فشل محادثات الهدنة في غزة ومطالب لتعليق التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي لقتله الصحفيين

قال مصدران أمنيان مصريان يوم الأحد إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق في المحادثات التي جرت في القاهرة من أجل وقف إطلاق النار في غزة، حيث لم توافق حماس ولا الاحتلال الإسرائيلي على العديد من الحلول التي قدمها الوسطاء، مما يزيد الشكوك إزاء فرص إحراز تقدم في أحدث الجهود لإنهاء الحرب المستمرة منذ 10 أشهر.

وغادر وفد الاحتلال الإسرائيلي المؤلف من 13 عضوا، والذي وصل إلى القاهرة في وقت سابق من أمس الأحد.

كما غادر أيضا ممثلو حركة حماس الفلسطينية، الذين جاؤوا من الدوحة للاطلاع على تقدم المحادثات غير المباشرة.

ونظرا لأن حماس والاحتلال لا تتفاوضان بشكل مباشر مع بعضهما البعض، فإن الولايات المتحدة وقطر ومصر تعملان كوسطاء.

وصرح مسؤول رفيع المستوى في حماس أن الاحتلال الإسرائيلي يجب أن يلتزم بالوعود التي قطعها في أوائل تموز/يوليو وبخطة السلام التي اقترحها الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وقال إن حماس مستعدة لتنفيذ الترتيبات المتفق عليها سابقا. كما يجب أن تشمل أي اتفاقيات بشأن الحرب وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة.

وتتضمن نقاط الخلاف الرئيسية في المحادثات الجارية بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر وجود الاحتلال الإسرائيلي في ما يسمى بمحور فيلادلفيا (صلاح الدين)، وهو شريط ضيق من الأرض يبلغ طوله 14.5كيلومتر على امتداد الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر.

وقال مصدر مصري إن الوسطاء طرحوا عددا من البدائل لوجود قوات الاحتلال الإسرائيلي على ممر فيلادلفيا وممر نتساريم الذي يمر عبر وسط قطاع غزة، لكن الطرفين لم يقبلا أي منها.

وأضافت المصادر أن الاحتلال أبدى أيضا تحفظات بشأن عدد المعتقلين الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم حيث طالبت الاحتلال بخروجهم من غزة إذا تم الإفراج عنهم.

وقالت مصادر إعلامية إن مسألة ما إذا كان يمكن لقوات الاحتلال الإسرائيلي البقاء على طول حدود غزة مع مصر في حالة وقف إطلاق النار تظل نقطة خلاف.

ويشتبه الاحتلال في أن حماس، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية، تستخدم هذه الحدود لتهريب الأسلحة، بينما تصر حماس على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة.

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لنظيره الإيطالي أنطونيو تاياني إن طهران لا تسعى إلى زيادة التوتر في الشرق الأوسط. وأضاف أن رد إيران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسماعيل هنية في طهران سيكون”حاسما ومحسوبا”.

وتقول إيران إن “إسرائيل” تقف وراء اغتيال هنية في 31 يوليو/ تموز، والذي وصفه عراقجي في تعليقات نقلتها وسائل إعلام إيرانية رسمية بأنه “انتهاك لا يغتفر لأمن إيران وسيادتها”. ولم يعلن الاحتلال الإسرائيلي أو ينف مسؤوليته عن مقتل هنية في العاصمة الإيرانية.

وقال عراقجي لنظيره الإيطالي تاياني عبر الهاتف، وفقا لبيان حول الاتصال نشرته وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الاثنين”إيران لا تسعى إلى تصعيد التوتر. ومع ذلك فإنها لا تهابه”. وأضاف أن رد إيران سيكون “حاسما ومحسوبا ودقيقا”، وفقا للبيان.

 

الدعوة إلى تعليق التعاون مع  الاحتلال الإسرائيلي

صحفيون فلسطينيون في خان يونس يقفون احتجاجاً على الهجمات الإسرائيلية على الصحفيين، حاملين صورة زميلهم الفلسطيني حمزة مرتجى، الذي توفي خلال الهجمات الإسرائيلية في غزة في 21 أغسطس/آب 2024

وحثت نحو 60 منظمة إعلامية وحقوقية يوم الاثنين الاتحاد الأوروبي على تعليق اتفاقية التعاون مع “إسرائيل” وفرض عقوبات، متهمة إياها بـ “قتل الصحفيين” في غزة.

وقالت المنظمات في بيان مشترك: “ردًا على العدد غير المسبوق من الصحفيين الذين قُتلوا، وانتهاكات أخرى متكررة لحرية الصحافة من قبل السلطات الإسرائيلية منذ بدء الحرب مع حماس، تدعو مراسلون بلا حدود و59 منظمة أخرى، الاتحاد الأوروبي إلى تعليق اتفاق الشراكة مع إسرائيل، وفرض عقوبات ضد المسؤولين”.

تأتي هذه الرسالة قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الخميس 29 أغسطس/آب.

ومن بين الموقعين على الرسالة لجنة حماية الصحفيين ومنظمة هيومن رايتس ووتش.

ووصف البيان الفترة التي أعقبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والهجوم من الاحتلال الإسرائيلي الانتقامي المدمر على قطاع غزة بأنها “الأكثر دموية للصحفيين منذ عقود”.

وأوضح البيان مقتل أكثر من 130 صحفياً وإعلامياً فلسطينياً على يد الجيش الإسرائيلي في غزة منذ 7 أكتوبر، “قُتل ما لا يقل عن 30 منهم أثناء أداء عملهم، كما قُتل ثلاثة صحفيين لبنانيين وصحفي إسرائيلي خلال نفس الفترة”.

وأكد البيان أن “القتل المستهدف أو العشوائي” للصحفيين، سواء ارتكب عمداً أو بتهور، يعد “جريمة حرب”.

جدير بالذكر أن اتفاقات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والدول غير الأعضاء، هي معاهدات تحكم العلاقات الثنائية، التي تجمل التجارة فيما بينها.

وقالت يولي مايرزاك، رئيسة مكتب مراسلون بلا حدود في بروكسل، إن المادة الثانية من الاتفاق تنص على “احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية”.

وأضافت أن الحكومة الإسرائيلية “تسحق” هذه المادة، مشددة على ضرورة أن يبذل الاتحاد الأوروبي “الشريك التجاري الرائد لإسرائيل” قصارى جهده لضمان توقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ما وصفتها بـ”مذبحة الصحفيين”.

كما أكدت على ضرورة أن يضمن الاتحاد الأوروبي “احترام الحق في الحصول على المعلومات وحرية الصحافة”، من خلال تمكين الإعلام من الوصول إلى غزة.