كلمة لأمير حركة الشباب المجاهدين، الشيخ أبو عبيدة أحمد عمر بمناسبة عيد الأضحى بعنوان: “ألا إن حزب الله هم المفلحون”

 وجه أمير حركة الشباب المجاهدين، الشيخ أبو عبيدة أحمد عمر في كلمة جديدة صدرت له بمناسبة عيد الأضحى المبارك، تحية وتهنئة للأمة المسلمة جاء فيها:” بهذه المناسبة أبعث من هنا تحية وتهنئة بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك للمسلمين في كل مكان وفي مقدمتهم المجاهدون في سبيل الله تعالى وعلى رأسهم قاداتهم في شتى الثغور، كما نخص بالتحية والتهنئة الأمة الصومالية في داخل البلاد وخارجها، ونقول لهم تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال في هذه الأيام العشر المباركة من شهر ذي الحجة، عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام” يعني أيام العشر. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: “ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء”.

وأضاف الشيخ الأمير:”كما أرسل التحية والتهنئة للمجاهدين في شرق إفريقيا وإلى آبائهم وزوجاتهم وأبنائهم وأهاليهم وأنصار المجاهدين في كل مكان، ونقول لهم تقبل الله منكم جهادكم وصالح أعمالكم، اللَّهُمَّ لَولا أنت ما اهتَدَينا … ولا تَصدَّقْنا ولا صَلَّيْنا، فأنزِلَنْ سَكينةً علينا … وثَبِّتِ الأقدامَ إنْ لاقَيْنا”.

مآسي غزة وفلسطين

وقال الشيخ أبو عبيدة في كلمته:”مما يحزننا ويسيئنا أن هذا العيد هو العيد الثاني الذي يأتي ونحن نتألم للمجاز المروعة والظلم الذي تعدى الحدود والمستمر ضد إخواننا في فسلطين، الذين تكالبت عليهم أمم الكفر قاطبة وطواغيت العالم الإسلامي، إذ يتعرض أهلنا في فلسطين لحملة إبادة وتجويع لم يشهد المسلمون مثلها في عصرنا الحاضر، قتل فيها بدم بارد أكثر من 37 ألف مسلم وهم تحت الأنقاض، بالإضافة إلى قرابة 85 ألف جريح، وشرد أكثر من ألفي شخص من بيوتهم حيث لا يجدون ما يؤويهم من المدافع والقنابل التي تلقى عليهم من الطائرات، والأنكى من ذلك أن الجرحى منع منهم العلاج، كما منع الجميع من المياه والغذاء، ما تسبب في انتشار المجاعة حتى وصلت إلى مرحلة لا يمكن تصورها، وهذا الوضع المأساوي يتشارك في صناعته اليهود وكفار العالم وفي مقدمتهم أمريكا وأوروبا، وبأفعالهم الشنيعة هذه أظهروا للعلن حقيقتهم وما وصفهم الله بهم، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ﴾، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾، وقال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴾، وقال تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾.

وأضاف الشيخ الأمير:”والكفل الأكبر من هذه المجازر التي يتعرض لها أهنا في فلسطين يتحمله ويمثل الدور الأبرز فيه هذه الأنظمة، أنظمة الردة وخاصة الدول المجاورة لفلسطين الذين يقفون وهم يتفرجون على ما يحصل لأهلنا ومنعهم الطعام والشراب”.

“إن الوضع المؤلم في غزة يحتاج إلى أن نتأمل فيه وأن نتساءل، ما هو واجب الأمة المسلمة تجاه الإبادة التي يتعرض له أهلنا في غزة؟ والجواب هو: أولا – علينا أن نعلم أن جزءًا من جسدنا يحترق، قال رسول الله ﷺ: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، وأن الخذلان الذي تعرض له أهلنا في فلسطين لا يقتصر على جماعة بعينها، بل هو خذلان جماعي شارك فيه الجميع وإثمه يقع على الجميع ما لم يوجد من يرفع عنها هذا الواجب، فعلى كل مسلم أن يعلم أن عليه نصرة ومعاونة ومساندة أهلنا المستضعفين في غزة، وسنسأل أمام الله تعالى يوم الحساب عن هذا الخذلان سواء كان ماديا أو معنويا”.

وأوضح الشيخ أبو عبيدة قائلا:”وإن هذه الجرائم والإبادة تستهدف بالدرجة الأولى أو حتى %70 منها، الأطفال والنساء والشيوخ، وما يحصل في غزة يكشف للناس حقيقة أكابر المجرمين وعلى رأسهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا، حيث تجردوا من شعاراتهم الجوفاء بعد أن كانوا يدعون أن لهم قيما ومبادئ وأنهم يحفظون حقوق البشر، وتجردوا حتى من قوانينهم الكفرية، وصدق فيهم قول الله حيث قال الله تعالى: ﴿كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَن سَبِيلِهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10)﴾”.

 “ومما يزيد من آلام الأمة ومآسيها هؤلاء الحكام الطواغيت الذين يتسلطون على ديار المسلمين، وهؤلاء مجرد سماسرة لا ضمير لهم قد تجردوا من دينهم، وهمهم الوحيد هو البقاء على كراسيهم والعمل كحراس لأسيادهم الصليبيين واليهود، ولا ننتظر من هؤلاء المرتدين أن يقودوا الأمة وأن يكونوا لها قدوة في الهداية، ولأجل هذا فعلى المسلمين أن يتنبهوا ويعوا الأحداث القادمة التي تغير العالم وأن يستعدوا لها، وعلينا أن نقوم لاستعادة عزنا وأن ننضم لصفوف المجاهدين القائمين لاستعادة سيادة هذه الأمة ورفعتها وأن نجاهد إلى أن يحكم هذا العالم بشرع الله تعالى بعد أن غاب عنه مدة قرن من الزمان”.

الحرب الأمريكية المستعرة في الصومال منذ 30 سنة

وانتقل الشيخ بعد الحديث عن واقع غزة المأساوي إلى الصومال حيث قال:”نحن نخوض منذ 30 سنة حربا مستعرة ضد أمريكا الصليبية وحلفائها، وهذه الحرب سواء أكانت حربا مباشرة ضد الجنود الأمريكيين أو حربا بالوكالة، ناهيك عن كونها حربا صليبية فإنها أيضا حرب انتقامية لا يخفيها ساسة البيت الأبيض وقادة جنده، ولم يزل في ذاكرتهم مقتل جنودهم في مقديشو وسحلهم في شوارعها، قال الله تعالى: ﴿ٱسْتِكْبَارًا فِى ٱلْأَرْضِ وَمَكْرَ ٱلسَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِۦ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ ٱلْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحْوِيلًا﴾”.

“وبفضل الله فإن المجاهدين لم يتركوا السلاح ولم يحنوا رؤوسهم للغزاة كما كان العدو يتوقع، ولكنهم واجهوهم بالحرب والضرام، فبعد مقتل جنودهم وسحل جثثهم في مقديشو، انتقل الأمريكان إلى حرب الوكالة واستخدموا زعماء الحرب المجرمين فمكن الله المجاهدين من سحقهم وتطبيق شرع الله في أكثر أنحاء البلاد، وبعد ذلك استخدم الأمريكان آلاف الجنود الأحباش، وبعد معركة شرسة هزمهم الله تعالى على أيدي المجاهدين والمسلمين وخرجوا مهزومين، ومكن الله المجاهدين في جل جنوب الصومال فطبقوا فيها شرع الله تعالى، وبعد ذلك التجأ الأمريكان إلى قوات صليبية متنوعة تحمل عباءة الاتحاد الإفريقي فتصدى لهم المجاهدون وخاضوا معهم جهادا مستمرا لأكثر من 17 عاما، وهاهم اليوم مندحرون ومهزومون بينما الجهاد في أوج قوته وانتشاره، وبإذن الله عما قريب ستفرحون باندحار تحالف العدو وفتح مدن المسلمين، قال الله تعالى: ﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾”.

أتميس

وأضاف الشيخ مسلطا الضوء على نظام أتميس، التحالف من القوات الدولية لإسقاط نظام الشريعة الإسلامية في الصومال:”ولو نظرنا إلى التاريخ القريب فإن التحالف الصليبي الذي غزى الصومال كان يبحث منذ 2017 عن خطة للانسحاب من مأزق الحرب في الصومال، هذه الحرب التي مولها الغرب وجند لها جنوده من الأفارقة، تسببت في استنزاف اقتصادي وعسكري كبير على أيدي المجاهدين، واليوم نرى اندحار حملتهم، حيث يدخلون عامهم الـ 18 دون أن يحققوا أيا من أهدافهم والتي كان من أهمها:

  • تدمير الولايات الإسلامية ومنع تطبيق شرع الله تعالى.
  • إنشاء حكومة علمانية تطبق الديمقراطية والقوانين المستوردة من الغرب.
  • إنشاء قوات من المرتدين ليتمكنوا من الدفاع عن حكومة الردة ويوسعوا سيطرتهم على كامل البلاد.
  • نهب خيرات المسلمين وأموالهم، وأن لا يتم التفكير في استعادة الأراضي التي منحها الاحتلال لأعدائنا وإعطاء أراضي جديدة لهم.

إذا فلنسأل أنفسنا: بعد 17 عام، هل حقق تحالف الأمريكان والأوروبيين والأفارقة أهدافهم أم تلقوا الهزيمة والخزي؟ هل دمروا الولايات الإسلامية ومنعوا تطبيق شرع الله تعالى؟ وهل أنشأوا قوات يمكنها تحقيق ما أنشأت لأجله، وتحقيق الأمن لأنفسهم في المدن التي احتلوها، وهل تمكنوا من تكوين دولة علمانية يمكنها أن تقوم مقام دولة بتطبيق الديمقراطية التي يريد الصليبيون تطبيقها في البلاد؟

الإجابة الوافية يمكن قراءتها على ما يحدث في الواقع على الأرض وعلى التقارير التي أعدت من الميدان، ويقر العدو والصديق أن الأمريكان فشلوا في إنشاء الدولة التي أرادوا إنشاءها، وأن حكومة الردة باتت حكومة هشة لا تملك قوة عسكرية ولا قوة إدارية، وصارت حكومة فاسدة ومحترفة في التسول، ويترأسها خونة فاسدون، لا يستحيون من أي شيء حتى وصلوا إلى أن ينهبوا أموال الناس وحقوقهم، وبعدها وصل بهم الحال إلى أن ينهب بعضهم بعضا وهم يتقاتلون على الفتات الذي حصلوا عليه بالتسول”.

وقال الشيخ أبو عبيدة أحمد عمر:”ولتعلم أتميس ومن يمولونها أنه كلما قاموا بتمديد فترة احتلالهم يزيدون من هلاكهم واستنزافهم بإذن الله تعالى، والمجاهدون وقبائلهم يملكون قوة التحمل حتى يخرجوكم ويعلوا كلمة الله ويطبقوا شرع الله على البلاد”.

حكومة حسن شيخ محمود

وقال أمير حركة الشباب المجاهدين:”إن الانتخابات التي عقدت في قاعدة حلني في الشهر الخامس من عام 2022 كانت تجربة جديدة لإحياء الغزو الأمريكي على المسلمين في الصومال، وكانوا يتوقعون أنهم هذه المرة سينجحون في تكرار تجربة العراق في الصومال ولكن الله رد كيدهم في نحورهم، فقد كان همهم -أي الأمريكان وعملاءهم المرتدين-  طمس معالم تطبيق شرع الله تعالى، ولكن وبعد سنتين من المعارك الفاصلة التي شهدتها ساحات الوغى بين المجاهدين المتوكلين على ربهم والمرتدين المستعينين بأمريكا الصليبية، هزم الله المرتدين. ورغم أنفهم وكبريائهم في التراب، قال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).

وبفضل الله تعالى فإن العميل الذي انتخبوه لم يحقق أي شيء مما أوكل إليه الصليبيون بعد أن أنهى نصف مدة حكمه، وكل إنجازاته أنه دمر الجيش الذي أنشئ لحماية حكومته بعد خروج القوات الإفريقية، وأنه باع بالمزاد العلني الممتلكات العامة والخاصة.

وخلال فترة حكمه هذه شهدت البلاد أكبر عملية نهب عرفتها الصومال، وأحيا النزاعات القبلية، وتوضح الإحصائيات أن الاقتتال القبلي والنزاعات بين القبائل تضاعفت إذا ما قورنت بالسنتين اللتين سبقتا حكمه.

وعلاوة على هذا فإنه سلم خيرات البلاد والممتلكات العامة لدول وشركات أجنبية مقابل ثمن بخس وعهود واهية والتي من بينها أنهم سيعطونه قوات تعينه على محاربة الشريعة، ووقع قرابة 20 اتفاقية بين سرية ومعلنة، وجلها تتعلق بالأمن والاقتصاد لدول كان من بينها دول لها أطماع بعيدة المدى، وأخطر تلك الاتفاقيات الاتفاقيات التي وقعها لأمريكا وبريطانيا وتركيا والإمارات وإثيوبيا وكينيا وأوغندا، وكل هذه الاتفاقيات كانت مقابل وعود لمساعدته في محاربة المجاهدين وأن يبقوه على كرسي الحكم، ولكن نقول لهم ضعف الطالب والمطلوب، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ).

الولايات الإسلامية

وقال الشيخ الأمير:”وإذا نظرنا إلى حال الولايات الإسلامية، فإننا نحمد الله على أنه ولقرابة عقدين من الزمن ترفرف راية التوحيد على أجزاء واسعة من البلاد، والناس يعيشون تحت ظلال الشريعة، وسنة بعد سنة تحقق الولايات تقدما ملحوظا في الخدمات الاجتماعية وفي القضاء والدعوة والصحة والتعليم والمرافق الحيوية، فمثلا القضاء يعمل بشكل فعال والناس يأتون إليه من كل مكان من داخل ومن خارج البلاد، وهذا يدل على أن المسلمين في الصومال عرفوا أن حل مشكلاتهم يكمن في التحاكم إلى شرع الله تعالى”.

“وخلال هذه السنة حقق المجاهدون إنجازات ومشاريع كثيرة، كحفر آبار المياه والبرك، وتدشين المساجد والمشافي والمعاهد والمدارس، وإعادة النازحين إلى بيوتهم ومناطقهم بعد أن نزحوا منها بسبب الفيضانات، كما نجح المجاهدون في سد الثغرات التي جاءت منها الفيضانات، وتعبيد الطرق التي تضررت من الفيضانات، والجدير بالذكر أن المجاهدين حققوا هذه الإنجازات وهم في أوج تصديهم لحملات الصليبيين والمرتدين، وأثمن جهود الولايات الإسلامية لخدمة المجتمع، قال الله تعالى: ( وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)”.

وأضاف الشيخ أبو عبيدة:”كما أشكر بشكل خاص الولايات الإسلامية والنقباء والجيش في ولايات مدق وجلجدود وشبيلي الوسطى، وأقول لهم جزاكم الله خيرا، فقد دخلتم تاريخ الجهاد في أنقى صوره، وصرتم مثلا للولايات الأخرى، فقد أظهرتم وحدة وتشاورا ومساندة لا نظير لها، وتستحقون أن يدرس الناس كيف صبرتم وتحملتم وتصديتم لحملات العدو، وقد جمع الله لكم الجهاد والرباط والتحريض والصبر والتوكل والوحدة والإنفاق، وأحثكم  على أن تضاعفوا هذه الأعمال، فاحرصوا على الأسباب التي نصركم الله بها وأن ترجعوا الفضل لله وحده”.

رسالة عامة إلى المسلمين

وقال الشيخ أبو عبيدة أحمد عمر:”أقول للمسلمين في الصومال: يا إخوة أنتم أمة شرفها الله وأنتم معروفون بالجهاد والنخوة، وكنا ولا زلنا نقاتل الغزاة الصليبيين وكسرنا كبرياءهم، ولا شرف لنا إلا بذلك التاريخ، واعلموا أن الأحباش لن يتركوكم وشأنكم، ولا يمكنكم أن تواجهوا المكر الذي يحيكه العدو  إلا بالتمسك بكتاب الله وأن تجعلوه منهجا لحياتكم وأن تجاهدوا أعداء الله تعالى به ولأجله، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).

وقال تعالى: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا)”.

رسالة إلى المسلمين في شرق إفريقيا

وقال الشيخ الأمير:”وأرسل من هنا رسالة إلى المسلمين في شرق إفريقيا وأقول لهم: إنكم تواجهون عدوا صليبيا يريد أن يخرجكم من دينكم ويدمر قيمكم وأخلاقكم، وفي الجانب الآخر يعمل على نهب خيراتكم، وهذا الظلم والاعتداء لن تتخلصوا منه إلا إذا تمسكتم بدينكم وجاهدتم عدوكم، واعلموا أن أرض الله واسعة ودار الهجرة متاحة لكم، فأسرعوا إلى ثغور العز والشرف والتحقوا بقافلة الجهاد لتستقيموا بدينكم وقيمكم، واحذروا من الشهوات والشبهات”.

(وَمَن يُهَاجِرۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يَجِدۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ ‌مُرَٰغَما كَثِيرا وَسَعَة وَمَن يَخۡرُجۡ مِنۢ بَيۡتِهِۦ مُهَاجِرًا إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ يُدۡرِكۡهُ ٱلۡمَوۡتُ فَقَدۡ وَقَعَ أَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورا رحيما).

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: “إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ ‌حَتَّى ‌تَرْجِعُوا ‌إِلَى دِينِكُمْ”. رواه أبو داوود.

رسالة إلى المجاهدين

قال الشيخ أبو عبيدة أمير حركة الشباب المجاهدين:”وأختم كلمتي برسالة إلى جنود التوحيد وأولياء الله السائرين على طريق الجهاد من المهاجرين والأنصار، تقبل الله جهادكم ورباطكم، واعلموا أن الملاحم التي سطرتموها وواجهتم بها المرتدين والصليبيين ستبقى في أذهان المسلمين وستدون في الصفحات الناصعة من التاريخ، فقد شفيتم صدور المسلمين الذين كانوا يرقبونكم ويتابعونكم وكانوا يرجون لكم ومنكم الخير، وقد حزتم محبة ملايين المسلمين الذي يعيشون في الولايات الإسلامية والذين كنتم لهم حصنا ودفاعا لا يمكن تجاوزه، وتحطمت على صخرة ثباتكم وتضحياتكم وصمودكم التهديدات الجوفاء للعدو التي حشدت وتحشد لمحاربة الشريعة وتدمير الولايات الإسلامية، وقد أظهرتم لسكان الولايات الإسلامية أن لهم رجالا صدقوا الله ووفوا بالعهد ولا يزالون يوفونه.

قال الله تعالى (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)

إن هجمات بولومرير ورونرغود ومسجواي وعوسويني وجلعد وعاد وعيل دير كانت معارك أظهرت أن قوة الباطل مهما انتفشت لا يمكنها أن تقف في وجه قوة الحق وأن المجاهدين الموقنين بنصر الله تعالى لا يمكن هزيمتهم مهما قلت عدتهم وعتادهم.

قال الله تعالى: (قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ)

وقال تعالى: (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِين)”.

الجهاز الأمني

وقال الشيخ الأمير:”كما أرسل التهاني والمباركات لكتيبة محمد بن مسلمة وللجهاز الأمني عامة والذين كان لهم الدور البارز في المرحلة الصعبة، فلا يمكن أن ننسى دورهم في استهداف العدو في المدن التي كان تخطط فيها الحملات لمحاربة الشريعة.

ونخص بالذكر العمليات الاستشهادية والانغماسية في مقديشو مثل العملية النوعية التي نفذها مصطفى مختار آدم عبد الرحمن تقبله الله ورضي عنه، درة فرسان كتيبة الاستشهاديين، والذي نفذ العملية التي قتل فيها الضباط الإماراتيين الذين كانوا يقودون العمليات الإماراتية في اليمن والصومال، وهذه العملية كانت بمثابة ردع لشر ومصيبة كانت موجهة على المسلمين، وتم التخلص من المجرمين السفاحين، إن الإمارات كانت ولا تزال تحيك للصومال وأهله المكائد الخطيرة، وتريد أن تفعل بالصومال مثلما فعلت بليبيا واليمن والسودان، ولكن الله كفانا شرهم وعذب كبار ضباطهم بأيدينا”.

وفي الختام أقول للمجاهدين استعدوا للمرحلة الجديدة التي ستدخلها الحرب، وكونوا مستعدين لواجبات أكبر وأصعب من الواجبات السابقة، ومن النصر أن يقر العدو بأنكم تعرفون عن عدوكم أكثر مما يعرفه عنكم، ونوصيكم بأن تجعلوا التقوى زادا لكم، وأن تصبروا وتسمعوا وتطيعوا أمراءكم، وأن تحرصوا على الأخوة بينكم، وأن تكونوا أذلة للمسلمين أعزة على الكافرين، وابذلوا قصارى جهدكم في البحث عن معلومات عدوكم وزيادة معرفتكم، واحرصوا على حفظ أسراركم.

قال الله تعالى (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).

وَآخر ‌دعوانا أَن الْحَمد لله رب الْعَالمين.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، وأستغفرك وأتوبُ إليك.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً، وصلَّى الله وسلَّم وبارَك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا”.

كلمة أمير حركة الشباب المجاهدين بثت باللغة الصومالية وقامت وكالة شهادة الإخبارية بترجمتها للعربية.

 

لتحميل التقرير بصيغة (بي دي أف)