قصوفات أمريكية جنوب الصومال تقتل مدنيين من بينهم رضيع في حين تتجاهلهم أفريكوم وتصرّ على أنهم مجاهدين

تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية

قصف الطيران الأمريكي يوم أمس عدة مرات في مدينة كونيا برو 250 كم جنوب العاصمة مقديشو و3 مناطق أخرى من ولاية شبيلى السفلى الإسلامية ما أدى لإصابة ومقتل 4 مدنيين.

 

وأكد شهود عيون في كونيا برو مقتل طفلة رضيعة لم يتجاوز عمرها العشرين يوما، ومعلما لتحفيظ القرآن، إضافة لإصابة أم الرضيع وطفل آخر عمره 10 سنوات.

 

كما أكد الشهود على أن القصف استهدف منازلا للمدنيين ومحلات تجارية في وقت متأخر من الليل.

 

وقد حصلت وكالة شهادة الإخبارية على صور للضحايا الذين قتلوا في هذا القصف وللتدمير الذي نال من منازل المدنيين.

 

وتؤكد الصور حقيقة أن القتلى مدنيين بما فيهم الرضيعة.

 

 

أفريكوم تتجاهل

من جهتها قالت القيادة الأمريكية أفريكوم بأنها قصفت 4 مرات في 3 مناطق من ولاية شبيلى السفلى وقتلت اثنين من عناصر حركة الشباب المجاهدين.

 

وبحسب بيان أفريكوم استهدفت الطائرات الأمريكية بضربتين مدينة كونيا برو وبضربة ثالثة  منطقة أوديغلي، وضربة رابعة بجانب جنالي حوالي 75 كم جنوب العاصمة.

 

لكن شهود عيان أكدوا على أن الطيران الأمريكي نفّذ عدة قصوفات وإطلاق نار وليس 4 قصوفات فقط.

 

وينكر بيان أفريكوم إصابة أي مدنيين في الهجوم في حين تؤكد الصور من موقع الهجوم سقوط مدنيين. وكذلك أكدت هذا الخبر وكالة أناضول.

 

وليست المرة الأولى التي تنكر فيها أفريكوم سقوط مدنيين وقد سلط تقرير للأمم المتحدة لفريق الرصد للصومال وإريتريا لعام 2018 الضوء على تجاوزات القيادة الأمريكية وتجاهلها قتل المدنيين في الصومال على الرغم من إثبات تحقيقات حقوقية مستقلة بالبيّنات مقتل مدنيين في الغارات الأمريكية في البلاد.

 

ويرى المراقبون أن تجاهل القيادة الأمريكية لهذه الحقائق الدامغة التي تؤكد تجاوزاتها بحق المدنيين في الصومال يقوي أكثر المعارضة الشعبية الصومالية للتدخل الأمريكي في بلادهم ويسهل مهمة حركة الشباب في قتال الأمريكيين ومن تحالف معهم.

 

ويجدر الإشارة إلى أن ارتفاع معدل القتلى المدنيين قد تصاعد بشكل ملحوظ منذ استلم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زمام القيادة في البيت الأبيض ورفع الشروط المقيدة للضربات التي تخفف من وقوع مدنيين في القصوفات الأمريكية، إضافة لتوسيع الرئيس الأمريكي لصلاحيات القصف ومساحة أهدافه بغض النظر عن سلامة المدنيين.

 

واشنطن تراجع سياستها

وبعد تأكيد تقارير أمريكية عزم واشنطن سحب قواتها من الصومال وتخفيف ضرباتها الجوية، يرى المراقبون تراجعا للإدارة الأمريكية في هذه السياسة نتيجة الانتقادات الدولية لها والضغوط من دوائرها الاستخباراتية والعسكرية، حيث أعلنت الأخيرة بدل سحب القوات، بأنها سترسل قوات جديدة إلى الصومال لمساعدة قواتها المتواجدة هناك لقتال حركة الشباب المجاهدين. وذلك في الأسبوع الأخير من يناير الماضي. ومن المتوقع أن يكون قد وصل 130 جنديا أميركيا جديدا من ولاية نيوجيرسي، إلى القاعدة العسكرية الأميركية ببلاد القرن الإفريقي.

 

وتعترف أفريكوم بوجود 500 من القوات الأمريكية في الصومال، حيث تتخذ من قاعدة «بلي دوغلي»  في ولاية شبيلي السفلى قاعدة رئيسية، تنطلق منها.

 

وقد تعرضت القاعدة مؤخرا لقصف من حركة الشباب المجاهدين أودى بحياة 3 جنود أمريكيين.