كينيا تقرر إغلاق مخيم “داداب” للاجئين ورئيسها يتوجه مرة ثانية للصين لضمان قرض بـ 3.8 بليون دولار بعد رفض طلبه الأول

تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية

قررت كينيا إغلاق مخيم “داداب” للاجئين في شرق البلاد بحلول شهر آب/أغسطس المقبل حسبما كشفت وثيقة داخلية أصدرتها المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين.

 

الوثيقة المؤرخة في 28 شباط/فبراير الماضي، أكدت أن الحكومة الكينية قررت إغلاق أكبر مخيم للاجئين في العالم بشكل نهائي خلال مدة 6 أشهر كما طالبت بـ”تسريع إعادة إسكان اللاجئين وطالبي اللجوء الذين يقيمون فيه”.

 

وتسعى كينيا إلى إعادة اللاجئين إلى بلدانهم الأصلية أو لمخيمات أخرى في كينيا أو في بلدان أخرى طوعًا أو كراهية.

 

ويضم مخيّم داداب للاجئين حوالى 230 ألف شخص، أغلبهم من الصوماليين الذين فروا من الحرب الأهلية في بلادهم منذ عام 1991.

 

ومع أن الحكومة الكينية لا تثير خبر إغلاق المخيم في إعلامها إلا أن مؤسسات حقوق الإنسان والإغاثة العاملة في المخيم تحيط علمًا بقرار الحكومة بشأن هذا الإغلاق.

 

ويجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الحكومة الكينية عن قرارها إغلاق المخيم فقد سبق وأن قررت إغلاقه في شهر أيار/مايو 2016، حين كان يقيم فيه 320 ألف لاجئ، بحجة أن المخيم يناصر حركة الشباب المجاهدين ويقدم خدمات تدريب لصالحها. وعاد على إثر ذلك القرار عشرات الآلاف من اللاجئين إلى الصومال تحت ضغوط من الحكومة الكينية التي أجبرتهم على الخروج من المخيم رغم ظروفهم المعيشية السيئة للغاية، في حين نددت منظمة العفو الدولية بإجبار الحكومة الكينية اللاجئين على الرحيل وزعمها بأنه رحيل طوعي.

 

الرئيس الكيني يسعى لضمان قرض صيني

وفي شأن كيني متصل، قرر الرئيس الكيني أوهورو كينياتا السفر إلى الصين في بداية شهر آذار لضمان قرض بقيمة 380 بليون شلن كيني (أي 3.8 بليون دولار) من أجل تمويل مشروع سكة الحديد الجديدة في البلاد.

 

وتعد هذه الزيارة الثانية لكينياتا لبكين بهدف ضمان تمويل المرحلة الثالثة في مشروع سكة الحديد الكينية بعد فشل محاولة ضمان القرض في العام الماضي.

 

وقد رفض رئيس الوزراء الصيني “حي جينبينغ” التصديق على طلب القرض آنذاك لأن الرئيس الكيني لم يقدم دراسة مقنعة وواضحة تضمن نجاح المشروع برمته إضافة إلى أنه لم يضمن حينها صفقة التمويل للمشروع من جانب أوغندا.

 

ويرى المحللون الكينيون أن رئيس بلادهم واثق في هذه المرة من قدرته على ضمان القرض الصيني لأنه تمكن من الحصول على ضمان من الجانب الأوغندي.

 

ويتوقع أن تنتهي كينيا من بناء المرحلة الثانية من مشروع سكة الحديد الذي يربط نيروبي العاصمة بنيفاشا في منتصف العام الجاري.

 

وقد كلفت المرحلة الأولى من بناء السكة الحديدية التي تربط مومباسا بالعاصمة نيروبي 3.8 بليون دولار (أي 380 بليون شلن كيني) في العام الماضي.

 

ويتوقع أن تكلف سكة الحديد كينيا من نيفاشا لكيسومو على أقل تقدير 3.6 بليون دولار (أي 360 بليون شلن كيني) وهذا قبل أن تشرع الحكومة في تشييد 107 كم من طريق السكة الحديدية لربط كيسومو مع حدود مالابا في أوغندا بما يتوقع أن يكلف 1.7 بليون دولار (أي 170 بليون شلن كيني).

 

وتعتبر كينيا من أكثر الدول استدانة من الصين حيث تحتل المرتبة الثالثة لقائمة الدول الأثقل ديونا للصين في إفريقيا.

 

واتهم الكينيون الحكومة بتقديم تنازلات كبرى للصين التي أصبحت تهيمن على مفاصل الاقتصاد في البلاد في سبيل تسهيل الحصول على الديون التي تكبل حكومة كينياتا المصنفة من أكثر الحكومات فسادًا في العالم.