كلمة جديدة للشيخ أبي عبيدة .. أمير حركة الشباب المجاهدين بعنوان “وعد الله لا يخلف الله وعده”:

(شهادة) – وجه أمير حركة الشباب المجاهدين الشيخ أبو عبيدة أحمد عمر كلمة صوتية بمناسبة عيد الأضحى هنأ فيها الأمة الإسلامية عامة والمجاهدين خاصة، وسلط فيها الضوء على الاحتلال الأمريكي للصومال وفساد الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب وواقع الولايات الإسلامية في ظل الشريعة دون أن ينسى أن يوجه رسائل للشعب الصومالي والمهاجرين في شرق إفريقيا وكذا المجاهدين في صفوف حركة الشباب المجاهدين.

ابتدأ الشيخ كلمته التي  ألقاها خلال 27 دقيقة، بتوجيه التهنئة للأمة المسلمة في  كل مكان، وخاصة للمجاهدين وقاداتهم قائلا : “لقد جاء العيد في وقت يعيش فيه المجاهدون حالة نصر وثبات، وفي وقت لا زالت فيه رايات الجهاد ترفرف عاليا تعلن نصر المجاهدين وتمكينهم سواء في أفغانستان أو اليمن أو القوقاز أوالمغرب الإسلامي أو الشام أو الجبهات الأخرى”.

وقد ركز الشيخ في كلمته على تقييم  الحملة العدوانية للتحالف الصليبي الذي تقوده قوات الإتحاد الإفريقي “أميسوم” بدعم أمريكي وأوروبي ضد المسلمين في الصومال، بعد إعلانها منذ عشر سنوات، حيث أشار إلى ضرورة أن يهتم المسلمون بدراسة المرحلة التي تمر بها البلاد وتحليل التدخل العدواني والاحتلال الأمريكي الصارخ ضد المسلمين في الصومال بما في ذلك تطلعاته المستقبلية.

قال الشيخ أبو عبيدة: “لقد بلغ التدخل الأمريكي في الصومال ذروته وشكل تهديدا مباشرا لوجود المسلمين في الصومال ولحقّهم في تقرير المصير”. وأضاف : “لقد أسست الولايات المتحدة قواعد عسكرية في الصومال بالإضافة لقوات المرتزقة التي تديرها بنفسها مباشرة وتسهر على تدريبها وتدفع تكاليفها”.

لم يتوقف دور الولايات المتحدة في الصومال عند هذا الحد حسبما أوضح الشيخ بل عمدت إلى إقامة أنظمة دمى  في الصومال لتحقق أهدافها والتي تقوم سياساتها على نهب ثروات المسلمين والتآمر عليهم لتوصلهم لنهاية مظلمة لا يحصدون منها شيئا سوى ضياع الدين والفوضى والفقر والجهل والقبلية والشقاق والخلافات حول الأراضي التي لا نهاية لها. على حد قوله.

ويجدر بالذكر أن الشيخ أشار إلى قيادة الولايات المتحدة وتحالفها الصليبي لعدة محاولات لشق صفوف المجاهدين بهدف حرفهم عن هدفهم النبيل وإزالة القوة العسكرية الوحيدة التي تمثل عقبة أمامهم في تحقيق أهدافهم في شرق إفريقيا حسب تعبيره.

ولخص الشيخ أهداف الحملة الصليبية التي امتدت لعشر سنوات ضد المسلمين في الصومال، في هدفين رئيسيين:

الهدف الأول كان منع المسلمين من حكم أنفسهم طبقا للشريعة الإسلامية والعيش بتعاليم القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. وبدل ذلك بناء أنظمة مستندة على الديمقراطية أين يستند التشريع فيها على إرادة الشعب، والذي يسمح لهم بتشريع القوانين التي توافق نزواتهم ورغباتهم ويصادقون على أي قوانين توافق أهواءهم.

واعتبر الشيخ هذه الأنظمة مألوفة خلقت من قبل أعداء الإسلام لإهانة دين الله، والسخرية من تطبيق حكم الله، تعلن رفضها الصريح للتطبيق الكامل للشريعة الإسلامية وفي نفس الوقت تعلن التزامها الكلي بما يسمى القوانين الدولية ودساتير الكفر.

وحذر الشيخ من أن هذا يمثل خطرا جديا على الدين الإسلامي كما يحاول اجتثاث الأعمدة الأكثر أهمية التي تستند عليها العقيدة الإسلامية.

أما الهدف الثاني حسب كلمة الشيخ،  فهو استأصال فريضة الجهاد العين التي شنّت ضد الأنظمة المرتدة التي أقيمت في الصومال على يد الولايات المتحدة والتحالف الدولي الصليبي. ولتحقيق ذلك استخدموا كل وسيلة ممكنة متوفرة لكي يعرقلوا المسلمين حتى لا يشاركوا في الجهاد ويستخفوا بكل مسلم يرفض الاستسلام إلى الإذلال ويفضل أن ينصر كلمة التوحيد ولكن الله أحبطهم حسبما أوضح الشيخ.

وسلط أمير حركة الشباب المجاهدين الشيخ أبو عبيدة الضوء على قوتين متعارضتين صعدتا على الواجهة في معركة التحالف الصليبي في الصومال.

القوة الأولى: هي  قوة المجاهدين التي قامت للدفاع عن الإسلام وتطبيق شريعة الله في الأرض، قوة تتطلع لرفع الإذلال عن أمة الإسلام ونشر العدالة بينهم وحفظ ثرواتهم .. تنصر المضطهدين  وتحمي شرف وكرامة النساء المسلمات… قوة موحدة تنوي توحيد المسلمين وتعارض ما يسمى بسياسة الفدرالية التي تقسم الناس وتضع الموانع بين العوائل المسلمة… قوة هدفها أن يؤسس في القرن الإفريقي الدولة الإسلامية التي تقدم الدعم لكل مسلم وتمثل ملجأ آمنا للمؤمنين… قوة يقودها القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وشعارها: (الله مولانا ولا مولى لهم).. قوة تعتمد على الله في حصول الدعم والنصر، وتمضي بمشيئته ولا تساوم على دينه.

أما القوة الثانية حسب كلمة الشيخ الأمير هي : قوة ضد الشريعة الإسلامية يقودها الشيطان ، تعتمد على دساتير الكفر، تكفر بالله وباعت دينها بثمن بخس. قوة ضعيفة تحت قيادة المرتدين تحت سيطرة الولايات المتحدة ومدعومة من قبل الصليبيين الذين هدفهم شن حرب ضد الإسلام، وتحطيم الشريعة الإسلامية ودعم أعداء الإسلام لكي ينهبوا ثروات المسلمين ويسفكوا دمائهم.. قوة تنشر كل أشكال الفساد والخداعوهي ضد وحدة الأمة المسلمة وحقها في تحقيق مصيرهم.

ثم تساءل الشيخ قائلا : “بعد عشر سنوات من الحرب الصليبية  في الصومال؟ ماذا حقق الصليبيون؟”

وأوضح الشيخ أن الصليبيين أخفقوا في إنجاز أي من أهدافهم لمنع تطبيق الشريعة الإسلامية أو تحطيم الجهاد والمجاهدين. كما كشف  عدوانهم على أهدافهم السياسية المتعارضة وطموحات الاحتلال.

وقد أشار الشيخ إلى حالة النظام الحالي في الصومال، الذي أقامته الولايات المتحدة، وأوضح أنه مليء بحالات الفشل والفساد المنتشر، الذي يحيط بكل مؤسسسات هذا النظام.

قال الشيخ ” الهجوم الصليبي كشف ضعف قواتهم وغباوة قيادتهم السياسية، ولوث سمعتهم مهما حاولوا يلمعونها… فحطام ناقلات جنودهم المدرعة ملأ قارعات الطريق بينما امتلأت صفحات الأنترنت بصور جنودهم الموتى وعرباتهم المحطمة، واستغاثات جنودهم الأسرى، والأكاذيب الصارخة من زعمائهم”.

وأضاف:”الهجوم استنزف دمائهم بالكلية ، جسديا واقتصاديا، هم الآن على حافة اليأس ويحاولون الهرب من البلاد.”

وقال أيضا: “أدى الهجوم إلى  مطاردة الصليبيين على طول الطرقات، والاستيلاء على قواعدهم وغنم أجهزتهم العسكرية. ببركة الله، فإن الصليبيين عسكروا في قواعدهم يواجهون أسوء الصعوبات، إلى درجة أنهم لا يمكنهم نقل الغذاء والماء بأمان لقواعدهم.”

وصور الشيخ حالة الجنود قائلا: ” لقد عانى الصليبيون من الهزيمة النفسية العظيمة التي تغلبت على عقولهم وأبقتهم في حالة قلق في الليل وشعروا أن جهودهم كانت عقيمة”.

وأضاف: ” لقد أدى الهجوم إلى استمرار القلق والشعور بعدم الأمان في مدنهم الكبيرة كنتيجة للهجمات الجزائية  التي نفذها المجاهدون للانتقام لدماء المسلمين التي سفكها الكفار.”

وفي المقابل لخص الشيخ في كلمته مكاسب المسلمين بعد عشر سنوات من الحرب ضد الصليبيين “أميسوم”  قائلا:  (المسلمون) “كسبوا قوة عسكرية موحدة دافعت عن دين الله ونصرت المستضعفين وشنت جهادا ضد الكافرين، قوة عسكرية انتقمت لقتلى المسلمين،مع ازدياد وعي الأمة المسلمة وإدراكها، لقد استيقظ المسلمون على عداوة الكفرة بعد أن شهدوا سحق إخوانهم المسلمين تحت إطارات عربات “أميسوم ” في مقديشو والقصف العشوائي ضد المسلمين، مثال على ذلك القصف الأمريكي على قرية صغيرة قرب بلدة جلب، التي قتل فيها سبعة من أفراد نفس العائلة.

وأضاف: “كسب المسلمون مساحات واسعة من الأرض، خالية من هيمنة الصليبيين وتعمل كمؤسسة دولة إسلامية .. كما وصل الجهاد إلى أراضي جديدة بينما قوة الكفرة تضعف”.
وقال الشيخ : “ببركة الله، خلال عشر سنوات ، ورغم كل العقبات فإن الولايات الإسلامية لا زالت قائمة وتطبق الشريعة الإسلامية في العديد من المناطق والمحافظات في الصومال، وأحييت الشعائرالإسلامية ، كالصلاة والصيام والزكاة وكذا تطبيق الحدود ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.

وفي وصفه للولايات الإسلامية قال الشيخ : “الولايات الإسلامية بفضل الله قدمت عدالة الإسلام، لقد قدمت الأمن والأمان، أطفأت نيران العداوة وحلت النزاعات التي أشعلها الأعداء بين المسلمين، الذين وجدوا نظام العدالة الموثوق الصادق… والذي اعترف الأعداء بأنفسهم وشهدوا على سلامته”.

ووجه الشيخ رسالة إلى المسلمين في مقديشو العاصمة الصومالية، لخص فيها واقع الصوماليين الذين يذوقون أشكال الظلم والقمع قابعين تحت رحمة المؤسسات الأجنبية التي سيطرت على قطاع الأمن وعلى الإقتصاد.

وبين سندان التدخل الصليبي ومطرقة النظام المدعوم من الغرب نبه الشيخ إلى أن هذه الأوامر الظالمة تصدر ممن يحملون جوازات سفر أجنبة وليس لديهم رغبة في حفظ وحماية حقوق وثروات المسلمين.

وانتهز الشيخ الفرصة في تقديم  تعازيه الصادقة إلى العوائل وأقرباء المسلمين الذين قتلوا هذا الشهر على يد القوات الأمريكية والحكومة الصومالية  في بلدة باريري، حيث قتل عشر مسلمين حسب كلمة الشيخ كان من بينهم أطفال ومزارعين مشهورين في المجتمع المحلي. وقال الشيخ : “هذه وحوادث مماثلة وقعت في الصومال تمثل شهادة واضحة على عداء الصليبيين ضد المسلمين.”

كما سلط الشيخ الضوء على القصف الأمريكي للمناطق المدنية والذي قال بأنه على أية حال ليس جديدا في العالم الإسلامي ، وأنه سياسة متعمدة ومنظمة تبنتها الولايات المتحدة، ومن غير المحتمل أن ينتهي القصف الأمريكي القاسي على أمتنا المسلمة في وقت قريب. حسبما يرى الشيخ.

وسلط الشيخ الضوء أيضا على السياسات التي وصفها بالجاهلة والتي تعطي التفويض للجيش ووكالة الاستخبارات الأمريكية لذبح المسلمين وقصف بلداتهم والتي وقّع عليها الرئيس الأمريكي ترامب، عندما استلم منصبه، حيث نبه  الشيخ إلى أن  هذه السياسة التي تبنتها الإدارة الأمريكية الجديدة تعتبر الصومال أرض حربوهدف شرعي لضرباتهم الجوية، خصوصا عندما يكون الهدف مسلمون.

ودعا الشيخ المسلمين في مقديشو لأن يدركوا بأن الحرب الأمريكية جاءت للثأر نتيجة”هزيمتهم المذلة في الصومال”، فـ”هم مصممون على ذبح المسلمين” وقد أشار الشيخ إلى  دماء آلاف المسلمين التي سفكت أثناءعمليات قادتها “أونيسوم” و”يونيتاف” في أوائل التسعينات وقال بأنها لم تكفهم.

كما وصف الشيخ  زعماء الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب بالغباء في محاولتهم خداع المسلمين ،ووصفهم بأنهم يعملون كل ما في وسعهم لرضا الأمريكان.

وقال الشيخ : “نخبر شعب مقديشو بأننا نحس أيضا بالعبأ الذي يحملونه، إن هدف الصليبيين  هو إخضاعكم فكونواأقوياء، واسألوا الله العون، إن أبناءكم المجاهدين معكم، لدعمكم ولرفع الظلم عن شعبنا”.

 

وفي خلال كلمته وجه الشيخ الأمير رسالة للمهاجرين في شرق إفريقيا،  قال فيها : “اعلموا أن الجهاد في الصومال ليس فقط للصوماليين، ولا فرضا عليهم لوحدهم، إنه جهاد المسلمين جميعا وفرض عليهم المشاركة فيه ودعمه بأنفسهم وأموالهم ..”وأضاف: “إن الصومال قلعة كل المسلمين وملجأ آمن لكل مسلم هاجر بدينة وحاجاته للعيش تحت ظل الشريعة الإسلامية”.
كما أوصاهم بالثبات على طريق الجهاد والمجد وقال أن على المسلمين في شرق إفريقيا أن يعملوا لتأسيس كيان إسلامي ، لا يقبل أي شكل آخر من التشريع ما عدا شريعة الله ، ويعمل كقاعدة دعم للمسلمين المضطهدين في العالم خاصة في إفريقيا الوسطى.

وختم الشيخ رسالته بتوجيه نصائح للمجاهدين ذكّرهم فيها بإنهم يحملون اليوم راية نبينا محمد  صلى الله عليه وسلم. وأنهم عليهم أن يكونوا على خطاه ويحرصوا على توجيهاته كما دعاهم لعدم الاستهانة بالأهداف التي يسعون إليها والتي من أهمها نصرةالمسلمين في فلسطين وتخليصهم من ظلم اليهود الصهاينة، وأيضا تقديم الدعم لجميع المجاهدين في الأرض،  وأن عليهم أن يعلموابأن ثمن الجهاد باهظ وتجارة الله الجنة. وأن وعد الله لا يتحقق بالضعف أو من خلال التخيلات والرغبات العقيمة، أو من خلال التهور والأوهام، بل تنجزه القلوب التي ملؤها تقوى الله الملتزمة بأوامره ، تنجزه بالثبات في الجبهات بالصبر والتضحية، بالمسابقة نحو ميادين المعارك والاستشهاد، فلا يتحقق حتى تسكب دماءنا على الأرض، وحتى نعمل بلا كلل وننجز الأهداف التي اتفقنا عليها حسب تعبير الشيخ. كما أضاف: ” احذر من ذنوبك أكثر من أن تحذر من أعدائك”، وأوصاهم بالاستغفار والتوبة ، وأن يكونوا فرسانا بالنهار ورهبانا بالليل،والحرص على الوحدة وحذّرهم من الخلاف والشقاق.

كلمة الشيخ الصوتية متوفرة على قناة الناشر الرسمي للمؤسسة الكتائب، الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية.