حماس تنعى قائدها يحيى السنوار والتساؤلات حول مصير حركة المقاومة الفلسطينية

نعت حركة المقاومة الفلسطينية حماس، قائدها يحيى السنوار بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتله إثر قصف منزل كان يقيم به هو واثنان من مقاتلي الحركة في حي تل السلطان في رفح في قطاع غزة .

وكان السنوار يحمل عدته القتالية ويتنقل في منطقة خطيرة على بعد أمتار من مناطق عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي في رفح.

 

صور الاعلام الاسرائيلي لجثمان يحيى السنوار

 

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الجمعة بالانتهاء من تشريح جثة السنوار بعد إعلان الاحتلال قتله “صدفة” في الاشتباك مع جنوده في رفح جنوبي قطاع غزة.

وأوضحت صحيفة “إسرائيل اليوم” الانتهاء من تشريح جثة السنوار في معهد أبو كبير للطب الشرعي والاحتفاظ بها في مكان “سري”، مشيرة إلى أنه من الممكن استخدام الجثة ورقة مساومة في المستقبل.

وأضافت الصحيفة أن نتائج التشريح أظهرت أن السنوار أصيب بعيار ناري في رأسه وقتل برصاصة أطلقت عليه من مسافة بعيدة، إلى جانب إصابته بسقوط قذيفة وتم العثور على شظايا في جثته، في حين أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بقطع أصبع السنوار فور الاشتباه بقتله وإرساله لفحص البصمات. وقطع قوات الاحتلال أصبح سبابته كما تظهر الصور التي تداولها الإعلام.

 

ما فعله السنوار قبل لحظات من اغتياله

 

 

 

بحسب التقارير، وصلت دبابة وتعزيزات عسكرية إلى مكان الحادث. وفي تلك اللحظة، صعد السنوار إلى الطابق الثاني من المبنى الذي كان يختبئ فيه، فأطلقت دبابة قذيفة عليه. ويبدو أن السنوار أصيب بنيران الدبابة وجرحت يده. وبعد أن دخل الجنود المبنى، قام بإلقاء قنبلتين يدويتين نحو الجنود؛ مما أدى إلى انسحاب الجنود، ليستخدموا طائرة بدون طيار لمسح المبنى، ورصدت الطائرة المسيّرة رجلًا ملثّمًا مصابًا في يده.

وحينما رأى السنوار الطائرة المسيّرة قام بقذفها بقطعة خشب. وفي تلك اللحظة أطلقت الدبابة قذيفة أخرى عليه؛ مما أدى إلى استشهاده. وفي الوقت نفسه حصل تبادل لإطلاق النار في المبنى الذي انتقل إليه المقاتلان الآخران، وخلال تبادل إطلاق النار أصيب مقاتل من الكتيبة 450 بجروح خطرة.

ووفق الرواية الإسرائيلية، بادرت قوات الاحتلال للاشتباك مع هؤلاء الأشخاص دون أن تتمكن من تحديد هوياتهم، في حين لجأ أحدهم -تبين لاحقا أنه السنوار- بمفرده إلى أحد المباني، قبل أن تمسح طائرة مسيّرة إسرائيلية المنطقة.

 

وتظهر الصور التي نشرها الجيش الإسرائيلي السنوار وهو ملثم ويجلس على أحد المقاعد ويلقي لوحا خشبيا نحو مسيّرة إسرائيلية، قبل أن يتم استهدافه بإطلاق قذيفة دبابة على المبنى الذي “عثر على السنوار داخله يرتدي سترة واقية فيها مخازن رصاص وعدد من القنابل اليدوية ومعه مسدس”.

وفشلت قوات الاحتلال في الوصول للسنوار منذ سنة وهي تعتبره أول أهدافها في حملتها العسكرية باعتباره مهندس هجوم السابع من أكتوبر تشرين أول 2023. بينما يظهر أن السنوار كان يتحرك فوق الأرض وليس تحتها ويتنقل في مناطق الاشتباكات بكامل عدته القتالية.

بدأت أخبار قتل السنوار تتداول في الإعلام الإسرائيلي منتذ منتصف يوم الخميس وانتشرت صور عبر الانترنت لجثة محاطة بالركام قيل إنها ليحيى السنوار. وتكشف المزيد من تفاصيل الوصول إلى السنوار إلى أن تأكدت السلطات الإسرائيلية من أن الجثة هي فعلا ليحيى السنوار.

 

“الحرب لم تنته بعد”

 

لقد قتلت إسرائيل كل قادة حماس منذ تسعينيات القرن الماضي، ولكن كان هناك دائماً خليفة

وشكل مقتل السنوار لحظة فارقة في مسار الحرب في قطاع غزة بالنسبة لإسرائيل وحلفائها، ومناسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتأكيد أن إدارته للحرب بدأت تؤتي نتائجها. وقال نتنياهو في كلمة قصيرة مصورة ” لقد تمت تصفية يحيى السنوار على أيدي جنودنا.. لكن الحرب لم تنته بعد.. وعلينا استعادة المختطفين”.

وفي إشارة منه إلى استمراره على نهج الحرب قال نتنياهو “المهمة لم تكتمل… حماس لن تحكم غزة بعد الآن … سنواصل الحرب بكامل القوة حتى إعادة الرهائن.. لدى الشرق الأوسط فرصة لوقف محور الشر وإحلال السلام والازدهار”. على حد تعبيره.

 وتوالت ردود الفعل من واشنطن أكبر حلفاء الاحتلال. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن “مقتل يحيى السنوار يمثل يوما جيدا لإسرائيل والولايات المتحدة والعالم… الفرصة سانحة الآن لليوم التالي في غزة دون سيطرة حماس على السلطة…وأتمنى أن تنتهي الحرب قريبا.”

واعتبرت الولايات المتحدة مقتل السنوار إنجازا كبيرا على طريق تحرير الرهائن الإسرائيليين. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن مقتل السنوار فرصة لإيجاد طريق للتوصل لاتفاق لاستعادة الرهائن… لقد كان السنوار يسعى لتأجيج الفوضى وسنواصل العمل مع “إسرائيل” وقطر ومصر من أجل إطلاق سراح الرهائن”.

وعلى مدى الساعات التي تلت الإعلان عن مقتل السنوار تعالت العديد من الأصوات الدولية الداعية الى استغلال رحيل السنوار لوقف الحرب على غزة وعقد صفقة لإعادة المختطفين الإسرائيليين وأطلاق الأسرى الفلسطينيين وإحياء المفاوضات عبر الوسيطين المصري والقطري سعيا إلى اتفاق ينهي القتال.

 

من سيخلف السنوار؟

عندما اغتيل إسماعيل هنية في طهران لم يكن اسم يحيى السنوار متداولا ضمن القائمة المحتملة لتولي منصب رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، وكان ذلك مرتبطا باعتبارات تتعلق بتواجده في غزة وصعوبة انتقاله والتواصل معه، فضلا عن كونه “مهندس” هجوم السابع من أكتوبر مما يجعل عملية المفاوضات معقدة في حال اختياره.

لكن سرعان ما تبين أن التحليلات والتكهنات كانت تذهب بمسار والواقع الفعلي بآخر، حيث حصلت المفاجأة في التاسع من شهر أغسطس الماضي بإعلان حماس رسميا تولي السنوار زعامة الحركة من موقعه الذي لم يكن معروفا في قطاع غزة.

في أعقاب الإعلان الإسرائيلي عن مقتل يحيى السنوار، تتجدد الأسئلة بشأن مستقبل قيادة الجماعة الفلسطينية المسلحة ومصير قادتها السياسيين والعسكريين الآخرين.

لا يعتبر السنوار اسما عاديا في حماس سواء قبل توليه مهمة هنية أو بعدها، وبعد إعلان مقتله باشتباك في رفح تثار تساؤلات عن الاسم الذي سيخلفه في القيادة.

وتذهب التساؤلات أيضا باتجاه الوضع العام الذي ستكون عليه الحركة على المستوى السياسي والعسكري في المرحلة المقبلة، والتأثيرات التي قد تتعرض لها بمقتل السنوار، وهو الرجل الذي تزعم الجماعة بالكامل لـ69 يوما فقط (من تاريخ التاسع من أغسطس وحتى 17 من أكتوبر).

 

احتمالات

ويُعتبر السنوار العقل المدبر وراء الهجمات التي شنتها حماس ضد “إسرائيل” في السابع من أكتوبر، وطالما وصفه المسؤولون الإسرائيليون بـ”الرجل الميت الذي يمشي على الأرض”، في إشارة منهم إلى المساعي القائمة لتصفيته.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إبراهيم المدهون أن “غياب السنوار سيترك فراغا كبيرا في حماس”، لكنه يقول إن الأخيرة “حركة مؤسسات ولكل ملف فيها إدارة معينة”، كما الحال بملف التفاوض الذي يمسك به خليل الحية.

كما يضيف المدهون لموقع “الحرة” أن الحالة الطارئة التي تعيشها حماس والشعب الفلسطيني الآن ستدفع القيادات الميدانية والسياسية في الحركة لكي تستمر بعمليات الإدارة، كل من موقعه.

وينطبق ما سبق أيضا على صعيد عمل وأدوار المجلس القيادي في الخارج، الذي تم تشكيله بعد اغتيال إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران.

فيما يتعلق بالاسم الذي سيخلف السنوار يشير الكاتب إلى قادة بارزين آخرين، مثل خالد مشعل وموسى أبو مرزوق وزاهر جبارين، كما يوضح أنه يوجد مجلس شورى من حقه أن يعين رئيس الحركة. 

ويستعرض في المقابل 3 احتمالات قد تتبع الحركة أحدها في المرحلة المقبلة:

الاحتمال الأول: أن يبقى الحال كما هو عليه، إذ يوجد مجالس قيادية وقيادات سياسية وميدانية ومفصلية تتابع عملها بطريقة الطوارئ والحرب.

الاحتمال الثاني: أن يتم إعلان اسم رئيس الحركة عبر مجلس الشورى، ويعتقد المدهون أنه يمكن عقده بحضور من يتوفر.

الاحتمال الثالث: أن لا يتم الإعلان عن خليفة السنوار، في سيناريو شبيه لما حدث في 2004 عندما تم قتل القائد الذي خلف عبد العزيز الرنتيسي.

الاحتمالات من الجانب الإسرائيلي والمتعلقة بخليفة السنوار تذهب في المقابل باتجاه خالد مشعل المقيم في قطر، كما يقول الباحث السياسي الإسرائيلي، يوآف شتيرن لموقع “الحرة”.

ويعتقد أن مشعل قد يأخذ على عاتقه المزيد من المسؤوليات، سواء في مكتب حماس في الخارج وربما يعيد تشغيل منصب رئيس المجلس السياسي للحركة.

ومن جانبه يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، حسان الدجني أن الشخص الذي سيخلف السنوار سيكون “أمره منوطا بمؤسسات حماس الشورية وهي حركة فتية بها من القيادات والنخب الكثير”.

ويقول الدجني لموقع “الحرة” إن الحركة “لن تعجز على اختيار الشخص المناسب”.

ويقدّر أن يكون أن السيناريو المرجح هو تقلد خالد مشعل أو خليل الحية للمنصب.

ومع ذلك “لا يمنع أن تفاجئ الحركة الجماهير باسم ربما غير معروف أو يعتقد الاحتلال أنه اغتالته، بحسب حديث أستاذ العلوم السياسية.

 

الكابوس للاحتلال

 

 

يعتبر الدجني أن السنوار شكل “كابوسا” لإسرائيل في حياته وسيشكل “كابوسا” آخرا في مماته لعدة أسباب.

أول تلك الأسباب أن “الصورة التي ترسخت داخل الوعي الجمعي أنه لم يختبئ في نفق ولم يجلس بين خيام النازحين ولم يهرب للخارج وكان مرتديا البدلة العسكرية يقاتل إسرائيل حتى بعصاه”.

وترتبط الثانية بأن “إسرائيل لم تفهم بعد أن المقاومة هي من تفرز القيادات وليس العكس، وأن نهاية المقاومة لن تكون إلا بوضع حلول لمبررات وجودها والمتمثل في وضح حلول لجذر الصراع وهو احتلال إسرائيل للأرض الفلسطينية”، وفق حديث الدجني.

لكن الباحث شتيرن يرى المشهد مغايرا لذلك، ويشير إلى عدة تساؤلات تفتحها حادثة مقتل السنوار.

بين تلك التساؤلات: ما سيحدث في داخل غزة؟ هل حركة حماس لديها الإمكانية على الوقوف؟ وكيف ستتخذ القرارات؟ من الشخصية التي ستأخذ القرار؟ وهل سينصاع كل العناصر الآخرين لها أم لا؟

وعلى أساس ذلك يعتقد شتيرن أن “هذه المرحلة هي فترة امتحان كبيرة جدا لحماس، ولكي تثبت أنها بقيت يحب عليها اتخاذ القرار بشكل مستمر”.

ورغم أن عملية اتخاذ القرار ستكون صعبة بالنسبة للحركة سيكون لها تأثيرات أيضا على “إسرائيل”.

ويوضح الباحث حديثه بالقول إن “إسرائيل تريد أن تعيد الرهائن لبيوتهم سالمين.. وهذا يترتب عليه أن تبقى الحركة بموقف اتخاذ قرار”.

 

هل ستتأثر حماس؟

يوضح الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، حسن أبو هنية أن حماس سبق وأن شهدت العديد من حوادث قتل واغتيال القادة الكبار، ولم يؤثر ذلك على هيكلها العام الداخلي والخارجي.

وبينما يقول الآن إنها ستضعف بغياب السنوار يضيف لموقع “الحرة” أن “من الصعب القضاء عليها بشكل كامل، لأنها إيديولوجيا وفكرة وهيكل تنظيمي له جناح سياسي اقتصادي مدني وعسكري، ومتجذرة في النسيج الاجتماعي بغزة”.

لكن في المقابل يرى المحلل السياسي الإسرائيلي، إيلي نيسان أن “السنوار كان رمزا بالنسبة لحماس”، وأنه لن يكون من السهل على الحركة تعيين قيادي بذات القدر والقدرة.

ويرجح نيسان في حديثه لموقع “الحرة” أن “تبدأ صراعات بين حماس الداخل وحماس الخارج، الأمر الذي سيزيد من حالة ضعفها”.

وتنفرد حماس على صعيد الهيكل التنظيمي عن باقي “الحركات الجهادية”، على حد تعبير أبو هنية.

ويشرح أنه ورغم تعرضها لنكسات عديدة من اغتيال قادة واعتقال آخرين “لم تشهد في تاريخها على الإطلاق أي عملية انشقاق”.

ويضيف أن “مفهوم الانشقاق غير موجود في الحركة، فيما تظل الاختلافات موجودة بين الخارج والداخل وحتى داخل الجناح العسكري، دون أن تتطور إلى مسارات أكبر”.

ويعتبر الباحث الإسرائيلي، شتيرن أن “السنوار كان يقود حماس بطريقة ديكتاتورية وكزعيم ذو كاريزما”، ولذلك سيكون من الصعب اختيار الشخصية التي ستخلفه.

كما يضيف أن “الكارثة التي جاء بها لغزة تدل على عمق إمكانياته كقائد”.

ويعتقد أبو هنية أن “غياب السنوار لن يشكل فارقا كبيرا، وقد تعطي صور مقتله كمقاتل ميداني يواجه في اللحظة الأخيرة دافعا للبقية في غزة”، ويؤكد أيضا على فكرته بأنه “من الصعب القضاء على حركة متجذرة في غزة ومع وجود قضية عادلة تزيد من الإيديولوجيا والتماسك على صعيد الهيكلية”.

 

من هو يحيى السنوار؟

 

 

ولد يحيى السنوار عام 1962 في مخيم للاجئين في خان يونس، في قطاع غزة. كان عمره خمس سنوات عندما استولت إسرائيل على القطاع من مصر في حرب الشرق الأوسط عام 1967.

كانت عائلته من بين أكثر من 700 ألف فلسطيني فروا أو طردوا من منازلهم على يد القوات الإسرائيلية في حرب عام 1948 التي انتصرت فيها “إسرائيل” وأعلنت استقلالها.

تنحدرعائلته من المدينة المعروفة الآن باسم عسقلان، والتي تقع بالقرب من الحدود الشمالية لقطاع غزة.

في العشرينيات من عمره، أدين من قِبل الاحتلال بقتل أربعة مخبرين فلسطينيين. وخلال 22 عاماً في السجن، تعلم العبرية ودرس عدوه واعتقد أنه توصل إلى كيفية محاربتهم. وهو ما يعني أيضاً أن “إسرائيل” لديها سجلات أسنانه وعينة من حمضه النووي، ما يُمكّنها من تحديد هوية الجثة إذا كانت له أم لا.

تم إطلاق سراح السنوار ضمن أكثر من 1000 سجين فلسطيني في صفقة تبادل في عام 2011 مقابل جندي إسرائيلي واحد، جلعاد شاليط.

في السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023، في سلسلة من الهجمات المخطط لها بعناية، ألحق السنوار ورجاله أسوأ هزيمة بالاحتلال على الإطلاق، وصدمة جماعية لا تزال محسوسة بعمق.

قتْلُ نحو 1200 إسرائيلي واحتجاز الرهائن واحتفالات أعدائهم، أعاد إلى عقول الكثير من الإسرائيليين محرقة النازية.

لا بد أن تجربة السنوار في تبادل الأسرى أقنعته بقيمة وقوة أخذ الرهائن.

 

مصير الأسرى مجهول

وفي تل أبيب، تجمعت عائلات الرهائن الـ 101 المتبقين في غزة ـ وتقول “إسرائيل” إن نصفهم ربما ماتوا بالفعل ـ في الساحة التي تجمعوا فيها منذ عام، وحثوا الحكومة الإسرائيلية على إطلاق مفاوضات جديدة لإعادة أبنائهم إلى ديارهم.

وناشدت عيناف زانغاوكر، والدة الرهينة ماتان زانغاوكر، رئيس الوزراء قائلة: “نتنياهو، لا تدفن الرهائن. اخرج الآن إلى الوسطاء والجمهور واعرض مبادرة إسرائيلية جديدة، بالنسبة لمتان وبقية الرهائن في الأنفاق، فقد نفد الوقت. لديك صور النصر. الآن أحضر صفقة!”

وأضافت: “إذا لم يستغل نتنياهو هذه اللحظة ولم ينهض الآن لعرض مبادرة إسرائيلية جديدة ـ حتى على حساب إنهاء الحرب ـ فهذا يعني أنه قرر التخلي عن الرهائن في محاولة لإطالة أمد الحرب وتعزيز حكمه، لن نستسلم حتى يعود الجميع”.

يعتقد العديد من الإسرائيليين أن نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب في غزة لتأجيل يوم الحساب عن دوره في الإخفاقات الأمنية التي سمحت للسنوار ورجاله باقتحام “إسرائيل”، وتأجيل ربما إلى أجل غير مسمى استئناف محاكمته بتهم فساد خطيرة.

ينفي نتنياهو هذه الاتهامات، ويصر على أن ما يسميه “النصر الكامل” في غزة على حماس فقط هو الذي سيعيد الأمن الإسرائيلي.

ومثلها كمثل المؤسسات الإخبارية الأخرى، لا تسمح “إسرائيل” لبي بي سي بالدخول إلى غزة إلا في رحلات نادرة تحت إشراف الجيش.

في خان يونس المدمرة، مسقط رأس سنوار، قال فلسطينيون أُجريت معهم مقابلات لبي بي سي من قبل صحفيين مستقلين محليين موثوق بهم، إن الحرب ستستمر.

وقال الدكتور رمضان فارس: “هذه الحرب لا تعتمد على سنوار أو هنية أو مشعل، ولا على أي زعيم أو مسؤول، إنها حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني، كما نعلم جميعاً ونفهم. القضية أكبر بكثير من سنوار أو أي شخص آخر”.

قال عدنان عاشور إن بعض الناس حزنوا، وكان آخرون غير مبالين بشأن السنوار.

وأضاف عاشور: “إنهم لا يلاحقوننا فقط. إنهم يريدون الشرق الأوسط بأكمله. إنهم يقاتلون في لبنان وسوريا واليمن … هذه حرب بيننا وبين اليهود منذ عام 1919، أي منذ أكثر من 100 عام”.

سُئل عما إذا كان موت السنوار سيؤثر على حماس. وقال:”آمل ألا يكون كذلك، إن شاء الله. دعني أشرح: حماس ليست السنوار فقط … إنها قضية شعب”.

 

جباليا تحت النار

 

ولا يزال الهجوم مستمرا على حباليا وسط تأكيد الأطباء في المستشفى المحلي أن العشرات من الجرحى الذين عالجوهم كانوا مدنيين. بينما تم قطع خدمة الأنترنت عن المنطقة.

واستأنفت عمليات إسقاط المساعدات بالمظلات بعد أن قال الأميركيون إن “إسرائيل” يجب أن تسمح بدخول المزيد من المواد الغذائية وإمدادات الإغاثة. لكن المساعدات الإماراتية تسببت في استشهاد مواطن فلسطيني في غزة. وأهل غزة يشتكون من قصفهم مباشرة بعد محاولة أخذ المساعدات غير الكافية أبدا.

واتهمت الولايات المتحدة بالتواطؤ مع الاحتلال لتسطير المجازر في غزة بإمهال الاحتلال شهرا كاملا لتحسين الظروف الإنسانية في غزة، في حين تكسب الوقت لموعد انتخاباتها في الخامس من نوفمبر المقبل. في حين سيقتل الكثير من المدنيين في هذه الأثناء.