيين ونقلا عن صحيفة الغارديان البريطانية.
وبلغ معدل القتلى نتيجة القصف الجوي في جنوب الخرطوم  20 مدنيا بحسب بيان لجنة المقاومة المحلية. وهي مجموعة من المتطوعين كانت تنشط في الاحتجاجات المعارضة لسياسات العسكر واليوم يقدمون الدعم والمساعدة للعائلات خلال فترات القتال بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم العسكري بقيادة حميدتي.
وأكد بيان حديث، أن من بين القتلى طفلان، وأكثر الضحايا تم تسجيلهم كمجهولين، لأن جثثهم لم يكن ممكنا نقلها للمستشفى لشدة الحروق التي أصيبوا بها أو لكون الجثث تحولت لأشلاء نتيجة القصف.
وتسيطر القوات السودانية المسلحة على السماء بطائراتها، وقد نفذت عدة قصوفات، بينما يسيطر مقاتلو الدعم السريع على شوارع وطرقات العاصمة.
واتهمت الدول الغربية قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بشن عمليات القتل بناء على الانتماء العرقي في غرب منطقة دارفور، وفتحت المحكمة الدولية تحقيقا جديدا بشأن هذه الجرائم.
كما اتهم الجيش السوداني أيضا بارتكاب انتهاكات، بما فيها القصف الذي قتل يوم 8 يوليو نحو 24 مدنيا.

 

نهب وتدمير أكثر من 20 ألف سيارة

 

وأشارت التقارير إلى أن أكثر من 30 ألف سيارة تعرضت للنهب والتدمير، خلال الحرب المستمرة في العاصمة الخرطوم منذ 5 أشهر.
وقدرت وزارة الداخلية السودانية عدد السيارات المنهوبة داخل الخرطوم بنحو 16 ألف سيارة؛ فيما أشار عاملون في قطاع السيارات إلى تدمير أكثر من 15 ألف سيارة بشكل كامل وآلاف أخرى جزئيا، مما تسبب في خسائر كبيرة للأفراد والشركات والمؤسسات الحكومية.
ويأتي نهب السيارات نتيجة الفوضى التي تعيشها البلاد حيث هاجمت مجموعات مسلحة وعصابات متخصصة في السرقة منذ اندلاع العنف في منتصف شهر أبريل الماضي، مخازن وكلاء السيارات في مدن العاصمة الثلاثة التي أفرغوها تماما من المخزون.
وعلى الرغم من عدم وجود بيانات دقيقة عن عدد السيارات الجديدة التي نهبت من مخازن وكلاء الشركات العالمية؛ إلا أن وكالة شركة تويوتا أعلنت عن سرقة 1192 سيارة خفيفة و173 شاحنة، وعدد كبير من الدراجات النارية من مخازنها في منطقة قري الحرة في بحري.
 ومع اشتداد المعارك في الأحياء السكنية اضطر آلاف السكان للفرار وترك سياراتهم في أماكنها؛ كما أن وقوع أكثر من 100 معرض لبيع السيارات المستعملة في مناطق القتال تسبب في حرق وتدمير الآلاف من السيارات التي كانت موجودة في تلك المعارض.
وبحسب خالد الطاهر، وهو تاجر سيارات في جنوب الخرطوم؛ في حديثه للصحافة، فإن ما حدث يفوق الكارثة بكثير حيث لم يسلم أي معرض من معارض السيارات المنتشرة في العاصمة الخرطوم من النهب والتدمير الأمر الذي تسبب في خسائر ضخمة في أوساط التجار الذين كانوا يعانون أصلا قبل الحرب من الكساد والتراجع الكبير في المبيعات بسبب تذبذب أسعار الصرف والسياسات الضريبية والجمركية.
وقبل اندلاع الحرب اشترى تجار وأصحاب معارض أكثر من 10 آلاف سيارة مستعملة، ولا يعرف مصير الكثير منها حتى الآن.

 

قوى الحرية والتغيير تطالب بإيقاف الحرب

 

وطالب أعضاء في المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق) بالسودان، بـ”ضرورة استمرار الجهود وتوحيدها والتواصل مع الوساطة السعودية والأميركية ومختلف الأطراف العربية والدولية” لوقف الحرب الدائرة في السودان.
جاء ذلك خلال ندوة عقدت بمركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بالعاصمة القطرية الدوحة، مساء السبت، تحت عنوان: “السودان: المسار إلى الاستقرار والسلام والانتقال الديمقراطي”، وأدارها مدير المركز غسان كحلوت.
وشدد الأعضاء على أهمية إعادة بناء الدولة ومؤسساتها على أسس مدنية وديمقراطية.
وشهدت الندوة الحاشدة هتافات مناوئة لقوى الحرية والتغيير، ممن جرى وصفهم، بـ “أنصار النظام السابق”.
وكان وفد قوى الحرية والتغيير قد زار الدوحة والتقى رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وشكر الوفد جهود دولة قطر على جهودها المبذولة في السودان.
في السياق نفسه، قال العضو في الوفد محمود عثمان، لـ”العربي الجديد”، إنّ زيارة الوفد التي كانت مقررة الى الكويت هذا الأسبوع قد تأجلت، مضيفاً أنّ الوفد سيعود إلى السودان يوم الاثنين، ولن يستكمل جولته التي كان مقرراً خلالها زيارة الكويت وجنوب أفريقيا.
ونقلت وسائل إعلام سودانية أنّ الكويت اعتذرت عن عدم استقبال الوفد، كما اعتذرت عن عدم استقبال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، في زيارة منفصلة، وأجلتها إلى نهاية سبتمبر/ أيلول الجاري “لانشغالات طارئة للقيادة الكويتية”.

 

الوصول للخدمات الصحية لا يزال يمثل تحديا في السودان

 

 

ولا يزال أكبر التحديات أمام السودانيين الحصول على الخدمات الصحية في العاصمة الخرطوم، نتيجة حالة انعدام الأمن بحسب ما أعلنت منظمة أطباء بلا حدود.
وقالت أطباء بلا حدود في بيان يوم الأحد، إن افتقاد وسائل النقل يجعل من الصعوبة بمكان، نقل المرضى للمستشفى. فلا يوجد سيارات إسعاف بحسب البيان.
وقالت المنظمة هناك فقط سيارة واحدة مؤجرة، بسائق شجاع، يمكنه إحضار الأدوية والطعام والماء للمرضى والموظفين.
واضطر نقص الوقود في الخرطوم ومناطق أخرى من البلاد، السكان إلى استعمال العربات التي يجرها الحمير أو ببساطة يمشون على أقدامهم.
وقال الدكتور ميغو ترزيان، من منظمة أطباء بلا حدود، في المستشفى التركي في الخرطوم، أن بعض المرضى أخبروه بأنهم مشوا على أقدامهم نحو10 أميال وقطعوا خطوط القتال للوصول إليهم.

 

الدعوة لإقامة نظام مستقل للتحقيق في الانتهاكات

 

ودعت 114 منظمة مجتمع مدنية لتأسيس نظام مستقل للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والاعتداءات التي تقوم بها جميع الأطراف المتورطة في الصراع في السودان. بحسب صحيفة سودان تريبون.
وصدرت الدعوة في بيان مشترك موجه إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أربعة أشهر بعد اندلاع الصراع في الخرطوم والمناطق الأخرى في البلاد.
كما دعا البيان إلى محاسبة جميع الأطراف في الصراع السوداني.
ونزح نحو 4.8 مليون ساكن داخل وخارج السودان بسبب استمرار القتال بين قوات البرهان وقوات حميدتي، ويتوقع أن 1 مليون عبروا الحدود إلى الدول المجاورة بحسب الأمم المتحدة.
ومن بين النازحين نحو 2.8 مليون من الخرطوم بحسب منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، وهو ما يمثل أكثر من نصف سكان العاصمة، التي يبلغ عدد سكانها 5 مليون نسمة.
ويحرص الغرب على أن تستقر الأوضاع في السودان تحت نظام الديمقراطية، خشية أن يؤثر الصراع في البلاد على باقي مناطق شرق إفريقيا وأن ترتفع الأصوات والقوات الداعية لنظام إسلامي يقوم على الاستقلال عن الهيمنة الغربية.