مراجعة إصدار: الحكومة الصومالية تؤجر “العلماء” الصوماليين لإطفاء نور الإسلام

 فيما يلي ترجمة لمقال نشره ماجد عبد الغني باللغة الأنجليزية، في مراجعته لإصدار مؤسسة الكتائب الأخير “فذرهم وما يفترون” حيث سبق أن قدم ملاحظاته عن الجزء الأول للإصدار وفي هذا المقال يطرح ملاحظاته عن الجزء الثاني له.

 

 

الشيخ أوباما، والشيخ علي وجيز، والشيخ أومال، والشيخ بشير، والشيخ بوش والشيخة فاطمة، لقد حدد الإصدار هؤلاء الأشخاص على أنهم شخصيات بارزة أصدرت فتاوى ضد المجاهدين.

أطلقت مؤسسة الكتائب، الجناح الإعلامي لحركة الشباب المجاهدين، الحلقة الثانية من إصدارها بعنوان “فذرهم وما يفترون” في 19 مارس 2023. ونقلت كلا الحلقتين، الرسالة نفسها إلا أن الحلقة الثانية سلطت الضوء على ما يسمى حملة العلماء لتقديم فكرة أن الإسلام والكفر متناغمان في جميع الجبهات.
هذه الحيلة هي لخداع أولئك الذين يجعلون حقيقة الإسلام مختزلة فقط بمظاهره الشكلية مثل اللحية الطويلة، والملابس الإسلامية، وما إلى ذلك. ويكررون باستمرار أن حركة الشباب جماعة منحرفة، ويريدون تصحيح “الأخطاء الدينية” المزعومة بطريقة ترضي الغرب.
لا شك أن نيتهم الأولية كانت صافية ومستقيمة، لكنها تلوثت بسبب اللهث خلف المكاسب الدنيوية، لقد تلاشى ما كان يتوقعه المسلمون منهم بعد انتهاكهم المبادئ والقيم ذاتها التي اعتادوا على إظهار التمسك بها. المسلمون يرونهم “مرتدين” والغرب يعتبرهم “غير ديمقراطيين بما فيه الكفاية”، وفي هذه الحالة ليسوا مسلمين ولا ديمقراطيين.
وفقًا لدراسة بحثية أجراها مركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت، تنص على أنه “… يجب على الولايات المتحدة أن تدعم الزعماء الدينيين المسلمين والحركات التي يمكنها منافسة الحركات الجهادية بشكل فعال … يمكن للولايات المتحدة أن تمول بشكل منفصل الشخصيات السلفية السائدة مثل المدخلي …” لتمييع الإسلام وتجربته الثقافية، يحتاج الغرب لمن يسمون بالعلماء كجسر لتحقيق هذا الهدف. يسعى الطموح الغربي إلى تشكيل عملية تفكيرنا ضمن مجالات معينة وإلى التفكير خارج الإطار المعلوم، مثل الاستشهاد بمصطلح “الشريعة” يصبح فعلا من أفعال الخوارج، ويعد جريمة يعاقب عليها بالإعدام.
الإسلام لا يسترشد بالعواطف أو التخيلات، وأي محاولة لخلطه مع الأنماط الغريبة ستؤدي في النهاية إلى هدمه.
في الدقيقة 27 من الإصدار، أعلن علي وجيز أن دستور الصومال العلماني متوافق تمامًا مع الإسلام، وفي الوقت نفسه، قال إن قانون العقوبات غير إسلامي بحجة أنه تم استيراده من إيطاليا. وبالمثل قال الرئيس حسن شيخ محمود بفخر إنه لا يوجد أمان في مناطق سيطرة حركة الشباب، وفي المقطع الذي تلا ذلك، كان يثني على حركة الشباب لتطبيقها تدابير أمان فعالة. وبالمثل، وصف عبدقاني قراني حركة الشباب بالخوارج والمافيا، وما إلى ذلك، وفي مقطع آخر، خرج يقول إن محكمة حركة الشباب الشرعية أكثر عدلاً من المحاكم العلمانية للحكومة.
إنهم إسلاميون غير مهتمين بالإسلام. والصراخ، والألفاظ النابية، والغضب، وما إلى ذلك، هي مجرد مزاجات طنانة تهدف إلى تبرير استحقاق الراتب، وتخدير الضمير.
في الدقيقة 43 حذر الباحث الشيخ فرح من حملة تجنيد من يسمون بالعلماء التي عادة ما تستهدف الشباب الذين ليسوا أذكياء وليس لديهم معرفة إسلامية ليدركوا أن هؤلاء الرجال يخدعونهم بحثًا عن الثروة. وطلب من الآباء توخي اليقظة حيال هذا الخطر الوشيك لأن النتيجة في الارتباط بمثل هؤلاء الناس مخيفة في الدنيا والآخرة.
إنهم يخضعون لخطة تقوم على أن الخطب الاستفزازية وحشد الميليشيات المحلية الأمية (معاويسلي) جنبًا إلى جنب مع عدد قليل من الطائرات الأمريكية بدون طيار في السماء ستشعل بطريقة ما انتفاضة ضد المجاهدين، إنهم يصنعون الأوهام. سيكون من الظلم إنكار بعض مساهماتهم في الجهاد في أوائل التسعينيات، وبالفعل، فإن القليل منهم يمتلك أوقافًا ويتصرف تصرفات يمكن أن تجعل الرجل نبيلًا ولكن الطريق إلى النبلاء لم يستمر طويلا.

 

 

في الدقيقة 55 من الإصدار يظهر الشيخ جمعة عبد السلام وهو يحمل القرآن الكريم بيده اليمنى وقانون العقوبات العلماني على اليسار، ويطلب من الجمهور اتخاذ قرار، وهو خيار سيكون له عواقب أبدية. في هذا المقطع، بدد فكرة أن الإسلام هو دليل عفا عليه الزمن لا يتوافق مع المجتمع الحديث اليوم بحجج واضحة. مضيفًا أن المسلمين هم ضحايا التدخل الأجنبي الذي يهدف إلى إفساد الأخلاق الاجتماعية، والديمقراطية كمخطط تفتيت، لمنع المسلمين من اكتشاف قوتهم تحت الراية الإسلامية.
وفي الدقيقة 56 من الإصدار يظهر الشهيد الشيخ ذو الدين بزي عسكري مموه واقفًا تحت شجرة بعزة وتواضع يتحدث حيث قال: “… نريد الشريعة الدستور الوحيد على الأرض، والجهاد كوسيلة لتحقيق هذا الهدف، أو نلقى الله سبحانه وتعالى كشهداء.” لقد تحدث بلهجة تشير إلى أنه يعلم أن الموت قريب منه، لا أحد يستطيع أن ينكر شجاعة وقوة إرادة هذا الرجل. لقد اختار الجهاد بشكل ثابت كوسيلة للشريعة لقبول عواقب هذا المسعى الشرعي بما في ذلك الموت.
واستشهد الشيخ أخيرًا في 14 شعبان 1437هـ، إنه أشبه بالاحتفال بالموت في سبيل الله، والشيخ قدوة قام بمسؤوليته عندما اندلع الجهاد. على الرغم من تمجيد الفداء، إلا أن الأخوة والانضباط والفردوس كانت أيضًا موضوعات رئيسية.
وفي الختام فإن الرسالة التي حملها الإصدار هي: لا يمكن أن يكون الإسلام في ظل الديمقراطية، والديمقراطيون في طريقهم لإلغاء الإسلام. بسبب قصر النظر، يحاول من يسمون بالعلماء بطريقة إبداعية إيجاد طريقة لتوحيد الكفر والإسلام بسلام في منصة واحدة، لكن صفحات التاريخ تدحض احتمال مثل هذا الاتحاد. في الأيام الأولى للإسلام، حاول الوثنيون العرب جميع المقاربات لقهر الإسلام بما في ذلك الاضطهاد والسخرية والطرد ودمج الوثنية والإسلام، إلخ، ورفض النبي صلى الله عليه وسلم جميع المقترحات على الرغم من أن المسلمين كانوا أقل شأنا في الأسلحة وأقل في العدد. لقد تحدى النبي صلى الله عليه وسلم مؤسسة راسخة ذات موارد لا مثيل لها وفي النهاية، أصبح في المقدمة بمبادئه ورسالته الكاملة.
لم يكن الحكم السيئ من حيث الافتقار إلى الذكاء أو الحكمة لفهم الآيات القرآنية هو الذي جعلهم ظالمين، بل بالأحرى، يبدو أن التعطش إلى الرغبات الشخصية البراقة أهم بالنسبة لهم من الله تعالى والنبي صلى الله عليه وسلم والأجر العظيم المنتظر في الآخرة. وبالنسبة لهؤلاء المتاجرون بدينهم، فإن أفضل رهان هو “ذرهم وما يفترون”.

 

لتحميل النسخة العربية من التقرير (بي دي أف)

 

To download the original report in English (pdf)