مقارنة بين الولايات الإسلامية في الصومال وبين مناطق سيطرة الحكومة الصومالية العميلة المدعومة من الغرب
منذ سقوط الخلافة الإسلامية وتفكك دول العالم الإسلامي إلى أجزاء، وانفصال بعضها عن بعض، وفي وقتٍ تجزّأت إلى دويلات قطرية وظيفية متناحرة، قامت حركاتٌ جهادية في جميع أنحاء العالم الإسلامي دفعًا لما حصل، ومقاومةً للعدو الظالم، وتصديقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه ثوبان وغيرُه بألفاظ أخرى: “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك” والحديث في صحيح مسلم، ونستفيد منه أنه آية على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن نجد إلى يومنا هذا أن هذه الطائفة لا تزال موجودة في الأمة لم تنقطع في زمان من الأزمنة، للقيام بأمر تجديد الدين وإقامة الحجة على الناس، وإحياء السنن وإماتة البدع، وإحياء العلوم، والنيابة عن الأمة في الدفاع عن المقدسات، كما تفعل المقاومة الباسلة اليوم على أرض فلسطين، وعلى أرض الصومال كذلك، وعلى غيرهما من الأراضي التي تحتلها الظلمة.
إن حركة الشباب المجاهدين قد نجحت في إقامة حركة جهادية في الصومال، ومقاومةِ المحتلين الغربيين ومَن كانوا في جنبهم من الأفارقة والمرتدين الصوماليين أكثرَ من 20 سنة، وأسست الحركة -أدام الله وجودها- ولاياتٍ إسلامية في داخل مناطق الصومال، وظلتْ الولايات الإسلامية في الصومال النظامَ الشرعي الوحيد الذي يمثل الشعبَ الصومالي، وكيف لا يكون كذلك؛ إذ أن الأمة الصومالية نزَفتْ بسبب الاحتلال قبل الستينات، وواجهتْ فترة مِن الدَّيجُوج جهلًا بدينهم الحنيف، والتماسَ العدلِ من هؤلاء المحتلين؛ وأنَّى يكون العدلُ عندَ ظالمٍ!!؟، وعاشت تلك الأمة بعد الاستقلال الزائف تحت رُسلِ الغرب، وكاد الدين وأهله أن يزول عن الوجود، حتى جاء فرعون الصوماليين سياد بري، وأذاق الأمة أيضا عذابا لا يُنسى، وتخلص من كل حركي إسلامي بالقتل والسجن والإبعاد عن البلد، وجعل البلد على صورة فرنسا وإيطاليا، ولم تزل الأمة الصومالية تبحث عن مَن يُروِي غليلها، وظلًّا يُطَبقُ تحته شريعةُ الله الفاصلةُ بين الحق والباطل، والحمد لله على سقوط فرعون الصوماليين وباطلِه. فلما ذهب الظلم الشديد استبشرت الأمة الصومالية بحركة إسلامية مقصدُها الإصلاح لا الحكم، وقتالُها لله لا القبلية، ودستورها الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة لا دستورُ أمريكا والطَّليان -أهلِ الطغيان والعصيان- والحمد لله على ذلك.
بعد إقامة الولايات الإسلامية أعلنت حركةُ الشباب المجاهدين إقامةَ نظامٍ إسلامي يطبق الشريعة الإسلامية ويحارب الفساد والخونة بالسيف والسنان، ونجحت حمَلَة النظام الإسلامي في محاربة الأفكار الجاهلية مثل القبلية والديمقراطية والعلمانية.
أهم الإنجازات المحقَّقَة في الولايات الإسلامية
-
تطبيق الشريعة الإسلامية:
يعيش العالم الإسلامي اليوم تحت حكم جاهلي منذ سقوط الخلافة العثمانية؛ ولذلك أعلنت حركة الشباب المجاهدين تطبيق الشريعة الإسلامية ومحاربة جميع الأنظمة الجاهلية في الصومال، وتحقق ذلك أولَ النشأة باستقبالِ الأمة الواسع، وحبِّهم لمن يقوم بذلك؛ ونرى بالتأكيد أن السكان في مناطق الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب يرتحلون لمناطق الإمارة الإسلامية لحركة الشباب المجاهدين ليحتكموا إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهذا الواقع مشهور بلا شك ولا ريب في المجتمع الصومالي كله.
-
الدفاع عن أراضي المسلمين:
قد اقتضت حكمة الله أن يُقيم صلاحَ الأرضِ على قانون الدفع (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)
وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله: ﴿ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض﴾ قال: يدفع الله بمن يصلي عمن لا يصلي، وبمن يحج عمن لا يحج، وبمن يزكي عمن لا يزكي، أي: لولا أنه يدفع بمن يقاتل في سبيله كيدَ الفجارِ وتكالبَ الكفارِ لفسدت الأرض باستيلاء الكفار عليها وإقامتهم شعائر الكفر ومنعهم من عبادة الله تعالى، وإظهار دينه ﴿ولكن الله ذو فضل على العالمين﴾ حيث شرع لهم الجهاد الذي فيه سعادتهم والمدافعة عنهم ومكنهم من الأرض بأسباب يعلمونها، وأسباب لا يعلمونها؛ ولذلك فإن حركة الشباب المجاهدين لم تتنازل شبرا واحدا من أراضي المسلمين المحتلة، ومستعدة لاستعادة الباقية إن شاء الله.
3- إصلاح المجتمع الإسلامي: بعد إقامة النظام الإسلامي في الصومال انتهت الحروب القبلية وأصبحت القبائل الصومالية في الولايات الإسلامية يدا واحدة، وإخوة متحابين ومتعاونين لمقاومة المحتلين والمرتدين، وخير مثال على ذلك: أن قادة الحركة لم تكن من قبائل الجنوب، مثل الشيخ الشهيد -بإذن الله- أحمد جودني من قبيلة أرب الإسحاقية، كان قائدَ الحركة لمدة طويلة، وترك الشمال الأقصى إلى الجنوب الأقصى لرفع راية الإسلام، ولم نرَ ولم نسمع يوما مَن نازعه في الحكم، وكان محبوبا مطاعا -رحمه الله-، ولا يُعلَم في تاريخ الصوماليين أنهم أطاعوا قائدا أو رئيسا لهم على رِضًى منهم بسواء إلا بعد قيام الإمارة الإسلامية لحركة الشباب المجاهدين في مناطق الجنوب؛ انظر فترةَ السيد محمد عبد الله حسن قائدَ حركة الدراويش الإسلامية؛ لم تكن قبائلُ الشّمال تطيعُه -مثلُ بعض فروعِ الإسحاقية- بدعوى أنه أوجادينيٌ وهم خصوم للأوجادينيين؛ يقاتلون بعضُهم على بعض ويغتصبون، بل أملأ الإسحاقيون صفوفَ المحتلين وعمّروها، ولكن بفضل الله وكرمه لقد منَّ على هذه الأمة إمارةً لا يُنظَر إلى أصلِ قائدها ونسَبه؛ بل ينطر إلى دينه وعلاقتِه مع ربه لقول النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري وغيره عن أنس: “اسْمَعُوا وأَطِيعُوا وإنِ اسْتُعْمِلَ حَبَشِيٌّ كَأنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ”، يَعني: وإنْ وُلِّيَ عليكم رَجُلٌ مِنَ الحَبَشةِ، كأنَّ رأْسَه مِثلُ الزَّبيبةِ، إشارةً إلى سَوادِ اللَّونِ، وتَجَعُّدِ الشَّعرِ، ومَقصودُه: التَّنبيهُ على ازدِراءِ الناسِ له عادةً، والمَعنى: أنَّ المُؤمِنَ يَجِبُ عليه طاعةُ وَليِّ أمْرِه ومَن وَلَّاه عليه وَليُّ أمْرِه، أيًّا كان جِنسُه أو لَونُه؛ ما دامَ يَقودُ الناسَ بكِتابِ اللهِ تعالَى -كما في رِوايةٍ أُخرَى في صحيح مُسلِمٍ- يَعني: ما دامَ مُتَمَسِّكًا بالإسلامِ والدُّعَاءِ إلى كِتابِ اللَّهِ تعالَى على أيِّ حَالٍ في نَفْسِه ودِينِه وأخلاقِه، ولم يَأمُرْ بمَعصيةِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
4- تنمية الاقتصاد:
أنشأت الولايات الإسلامية مشاريعَ اقتصادية وتنمويةً في جميع المجالات، وشجعت المجتمعَ الصومالي بالزراعة وتربية الحيوانات وبناءِ مشاريعَ اقتصاديةٍ ناجحةٍ؛ وأيضا حاربت حركة الشباب المجاهدين بالرشوة والربا والفساد، وحاربت هيئاتِ الغربية ومؤامراتهم الشريرة التي تستهدف تدمير ثروات البلاد من الزراعة إلى تربية الحيوانات.
5- ثبوت الأمن والاستقرار بعد حروب الأهلية وإقامة الإمارة الإسلامية:
بعد إقامة الولايات الإسلامية في الصومال وتطبيق الشريعة الإسلامية في الأرض انتهى عصر الظلم والحروب الأهلية، وأصبحت الولايات الإسلامية أكثرَ وأفضلَ المناطقِ أمنًا في العالم، ويعيش الناس فيها بالحرية والأمن والاستقرار والعدالة.
واقعُ المناطق التي تسيطرها الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب
كما نعلم أن الحكومة الصومالية تأسست على يد المحتلين؛ وقادةُ الحكومة الصومالية وجميعُ كوادرها تربت على يد الغزاة الظلَمة الفجرة.
وهنا نلخِّص المفاسد التي تسببتها قادة الحكومة الصومالية لجرّهم إلى البلد جيوشَ الطغي والظلم، ومنها:
1- تطبيق قوانين الغرب الكافر ونشر أفكاره:
الحكومة الصومالية العميلة قائمة على مبدأ الديمقراطية، وتطبيق قوانين الغرب، ومحاربة تطبيق الشريعة الإسلامية، ومحاربة دعاة الحق والمجاهدين وكل من يسعى إلى إقامة شرع الله تعالى.
2-تسليم أراضي المسلمين للصليبيين الأحباش:
دول الغرب ووكلاؤها في المنطقة خططتْ مخططات خطيرة لتقسيم أرض الصومال مرة ثانية، ونجحت في تفكيك أرضنا قبل انسحابهم في الستينات القرنِ الماضى، واليوم يحاولون مرة ثانية تفكيكَ وحدتِنا بيد عملائها في الحكومة الصومالية والولايات الفيدرالية؛ كما حدث في بداية السنة؛ أن رئيس ولاية “صومال لاند” موسى بحي وقَّع لنظيره في أثيوبيا أبي أحمد جزءًا من خليج بربرا الصومالية. قال الشيخ محمد رشاد -رحمه الله تعالى- في ندوة إسلامية كانت في التسعينات: “اعلموا أيها الناس أن الأممَ المتحدة وأثيوبيا خطَّطَتَا تدابيرَ مستقبليةً في منطقة قرن أفريقيا، والمقصود هو (مسح خريطة الصومال كليا)، ولكن كيف يصير إنجازُ هذه الخطة ممكنا!!؟؛ فالأمر كله سهلٌ، وقد تكاد أثيوبيا في إنهاء خطة الإجراءات. والخطة هي:
– محاربة المقاومات وأنصارها، ومحوِ مظهري الإسلام كالعلماء، وطلاب العلم، وهدمِ معالمِ الدين.
– تجزئةُ الخريطة الحالية إلى ولايات بُنيَت على القبلية، وترئيسُ عملاءٍ مرتزقة لها، مرتزقةٍ تَدِينُ العلمانيةَ ولا ترى بأسا الانقيادَ لأثيوبيا؛ ولثبوت ذلك يُفترض على هؤلاء حضورُ آديس أببا في كل أربعة وعشرين؛ واعلموا أن مَن يُملِي لها الأوامر ليس الرئيس، أو رئيس الوزراء، أو نائبه، أو وَزيرا من الوزراء، إنما هو شخص على أدنى منصب!!.
– والخطة المنتظرة: التي حققتها أثيوبيا بعضا منها -أي إبقاء أرضِ أوغادينيا وهود ورسيرفيا تحت حكمها- هي مسحُ الخريطة الصومالية كليا”.
قلت: صدق الشيخ؛ وحَمْلةُ المسح قد بدأت في الشمال كما شهِدناها قبل أيام، وحملة مسح الجنوب هي التالية، والله يعلم ضعفنا وهو أقوى من الجبابرة فلنتوكل عليه.
3-نشر الفساد والخراب في المجتمع الصومالي:
إن جميع المناطق التي تسيطرها الحكومة الصومالية تعاني ويلاتِ الجيوش الصليبية الأمريكية والإفريقية، وأزمات قبلية كبيرة، ومشكلات أخلاقية فظيعة، ومَوجاتٍ عنصرية، وظلما وجورا تجاوزا الحدود، وتفككًا اجتماعيا؛ وسببُ كل هذه الأمور ترك تطبيق الشريعة الإسلامية، وكل بلاد تضِيع فيها الشريعة، ولا تقام فيها حدود الله، يكثر فيها الخوف، ويقل فيها الأمن، وتسود فيها الفوضى، وتكثر الرذائل، وتقل الفضائل، ولا يطمئن الناس في عيش ولا في رزق، قال الله تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)، والخلاصة: أن وعد الرب جل وعلا لا يخلف، وأنه صادق في وعده سبحانه وتعالى، فمن آمن بالله ورسوله، وطبق شريعته بالعمل الصالح، منحه الله الأمن والتمكين والاستخلاف في الأرض كما وعد الله جل وعلا، وكما حصل لمن قبلنا من الخلفاء الراشدين، ومن سار على نهجهم ممن طبق شريعة الله واستقام على أمره سبحانه.
ومن ضيع ذلك أو أخل به، وتابع الهوى والشيطان في كثير من الأمور فاته الأمن والتمكين والاستخلاف بقدر ما ضيع من أمر الله، وارتكب من محارمه، ومن ذلك ما ثبت عنه – عليه الصلاة والسلام – أنه قال: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه، وقوله صلى الله عليه وسلم «إن الله يقول لكم مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوني فلا أستجيب لكم، وقبل أن تسألوني فلا أعطيكم وقبل أن تستنصروني فلا أنصركم».
4- الدخل المالي والاقتصاد:
الشعب الصومالي يعاني أزمات اقتصادية بسبب سياسات الحكومة الصومالية العميلة التي فتحت أبواب البلاد لهيئات غربية هدفها محاربةُ نُموِّ الاقتصاد في البلاد؛ وخاصة يحاربون الزراعة وتربية الحيوانات بشكل صريح وواضح، وأيضا ساعدت الحكومةُ الصومالية بعضَ التجار من أسرة الرئيس ببيعِ المخدرات مثلَ القات الذي يدمر اقتصاد الصومال.
5-وضع الأمن في مناطق الحكومة الصومالية:
الحكومة الصومالية مشهورة بفشلها الأمني؛ وكما نعلم جميعَ مؤسساتها الأمنية والعسكرية هي مَن ترتكب الجرائم وتسنِدها إلى الحركة الجهادية؛ تصديقا للمثل الصومالي: “كلُّ شنيع لحواء”. إن كل ولاية خاضعةٍ تحت سيطرة مليشيات الحكومة تعاني قطاعَ طرقٍ تَنهَبُ الممتلكاتِ في وَضَحِ النهار، وحروبا قبلية داميةً، ومحاكمَ فيدرالية طاغوتيةً تمتص أموال المساكين والفقراء، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اللهم أنصر إخواننا المجاهدين في كل مكان.
أبو الليث الصومالي