مصر تحشد الحكومتين الصومالية والإريترية إلى تحالف جديد وسط توترات أديس أبابا

تعمل مصر على حشد الحكومتين الصومالية والإرتيرية في تحالف أمني جديد فضفاض قد يزيد من اتساع التوترات في القرن الأفريقي. بحسب صحيفة إيست أفريكان.

يوم الخميس ، وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أسمرة، حيث سافر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود يوم الأربعاء، لإجراء محادثات ثلاثية مع المضيف أسياس أفورقي.

وقالت برقية من الرئاسة المصرية إن الرحلة تهدف إلى التركيز على العلاقات الثنائية واستقرار القرن الأفريقي والبحر الأحمر” وأنهم سيعقدون قمة ثلاثية.

وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، أجرى الرئيسان محمود وأفورقي محادثات ثنائية ركزت على القضايا الإقليمية والدولية ذات “الاهتمام المشترك”. وتشير بعض التفاصيل إلى تكثيف الجهود لحماية أراضي كل منهما، وهو تحذير خفي لإثيوبيا.

وقالت وزارة الإعلام الإريترية شدد الزعيمان على ضرورة زيادة تعزيز التعاون الثنائي للبلدين الشقيقين في المهام الثقيلة المتمثلة في الحفاظ على سيادة الصومال وسلامة أراضيه واستقلاله ووحدته”.

وفي هذا السياق، أشار الزعيمان إلى أن بناء دولة قوية ومتطورة يعتمد دائما على مؤسسات قوية وذات سيادة، بما في ذلك بنية دفاعية وأمنية قابلة للحياة”.

وتقوم إريتريا بتدريب الجيش الصومالي على مدى السنوات الثلاث الماضية. لكن دخول المصريين هو الذي عكر صفو المياه في القرن الأفريقي.

ووقعت مصر في وقت سابق اتفاقية تعاون دفاعي مع الحكومة الصومالية وعرضت تدريب القوات الصومالية وتجهيزها وتعهدت بإرسال قوات إلى بعثة الاتحاد الأفريقى الجديدة التي تهدف إلى أن تحل محل بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (أتميس) التي تنتهي ولايتها في ديسمبر المقبل.

لكن الحكومة الصومالية فعلت ذلك في الوقت الذي سعت فيه إلى استبعاد إثيوبيا من الترتيبات الأمنية الجديدة، متهمة أديس أبابا بمحاولة تقطيع أوصال الأراضي الصومالية.

واندلع الخلاف في يناير عندما وقعت إثيوبيا مذكرة تفاهم مثيرة للجدل مع صومالي لاند للوصول إلى البحر لقاعدة بحرية مقابل اعتراف إثيوبيا بصومالي لاند كمستقلة عن الصومال.

واحتجت مقديشو على الخطوة الإثيوبية في كل المحافل الدولية وتتهم أديس أبابا بإرسال أسلحة بشكل غير قانوني إلى الأراضي الصومالية. القوات الإثيوبية هي جزء من أتميس، وتنتشر أيضا في الصومال في صفقة ثنائية منفصلة. وقالت الحكومة الصومالية إنها ستنهي الترتيبات.

وشهد دخول مصر احتجاج إثيوبيا على أن القاهرة ترسل أسلحة إلى بلد يعاني من سوء إدارة مخزون الأسلحة، محذرة من أن الأسلحة قد ينتهي بها المطاف في أيدي مقاتلي حركة الشباب المجاهدين.

في أسمرة، يمكن أن يكون للتحالف الثلاثي أهمية مختلفة. وبالنسبة للصومال، يمكن أن يوفر المزيد من الدعم الأمني ضد إثيوبيا، التي أعلنت الآن عدوا عاما.

بالنسبة لمصر، يمكن أن تقدم ضمانات بشأن أمن البحر الأحمر وعزل إثيوبيا، التي ينظر إليها في القاهرة على أنها عدو بسبب سد النهضة الإثيوبي الكبير على نهر النيل الذي بنته إثيوبيا وملأته ضد الاحتجاجات المصرية.  بحسب الصحيفة.

بالنسبة لأسمرة، يمكن أن يوفر الاتفاق وسيلة للعودة إلى إثيوبيا، التي قاتلوا معها جبهة تحرير شعب تيغراي، لكنهم اختلفوا على الفور بعد توقيع هدنة في نوفمبر 2022. ومنذ ذلك الحين أوقفت إريتريا الرحلات الجوية المباشرة بين أسمرة وأديس أبابا.

وتحاول تركيا التوسط بين الصومال وإثيوبيا بشأن مذكرة التفاهم المثيرة للجدل في صومالي لاند، وقد يقلل التحالف الناشئ من إمكانية استمرار هذه المحادثات.

وقبل زيارة السيسي إلى أسمرة، التقى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يوم الأربعاء مع السفراء الأفارقة المعتمدين لدى مصر لشرح تحركات القاهرة في القرن الأفريقي.

وقال البيان “أوجز موقف مصر من عدد من القضايا الأفريقية والإقليمية وتأثيرها على أمن واستقرار القارة الأفريقية”.

تعتمد مصر على حركة المرور في البحر الأحمر عبر قناة السويس، وهي واحدة من منشآتها المدرة للدخل على مر السنين. كان النقل عبر البحر الأحمر غير مؤكد بسبب الهجمات على السفن من قبل المتمردين الحوثيين اليمنيين. لكن مصر ربما أصبحت أكثر انزعاجا من خطة إثيوبيا لإنشاء قوة بحرية على ساحل صومالي لاند بحسب الصحيفة.

الماضي، حاولت إثيوبيا والصومال وإريتريا بناء تحالف في القرن الأفريقي. لكن الشكل الجديد يعني الآن أن أديس أبابا خارج تلك الصورة.