حزب البعث يرفض اتفاقا بين قوى الحرية والتغيير والجيش لاستعادة الحكومة المدنية في السودان

رفض حزب البعث السوداني المفاوضات الجارية بين قوى الحرية والتغيير وقادة الانقلاب حول اتفاق سياسي يعيد الحكم المدني، مؤكدا أنه يخدم مصالح المكون العسكري بحسب صحيفة سودان تريبون.

وتتفاوض قوى الحرية والتغيير والمكون العسكري على اتفاق سياسي منذ الأسبوع الماضي بعد اجتماع بين القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو “حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع ووفد قوى الحرية والتغيير الذي يضم الواثق البرير وبابكر فيصل وطه عثمان.

واتفقت الاجتماعات، التي عقدت نتيجة لجهود دبلوماسيي المجموعة الرباعية والآلية الثلاثية، على اعتماد مشروع الدستور الانتقالي الذي أعدته نقابة المحامين كأساس للتفاوض. ويدعو النص الدستوري المقترح إلى عدم مشاركة الجيش في السلطة ويقصر دوره على مجلس الدفاع والأمن الوطنيين. بحسب الصحيفة.

وعلمت الصحيفة أن مجموعات قوى الحرية والتغيير عقدت اجتماعات تشاورية داخلية على مستوى الكوادر القيادية والوسيطة لمناقشة الاتفاقية قبل الإعلان عنها وحشد الرأي العام لدعمها.

ومساء الثلاثاء، نشر عادل خلف الله، المتحدث باسم حزب البعث العربي الاشتراكي، تغريدة أعلن فيها رفضهم لأي اتفاق مع المكون العسكري يحفظ مصالح قادة الانقلاب الذين “على وشك السقوط”.

وأضاف “التسوية (التي تم التوصل إليها) هي مشروع لإنقاذ الانقلاب من السقوط وإطالة مدته. كما أنه يتناقض مع تطلعات الشعب ومعاناته وتضحياته”.

كما دعا إلى إسقاط الاتفاق “من خلال أوسع جبهة شعبية سلميا”.

وتحدثت عدة مصادر قريبة من المفاوضات إلى سودان تربيون عن المعارضة التي يواجهها الاتفاق داخل عدة جماعات تابعة لقوى الحرية والتغيير لكنها قالت إن الاتفاق مقبول بشكل عام. ومع ذلك، توقعوا انشقاق حزب البعث عن الائتلاف السياسي لقوى الحرية والتغيير بسبب التسوية، والانضمام إلى الحزب الشيوعي والفصائل المتحالفة معه.

في غضون ذلك، يضغط الميسرون الدوليون للإعلان عن الاتفاق قبل مظاهرات جديدة في ذكرى الانتفاضة الشعبية في 21 تشرين الأول/أكتوبر أو الذكرى السنوية الأولى للانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول/أكتوبر، خشية أن يؤدي أي قتل للمتظاهرين إلى تعقيد المشهد وإلغاء الاتفاق.

وقد ظهرت بالفعل علامات الخلاف بين البرهان وحميدتي في العلن، على الرغم من النفي المتكرر من كلا الجانبين. وينتقد قائد قوات الدعم السريع البرهان لتحالفه المزعوم مع كوادر وتنظيمات النظام السابق المعادية لحميدتي. بحسب الصحيفة.

ويشير مراقبون إلى أن حميدتي لم يعد يذهب إلى مكتبه في القصر الجمهوري ويستقبل ضيوفه في منزله بالخرطوم. كما أن وصول زعماء قبائل الريزيغات إلى الخرطوم وإعلانهم دعمهم للحميدتي دليل آخر على هذا الخلاف.

 

البرهان يلتقي لجنة التيسير

والتقى البرهان، اليوم الثلاثاء، أعضاء آلية التيسير الثلاثية، لمناقشة الحلول المطروحة ونتائج المفاوضات بين الأطراف السودانية.

وقال محمد بليش من الاتحاد الإفريقي في تصريح عقب انتهاء اللقاء:”إن اللقاء مع البرهان كان صريحا وأعرب عن رغبته في التوصل إلى اتفاق سياسي ينهي الأزمة الراهنة”. وشدد بليش كذلك على أن التسوية السياسية ينبغي أن “يهندسها أصحاب المصلحة أنفسهم وعلى أساس أوسع توافق ممكن في الآراء”. ولم يتم الإعلان بعد عن ملامح الاتفاق.

لكن مصادر قالت إن الجماعات المؤيدة للانقلاب لم تعد تصر على نسبة 25٪ في الحكومة المقبلة. في حين أن قوى الحرية والتغيير مستعدة لقبول مشاركة الحزب الاتحادي الديمقراطي بزعامة محمد عثمان الميرغني، الذي يدعم البرهان وحزب المؤتمر الشعبي الإسلامي.

وكان البرهان قد أعلن في 4 يوليو/تموز أن العنصر العسكري ليس لديه نية للمشاركة في حكومة انتقالية، لكنه طالب بمجلس أعلى للقوات المسلحة يتمتع ببعض السلطات السيادية إلى جانب الأمن القومي والدفاع.

من جهة أخرى، تطالب قوى الحرية والتغيير بالانسحاب الكامل للمكون العسكري من العملية السياسية، وتقصر دوره على قطاعي الأمن والدفاع من خلال مجلس للأمن القومي برئاسة رئيس الوزراء المدني.