حركة الشباب المجاهدين تنشر رسالة عاجلة لجندي كيني أسير لديها منذ نصف عقد من الزمان

نشرت مؤسسة الكتائب الجناح الإعلامي لحركة الشباب المجاهدين رسالة عاجلة من جندي كيني أسير لديها منذ نصف عقد من الزمان حيث تخلت عنه الحكومة الكينية منذ 5 سنوات أي منذ تم أسره في معركة عيل عدي الشهيرة جنوب الصومال في عام 2016.

وافتتح الإصدار بتلاوة الآية الرابعة من سورة محمد، ليعقبها لقطات للأسير الكيني في وقت أسره، بعد معركة عيل عدي.

وعرض الإصدار تصريحات الجندي الكيني “جيريشون واسيك” آنذاك حيث قال فيها:” نحن الجيش الكيني كان عددنا 200 جنديا عندما وصلنا إلى عيل عدي، تحت مظلة بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال “أميصوم”،  وصلنا إلى هنا في الأول من كانون الثاني (يناير)، وتمكنت حركة الشباب المجاهدين من اجتياح معسكر الجيش في عيل عدي وقتلوا جنود الكتيبة التاسعة”.

وأضاف:” لقد هاجمنا مقاتلو حركة الشباب المجاهدين في الخامسة صباحًا، واجتاحوا القاعدة وقتلوا معظم الجنود المتمركزين هنا، وبعد ذلك أخذوا عربات الجيش والذخيرة والسلاح (كغنائم حرب)”.

نفس الأسير ولكن بعد 5 سنوات

بعد ذلك عرض الإصدار صور نفس الأسير بعد مرور 5 سنوات له في الأسر في الصومال.

وبتعليق جانبي “لا يزال أسير حرب”.

وتغيرت ملامح الأسير حيث ظهرت عليه آثار التقدم في السن.

وعرض الإصدار لقطات لما وصفه بـ”معاينة حطام قاعدة عيل عدي العسكرية بمنطقة جيدو بالصومال عام 2021″.

وظهر الأسير جيريشون بجانب حطام القاعدة الكينية التي أسر في الهجوم عليها الذي قتل فيه قرابة الـ 200 جندي كيني، حيث عرضت حركة الشباب المجاهدين حينها ما يوثق مقتلهم.

وقال الأسير يعرف بنفسه:”اسمي جريشون وانيوني، والداي هما جيمس واسيك وريسبر ناسوا، ولدت في الرابع من حزيران (يونيو) 1968 في قرية تشبكاكا، من مقاطعة نزولا، أنهيت دراستي الابتدائية في مدرسة موروكي الابتدائية ودراستي الثانوية في مدرسة سابوتي الثانوية ثم انضممت إلى الجيش الكيني في 4 مايو 1990″.

وأوضوح جيرشون سبب انضمامه للجيش قائلا:”كان السبب الرئيسي للانضمام إلى الجيش الكيني هو حماية زملائي الكينيين وبلدي الحبيب وقد أقسمت على حماية كينيا ودستورها في عام 2011، ثم تم إرسال قواتنا إلى الصومال في ما أطلق عليه عملية “ليندا نتشي” (حماية البلاد)”.

وأضاف:”على الرغم من أننا لم نعرف البلد الذي كنا نحمي فيه أكان كينيا أو الصومال؟!”.

وواصل الأسير وهو يجلس في نفس مكان القاعدة التي كان جنديا فيها، وخلفه حطام الآليات العسكرية حيث قال:”في الخامس عشر من كانون الثاني (يناير) 2016، هاجم جيش حركة الشباب المجاهدين قاعدتنا بعيل عدي وكان القتال شرسًا وتم القضاء على جميع جنود القوات الكينية تقريبًا وفي ذلك اليوم بالذات، وقعت في أيدي حركة الشباب المجاهدين أسيرًا والآن بعد 5 سنوات، لا تزال آثار المعركة مع المركبات المحترقة موجودة في موقع القاعدة والدفاعات المدمرة دليلا على ما حل بنا. ومما زاد الطين بلة أن عيل عدي أصبحت منطقة سياحية جذابة لكل من يريد أن يشهد على الكارثة التي حلت بنا”.

وقال الأسير:”كانت توقعاتي من رئيس وحكومة كينيا أن يسعوا جاهدين كي يتم إطلاق سراحنا ولكن كل ما حصلنا عليه خلال السنوات الخمس الماضية هو الصمت وكالعادة السياسيون يمارسون السياسة بينما الفقراء يريقون دمائهم لحمايتهم، فهل هذه هي الطريقة التي يجب أن نعامل بها ؟ لقد سمعنا عن ما يسمى مبادرة بناء الجسور ولكن من المحزن أن يتم بناء الجسور من أجل مصالحة في كينيا بينما يتم كسر جسر تحرير الأسرى الكينيين في أيدي حركة الشباب المجاهدين، كنت أتوقع أن يُذكّر الشعب الكيني قادته بمحنة الأسرى الكينية في الصومال لكنهم رجعوا سريعا إلى حياتهم. وحياة جندي كيني لا قيمة لها!”.

وتساءل الجندي الأسير:” ماذا ربحنا من حرب السنوات العشر؟ جنودنا أبيدوا في عيل عدي وكلبيو وبينما كان الهدف المعلن لعملية ليندا نتشي هو إطلاق سراح رهينتين من البيض أصبحنا الآن رهائن وقد نسونا”.

وأضاف:”وتتواصل هجمات حركة الشباب المجاهدين على الكينيين بلا هوادة في كينيا ثم منذ 5 سنوات كان هجوم عيل عدي في الصومال بينما شهد العام الماضي  هجوم ماندا باي في كينيا”. في إشارة إلى هجوم الحركة على القاعدة العسكرية الأمريكية في خليج ماندا بكينيا.

ويظهر أن الأسير متابع للأخبار حيث قال في رسالته:”اتصف الأمريكيون بالحكمة بما يكفي لسحب جنودهم، لكن هذه الحكمة لم نصل بعد إليها، كنت أتوقع أن يثير موضوعنا جنرالات الجيش الذين دربونا وأرسلونا إلى الصومال لكن كل ما قدموه لنا هو الصمت خوفا على وظائفهم”.

وعتب الجندي الأسير لم يقف على رئيسه أوهورو كينياتا وحكومته فحسب بل وصل إلى عائلته حيث قال:” كنت أتوقع أن ترفع عائلتي قضيتنا إلى القادة لكنني لم أر أي نتيجة حتى اليوم، وأرغب في التصالح مع عائلتي”.

“أما الإعلام فلا يتحدث عن الغزو ولا يتابع قضايا الأسرى والجرحى من الجنود والأرامل من جراء الحرب”.

وقال أيضا:”أود أن أنصح زملائي الجنود بأنه سيكون لهم قيمة ما داموا أحرارًا ولكن بمجرد أن يصابوا أو يتم أسرهم، فإنه لا قيمة لهم، فحاولوا ألا تصابوا بجروح أو تسقطوا أسرى لأن حالتكم ستكون مثل حالتي”.

وقال الأسير الكيني:”نسمع بأن الأمريكيين قد سحبوا جنودهم من الصومال بعد أن أدركوا أن الأمر لا يستحق إراقة دمائهم هنا ونحن من بقي لحماية السياسيين الصوماليين رغم حقيقة أن الصوماليين لا يريدوننا في أرضهم بل يروننا كصليبيين وليس محررين”.

وختم جيريشون رسالته قائلا:” أود أن أقول لرئيسي أوهورو أنني أقسمت على حماية كينيا ورئاستك لكنك التزمت الصمت وتركتنا فهل ستتركنا في هذه الحالة؟ ثم إنه يتم الحكم على الدولة من خلال الطريقة التي تتعامل بها مع قدامى المحاربين والجرحى أما بالنسبة لكينيا فأنا دليل كاف للحكم عليها، فقبل عدة سنوات كرمت كتيبة الجيش الكيني من جنوب السودان أما بالنسبة لجنود الجيش الكيني في الصومال فلا شرف ولا ذكر للشجعان، والدليل على ذلك أنه لا يوجد نصب تذكاري للجنود الذين قتلوا في عيل عدي أو كولبيو”.

وكانت آخر عبارة للأسير الكيني جيريشون :”في الختام أبعث بتحياتي إلى عائلتي مع أنني لا أعلم ما إذا كانوا لا يزالون على قيد الحياة أم لا؟ وقد تكون هذه آخر مرة تسمعونني فيها”.

رسالة الأسير  التي استغرقت نحو 14 دقيقة، متوفرة على قناة الناشر الإعلامي لحركة الشباب المجاهدين على الإنترنت، الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية، باللغتين السواحيلية والإنجليزية.