حركة الشباب المجاهدين: القائد يختم سلسلته الرمضانية الموجهة للنافرين إلى الجهاد
ختم الشيخ القائد أبو عبد الرحمن مهد وارسمي سلسلته المخصصة للنافرين إلى الجهاد والتي نشرت مؤسسة الكتائب الجناح الإعلامي للحركة حلقاتها الأخيرة من السابعة إلى الحادية عشر مع نهاية شهر رمضان المبارك.
النصيحة السابعة: تقوية وحدة المجاهدين
افتتح الشيخ أبو عبد الرحمن هذه النصيحة بالآية 105 من سورة آل عمران ليقول بعدها: “النصيحة السابعة التي أود أن أقدمها لأخي المجاهد هي أن يجتهد في التمسك بالجماعة وبناء أواصر الوحدة بين المجاهدين والابتعاد عن كل ما يمكن أن يؤدي إلى خلق الانقسامات والشقاق بين المجاهدين. أخي العزيز كن مصدر عون وقوة للمجاهدين ولا تكن عبئا على أكتافهم. اجتهد في فعل كل ما في وسعك لتقريب المجاهدين من بعضهم البعض، وترسيخ صفوفهم وتوحيد كلمتهم. كن شخصًا يشجع المسلمين على حب المجاهدين وعكس صورة جيدة لهم”.
وأضاف:”وبالمقابل الابتعاد عن كل ما يثير الفتنة والشقاق بين المجاهدين أو يفرقهم ويخلق عداوة وعداء بين صفوفهم. واحذر من أي شخص يحاول إحداث شقاق بين المجاهدين وتثبيط هممهم لوقف أعمالهم. لا تكن عدوًا للجهاد دون أن تعلم وأنت تدعي أنك تحب الجهاد والمجاهدين. لا تدع أفعالك عقبة في طريق النصر الذي تأمل في تحقيقه، لأن الانقسامات والخلافات هي الأسباب الرئيسية للهزيمة. فالخلافات تضر بوحدة المجاهدين واعلم يا أخي العزيز أنها مجرد شرارة صغيرة تشعل حرائق ضخمة”.
واستشهد الشيخ القائد بالآية 59 من الأنفال والآية 105 من آل عمران. وحديث نبوي شريف بهذا الصدد.
ليختم نصيحته السابعة بقول:”اعلم يا أخي المجاهد أن نعمة الله ورحمته في وحدة المسلمين وأن العقوبة في الفرقة والانقسام، وبالفعل الذئب لا يفترس إلا الشاة الوحيدة الضالة عن القطيع”.
النصيحة الثامنة: تجنب الخلافات الدينية
وافتتح الشيخ أبو عبد الرحمن نصيحته الثامنة بالآية 36 من سورة الإسراء حيث قال بعد ذلك:” النصيحة الثامنة لأخي المجاهد أن يجتنب الخلاف في أمور الدين، ومناقضة أحكام الله تعالى. لا تبدي رأيك في أحكام الشريعة، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، بغير علم وتقوى راسخين. اعلم أن الشخص آمن طالما بقي صامتًا. ولكن بمجرد أن يتكلم، فإن كلماته ستُحمل إما لصالحه أو ضده، في الدنيا والآخرة”.
وأضاف:” انتبه يا أخي الكريم من نشر الشائعات وطرح الكثير من الأسئلة، وابتعد عن كل ما قد يؤدي إلى الخلافات. استسلم للحق بالكامل ولا تفتح على نفسك وعلى إخوتك أبواب الشر التي لن تقدر على إغلاقها. عش مع إخوانك في وئام ولا تختلف معهم. كن متسامحًا ولا تكن قاسيًا تجاههم. ومن نصيحة النبي لمعاذ وأبي موسى رضي الله عنهما: (تطاوعوا ولا تختلفوا) وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه، قال النبي: “اقرَؤوا القُرآنَ ما ائتلَفَتْ عليه قلوبُكم فإذا اختلَفْتم فيه فقُوموا عنه” وفي هذا الحديث درس مهم يجب أن نتأمله، وهو أن الخلافات لا تحل بالحجج والنقاشات وأن نتائجها لا تستحق الثناء. بدلا من ذلك، من الأفضل تجنب الجدال والتزام الصمت. فلو كان النبي قد منع الصحابة من الجدل في القرآن فكيف يكون الحال مع غير القرآن كأمور الاجتهاد التي يختلف فيها العلماء؟ الجواب هو أن النقاشات الدينية لا تصل لنتيجة مثمرة، مهما كانت جيدة التنظيم. والتجارب والدروس المختلفة التي تعلمناها من خلال الجهاد تشهد أيضًا على هذه الحقيقة، وقد رأينا عمليًا أن المناظرات والردود لا فائدة منها، بل هي عادة سيئة يجب تحذير المجاهدين منها، خاصة في هذا العصر الحالي. فتنة وسائل التواصل الاجتماعي”.
وأضاف:”إتباع الرغبات، الدخول في نقاشات لا معنى لها، المشاحنات المستمرة، إصدار الأحكام بدون دليل، اتهام الآخرين وسبهم، البحث عن الشهرة والمكانة، الكذب ونشر أسرار المسلمين وأخطائهم على الإنترنت، كل هذه سمات مشتركة. مرتبطة بمنصات التواصل الاجتماعي وأولئك الذين يستخدمونها. لذا أود أن أغتنم هذه الفرصة لأحذر المجاهدين، ولا سيما علماء المجاهدين، من الابتعاد عن النقاشات والردود الدينية التي لا تقوم على المعرفة الصحيحة والتقوى والتي غالبًا ما تُنشر على منصات التواصل الاجتماعي. واعلم أن من العقوبات التي خصها الله بمن ابتعد عن سبيله أن يشغلهم بالاختلاف فيما بينهم، مما يهدم النعم ويبث اليأس بينهم ويقضي على شخصيتهم”.
واستشهد الشيخ القائد بحديث :”ما ضَلَّ قومٌ بعدَ هُدًى كانوا عليهِ إلَّا أوتوا الجدَلَ”.
وأضاف: “لا تكن ممن يقف عائقا في طريق الأمة وإخوانه ويمنعهم بغير قصد من كل خير”. واستشهد بحديث نبوي وشرح له.
وقال أيضا: “واعلم يا أخي المجاهد أن ترك الخلاف والجدال يجازيك الله مقابله ببيت في الجنة يكفله رسول الله ﷺ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَنا زَعِيمٌ ببَيتٍ في ربَضِ الجنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا”.
النصيحة التاسعة: أملأ وقتك بطاعة الله
وافتتح الشيخ أبو عبد الرحمن هذه النصيحة بالآية 2 من سورة المائدة. ثم قال:”النصيحة التاسعة لأخي المجاهد: أن تملأ وقتك بطاعة الله، أدّ ما تستطيع من الأعمال الصالحة. فأرض الجهاد كسوق. والذين يستفيدون منه هم الذين يعملون بجد والذين يخسرون فيه هم من يضيعون وقتهم. لذلك اغتنم هذه الفرصة العظيمة يا أخي المجاهد العزيز قبل أن يغلق هذا السوق واعمل على ما ينفعك في الآخرة. استعن بالله ولا تشعر بالضعف والعجز. لا تعتمد فقط على جهادك ولا تنخدع بوساوس نفسك التي تقول لك أنك مجاهد شارك في معارك كثيرة وبقي في الرباط في الجبهات لفترة طويلة مما يكفيه. بل عليك أن تقوم بعبادات مختلفة تقربك إلى الله. حاول أن يكون لديك جدولا زمنيا تقرأ فيه جزءًا من القرآن يوميًا، وتصلي قيام الليل والصوم تطوعا بقدر ما تستطيع. حاول أن تقرأ الأذكار وتأكد من أن لسانك رطب بذكر الله. اقرأ ما أمكنك من كتب العلم، ولا تستخف بأي عبادة مهما كانت صغيرة، فقد ينادى عليك من جميع أبواب الجنة يوم القيامة” واستشهد يحديث نبوي بهذا الشأن.
وأضاف: “لذا يا أخي المجاهد العزيز، خذ وقتك في الخلوة مع نفسك بين الحين والآخر، لكي تحاسبها، وتتأمل في تقصيرك، وتصحح أخطاءك، وتحث نفسك على مخافة الله. ساعد إخوتك بقدر ما تستطيع وافعل ما تستطيع من أجلهم؛ سواء كان غسل ثيابهم أو طبخ طعامهم أو التنظيف بعدهم أو نصحهم أو مساعدتهم في نوبة الحراسة، ولا سيما الضعفاء منهم مثل المصابين أو العاجزين عن أداء واجباتهم. بسبب القيود الأمنية المفروضة عليهم. اصبروا على هذه الأعمال واطلبوا الأجر من الله”.
وقال أيضا:”أخي المجاهد العزيز، كن من يعين إخوته ليكون الله في عونك، فإن من كان الله إلى جانبه ينجح. لا تكن كسولًا أو بطيئًا، أو بمعنويات مضطربة. لا تكن شخصًا يتبع هواه وغير قادر على التحكم أو كبح جماح نفسه. لا تكن شخصا يحمل ضغينة على إخوته إذا لم تسر الأمور كما يريد. اعلم أنه يجب على المسلمين دائمًا أن يساعدوا بعضهم البعض في تعزيز الفضيلة والنهي عن المنكر. استغل وقت فراغك لحضور مراكز التعلم والمشاركة في المعسكرات التدريبية والسفر إلى الخطوط الأمامية للمجاهدين. اجتهد في تعلم المعارف الإسلامية المفيدة، ودرب نفسك بدنيا وشارك في الندوات الإسلامية. لا تضيع وقتك بالتجول في الشوارع بلا حراك، أو الجدال في المقاهي والتسكع في الأسواق. اعلم يا أخي المجاهد أن نوايا هجرتك لم تكن لتضييع وقتك في مطاردة مشاغل الدنيا ومكاسبها المادية. أنت إنسان يبحث عن الآخرة ولست تاجراً يسعى للربح في الدنيا. لقد وعدت الله وليس الناس. لم تجعل الهجرة تضيع وقتك في المطاعم. بل هجرتك لتقضي وقتك في ساحات الجهاد. ومن شغل نفسه بحياته المادية عن الآخرة ، فهو كمن استبدل ربحًا أبديًا وافرًا بربح بخيل. وهل أماكن العبادة والتجمعات التي يذكر فيها الله تعالى تضاهي الأماكن التي لا يذكر الله فيها مثل السوق؟ طبعا لا يا أخي المجاهد العزيز. ابتعد عن هذه الأماكن. الابتعاد عن الأماكن التي تجلب سخط الله إلا عند الضرورة القصوى، مثل تلبية حاجتك الماسة. وتجنب مناقشات المقاهي والنقاشات المستمرة في المطاعم والأسواق. اعلم أنه لا يمكن أبدًا تعويض الوقت الذي تضيعه، لذلك عليك أن تحاسب نفسك وتفكر في كيفية قضاء وقتك. اسأل نفسك دائمًا هذا السؤال: ما الذي استفدت منه منذ أول لحظة هاجرت فيه لأول مرة حتى هذه اللحظة؟ قارن وضعك اليوم بما كنت عليه بالأمس. من علم أنه تحسن منذ الهجرة فعليه أن يشكر الله على ذلك، ومن وجد حاله قد تدهور فلا يلومن إلا نفسه”.
النصيحة العاشرة: قدّر الأنصار
وبالآية 9 من سورة الحشر استهل الشيخ القائد النصيحة العاشرة حيث قال فيها:” النصيحة العاشرة لأخي المجاهد أن يقدر حقوق الأنصار وفضائلهم. لقد آووك عندما كان الناس يعادونك. لقد رحبوا بك بحرارة عندما أبعدك الآخرون. لقد قدموا لك يد العون عندما هجرك الآخرون. لقد ساعدوك بسخاء عندما رفض الآخرون إعطائك أي شيء. لقد قطعوا العلاقات مع أقاربهم من أجلك عندما قطع أقاربك العلاقة بينك وبينهم بسبب جهادك. لقد فعلوا كل ذلك من أجلك دون وجود أي روابط قرابة أو انتماء قبلي أو علاقات تجارية بينك وبينهم. وهم مستمرون في مساندتك لأنهم يرون أن الولاء والأخوة بين المسلمين عبادة، لدرجة أنهم ضحوا بكل شيء عزيز عليهم من أجل دعمكم والدفاع عن إخوانهم المهاجرين. وهم مستمرون في تحمل كل أنواع الصعوبات التي أصابتهم وثرواتهم وأسرهم ومزارعهم ومنازلهم. لقد تحملوا كل ذلك لينالوا رضا الله ونصرة أخي العزيز المهاجر. ونسأل الله تعالى أن يجعلهم ممن ذكرهم في القرآن”.
وأضاف:”أخي المهاجر العزيز كن ممتنا لمن يحسن من الأنصار وتغاضى عن أخطائهم. كن شخصًا يحب الأنصار حقًا وكن لهم يد العون والمعلم الذي يعلم غير المتعلمين بينهم باللطف والحكمة. احترم كبار السن، ارحم صغارهم، احترم قادتهم، واعرف حقوق علمائهم ولا تقلل من شأن شيوخهم القبليين. لا تسعى لكشف عيوبهم. لا تبالغ في أخطائهم وحاول قدر المستطاع أن تتعلم عن ثقافتهم من أجل كسب قلوبهم. أحذرك يا أخي المجاهد العزيز من عدم احترام الأنصار أو إظهار الجحود تجاههم، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى هلاكك. واعلم أنه إذا كان هناك من يستحق ذكر النعم التي قدمها للآخرين، فمن المؤكد أن الأنصار هم أحق الناس بذلك. ويكفينا أن الاستخفاف بالمسلم إثم.” واستشهد بأحاديث عن فضل الأنصار في الإسلام.
وختم الشيخ نصيحته بكلمة لقبائل الأنصار الصومالية فقال:”وأقول لقبائل الولايات الإسلامية المسلمة؛ جزاكم الله خير الجزاء على دعمكم المستمر للحق وعلى دفاعكم عن كتاب الله ونصرة المسلمين المظلومين. فقط الله وحده سبحانه وتعالى القادر على أن يجازيكم على كل ما فعلتموه، نحن نعتز حقًا ونقدر التزامكم بالجهاد وسنحفظ مقامكم دائما في قلوبنا ولا نرضى لكم بدلًا. نسأل الله أن يوفقكم ويرضى عنكم ويرزقكم ويمن عليكم من واسع فضله. نسأل الله لكم العافية والازدهار الدائمين. واسأل الله أن يثبتكم على الحق، وأن يجعلكم من أنصار الجهاد للأبد ويغفر الله كل ذنوبكم”.
النصيحة الحادية عشرة: اعلم أن النجاح بيد الله
وختم الشيخ أبو عبد الرحمن سلسلة نصائحه بنصيحة حادية عشر، استهلها بالآية 9 من سورة آل عمران ثم قال:” النصيحة الأخيرة لأخي المجاهد هي: اعلم يا أخي العزيز أن كل التوفيق في يد الله وحده، وأن الدعم لا يأتي إلا بالله. فاستعن بالله. فالله لا يترك من يرجو رحمته. يستجيب لمن دعاه. ولا يرفض أبدًا من تاب إليه بإخلاص وقلبه يملأه الندم. التفت إلى الله في كل ما تحتاجه. ادعه بكثرة لنفسك ولوالديك وأهلك ولكل المسلمين. ادع الله لإخوانك في الجهاد وادعوه في الأوقات التي يُرجى فيها قبول الدعاء. واعلم أننا نمر بمرحلة صعبة وأننا محاطون بمحن من كل الأنواع ولا ينجو أحد من هذه المحن إلا برحمه الله” واستشهد الشيخ بالآية 27 من سورة ابراهيم.
وقال:”أخي المجاهد العزيز لقد رأيت الكثير من الأشخاص الذين كنت تعرفهم، والذين كانوا يحبون القدوم إلى بلاد الجهاد. لم يكونوا راضين أبدًا عن الحياة التي كانوا يعيشون فيها ولم يسعدوا بها أبدًا. لذا فقد تحملوا كل أنواع الصعوبات وتحدوا الأخطار من أجل الوصول إلى بلاد الجهاد. لكن بمجرد وصولهم إلى أرض الجهاد بفضل الله، وحصلوا أخيرًا على ما كانوا يتوقون إليه بشدة، تغيرت قلوبهم فجأة. وضعف إيمانهم ولم يعد بإمكانهم تحمل عبء الجهاد ونتيجة لذلك أداروا ظهورهم وعادوا إلى حيث هاجروا أو حتى أسوأ من ذلك، سلموا أنفسهم للعدو. نفس العدو الذي كان يذلهم ويتعدى على شرفهم وكرامتهم. ولا حول ولا قوة إلا بالله! انتبه لهذه الحقيقة يا أخي المجاهد العزيز، ولا تعتبر تلك الفتنة أمرا تافها. بل تعلم منها درسا واسأل الله أن يخلصك منها. احذر أن تقع في نفس الفتنة التي حلت بهم وادع الله بدعاء الصالحين” (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا).
وقال الشيخ:”كن صادقا مع الله واطلب رضاه. اتبع هديه وأحسن الظن به، واعبده بالخوف والرجاء. انطلق نحو الجهاد ولا تخاف. وليكن رزقك في رحلتك صبرا وتقوى الله، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين”.
الحلقات متوفرة على قناة الناشر الإعلامي لحركة الشباب المجاهدين على الأنترنت، الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية.