رصد فيروس “إيبولا” في تنزانيا وتحذيرات للمواطنين الأمريكيين والبريطانيين
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
طالبت وزارت الخارجية الأمريكية مواطنيها يوم الجمعة بتوخي الحذر الشديد عند زيارة تنزانيا بعد رصد حالات وفاة بفيروس إيبولا في العاصة دار السلام، وهو ما ترفض الحكومة التنزانية الاعتراف به.
تحذيرات مماثلة عمّمتها بريطانيا بين مواطنيها لنفس السبب.
وسافر رئيس مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة إلى تنزانيا بتوجيه من وزير الصحة الأمريكي أليكس عازار، الذي انتقد الحكومة التنزانية لعدم مشاركتها المعلومات بشأن فيروس الإيبولا مؤكدًا على أنه يحيط علما بحالة الوفاة في تنزانيا وأن الحكومة أبلغت عن حالتين مشتبه بهما تبين أنهما مصابتان بفيروس إيبولا.
وقال للصحفيين: “إن حكومة تنزانيا مع ذلك، لم توفر العينات أو نتائج تحليل حالة الوفاة، كما أنها لم توفر أي معلومات أخرى” .
من جانبها تنكر تنزانيا بشدة التقارير التي تؤكد رصد الإيبولا في البلاد مما عرضها لضغوط متزايدة من أجل تقديم تفسير مقبول.
ويرى المراقبون أن إنكار تنزانيا يدفعه خشيتها من عدم إقبال السياح لزيارتها مما يهدد قطاع السياحة أحد أهم قطاعات الدخل في البلاد. فخبر انتشار الإيبولا سيؤدي إلى انخفاض كبير في عدد السياح وبالتالي إلى انخفاض في مستوى الدخل.
وقال توم إنجليزبي، مدير مركز الأمن الصحي بجامعة جونز هوبكنز في بلومبرج، مع بدء الحكومات بتحذير السياح من خطر محتمل للإيبولا في البلاد، فإن تنزانيا – التي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على السياحة – قد تبدأ بدفع ثمن امتناعها عن مشاركة المعلومات بحسب ما نشر موقع ستايت نيوز.
وأعلنت السلطات في شرق ووسط إفريقيا حالة تأهب قصوى لاحتمال انتشار الإيبولا من جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث أدى تفشي المرض لمدة عام إلى مقتل أكثر من 2100 شخص.
وتشترك تنزانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية في الحدود التي تفصل بينها بحيرة.
وقالت منظمة الصحة العالمية في وقت متأخر من يوم السبت بأنها أُبلغت في العاشر من سبتمبر / أيلول بوفاة امرأة مريضة في دار السلام، وأُبلغت بشكل غير رسمي في اليوم التالي أن المرأة توفيت في 8 سبتمبر الجاري جراء إصابتها بفيروس إيبولا.
وفي بيان نهاية الأسبوع، قالت منظمة الصحة العالمية بأنها أبلغت بشكل غير رسمي أن تنزانيا لديها حالتان محتملتان من مرض الإيبولا.
واتخذت منظمة الصحة العالمية نتيجة ذلك خطوة غير معتادة لتنبيه العالم بأنها تلقت معلومات استخبارية موثوقة تفيد بأن تنزانيا قد تكون لديها حالة أو عدة حالات للإيبولا. وسرد البيان بالتفصيل الخطوات التي اتخذتها الوكالة ومقرها جنيف للحصول على معلومات من السلطات التنزانية، التي لم تستجب للطلب الأولي للحصول على المعلومات المطلوبة.
وانتشرت الشائعات منذ منتصف سبتمبر حول اختبارات فيروس إيبولا الإيجابية وأخبار الحجر الصحي في تنزانيا.
وبموجب اللوائح الصحية الدولية، وهي معاهدة عالمية وقّعت عليها تنزانيا، يتعين على الدول الموقّعة إخطار منظمة الصحة العالمية على الفور عندما تتفشى الأمراض المعدية الخطيرة التي يمكن أن تشكل خطرًا على جيرانها والعالم. وفي المقابل تحمي المعاهدة البلدان التي تفشى فيها المرض عن طريق إصدار تعليمات للدول الأخرى بعدم اتخاذ إجراءات لتقييد التجارة أو السفر.
وعلى صعيد متصل بفيروس الإيبولا، كشفت أوغندا مؤخرا عن حاجتها إلى المزيد من لقاح الإيبولا لحماية العاملين في قطاع الصحة، وهو طلب أثار القلق من حيث أن تطعيم العاملين في القطاع الصحي بالقرب من حدود أوغندا مع جمهورية الكونغو الديمقراطية قد لا يكون كافيًا لحماية النظام الصحي من انتقال فيروس إيبولا.
وغالبًا ما تنطلق فيروسات الإيبولا عبر الحالات غير المكتشفة في المستشفيات ومن خلال إصابات العاملين في قطاع الصحة الذين يعتقدون أنهم يعالجون الملاريا أو غيرها من الأمراض التي يمكن الخلط بينها وبين الإيبولا في مراحلها المبكرة.
ويستوجب التعامل مع فيروس إيبولا الحجر الصحي لأي شخص يُعتقد أنه كان على اتصال بأشخاص يشتبه بإصابتهم بالمرض، كما يجب تحذير الناس بتكثيف احتياطات النظافة وغسل اليدين.