تقرير: حركة الشباب المجاهدين لا تظهر أي علامات على التراجع في شرق أفريقيا

سط تقرير نشره موقع هيران الضوء على فشل الاستراتيجية الغربية في الصومال في القضاء على حركة الشباب المجاهدين.
وبحسب التقرير تم ترشيح الجنرال محي الدين من قبل مجلس الوزراء وأقره الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود من خلال توقيع مرسوم. وتأتي إعادة هيكلة القيادة العليا للجيش الصومالي استعدادا لشن هجوم جديد ضد حركة الشباب، فيما يسميه الرئيس حسن شيخ المرحلة الثانية من العمليات.
وصرح حسن شيخ في وقت سابق من هذا العام: “لدينا خبرة أكثر مما كانت عليه عندما دخلنا الحرب لأول مرة في ولايتي جلمدغ وهيرشبيلي. لقد تعلمنا تكتيكات حركة الشباب. معنوياتنا تخبرنا أننا قادرون على هزيمتهم. سياسة الحكومة الحالية هي تحرير البلاد من حركة الشباب”.
ومع ذلك يوضح الموقع، يبدو أن حركة الشباب لا تعاني من نقص في القوى العاملة، حيث فشلت الخسائر المتكررة الناجمة عن الغارات الجوية الأمريكية والمناوشات مع قوات الأمن التابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال -أتميس- في كبح أعمال الجماعات الجهادية ضد القواعد العسكرية في الصومال.
وعلى الرغم من أن حركة الشباب هبطت إلى الريف لبعض الوقت، إلا أنها لا تزال قادرة على شن هجمات في العاصمة الصومالية مقديشو، ضد القواعد العسكرية لنظام أتميس، وعبر حدود الدولتين المشاركتين في أتميس، إثيوبيا وكينيا.
وزار الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا – أفريكوم-، مقديشو للقاء الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، وقيادة وزارة الدفاع والخارجية الصومالية، وقوات أتميس في وقت سابق من يونيو. وكانت الزيارة لمناقشة الأولويات العملياتية المشتركة ضد عدوهم المشترك، حركة الشباب. كما زار الجنرال لانغلي كيسمايو للإشراف على عمليات القوات الأمريكية الجارية وتدريبها، فضلا عن الاجتماع مع رئيس الولاية العضو في جوبالاند الفيدرالية أحمد مادوبي وقيادة القوات الخاصة الصومالية.
وتأتي الزيارة إلى الصومال في أعقاب هجمات كبيرة شنتها حركة الشباب ضد قوات التحالف الدولي في الصومال، حيث تمت مداهمة قاعدة عسكرية أوغندية وعدد من القواعد الأخرى. وبحسب التقرير قتل 54 جنديا أوغنديا متمركزين في قاعدة أتميس على بعد 120 كيلومترا جنوب غرب مقديشو في هجوم لحركة الشباب في 26 أيار/مايو. ومن بين الجثث التي عثر عليها الضابط القائد الأوغندي المقدم إدوارد نيورو.
وأعلن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني أن اثنين من القادة الذين أمروا بالتراجع خلال الهجوم سيواجهون محاكمة عسكرية.
وأظهرت صور على قنوات التواصل الاجتماعي الجهادية ما يقرب من عشرة جنود أوغنديين يتم أسرهم واحتجازهم من قبل مقاتلي حركة الشباب.
وأدانت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الهجوم.
وبحسب التقرير فإن الوجود المتزايد للولايات المتحدة وتفانيها في محاربة حركة الشباب، والذي تجلى في زيارة الجنرال لانغلي، هو انعكاس كبير من قبل الإدارة الحالية عن سحب الرئيس السابق ترامب للقوات الأمريكية من الصومال.
وعلى الرغم من انخراطها في القتال ضد القوات البرية التابعة لحركة أتميس من إثيوبيا وأوغندا وكينيا، إلا أن حركة الشباب تقوم بنشاط بأنشطة جهادية وبنجاح متفاوت عبر الحدود إلى البلدان المجاورة انتقاما لتمركز قوات هذه البلدان داخل الصومال بحسب التقرير.
وفي 7 حزيران/يونيو، أعلنت حركة الشباب أنها نفذت تفجيرات استشهادية ضد قاعدة عسكرية إثيوبية بالقرب من بلدة دولو الحدودية، معلنة عن أنها استهدفت المقر العسكري ومستودع للذخيرة وتسببت في “خسائر فادحة في الأرواح والجرحى”.
وأنكرت إثيوبيا ذلك، حيث غردت وزارة الخارجية الإثيوبية بأن قواتها “أحبطت بنجاح محاولة هجوم شنتها جماعة الشباب الإرهابية على بلدة دولو الحدودية بين إثيوبيا والصومال”.
وبغض النظر عن نتيجة الهجوم، -بحسب التقرير- تحتفظ حركة الشباب بالقدرة على شن هجمات عبر الحدود على جيرانها، كونها جريئة بما يكفي لمهاجمة الأهداف العسكرية مباشرة.
وزادت حركة الشباب من وجودها وأنشطتها في شرق كينيا، حيث تسببت هجمات مؤكدة خلال الشهر الماضي في مقتل أكثر من 30 جنديا وضابط شرطة ومدنيا كينيا بحسب التقرير.
ولا تقتصر الهجمات على الطرق الريفية، حيث أعدم خمسة أشخاص في 24 حزيران/يونيو في قريتهم في مقاطعة لامو الساحلية في كينيا. وهاجم ثلاثون من حركة الشباب القرية، وأحرقوا المنازل وذبحوا أربعة نصارى كينيين وأطلقوا النار على آخر.
ووفقا لسكان القرية، تم حبس النساء في منازلهن ولم يتم التعرض لهن بينما أمر الرجال النصارى بالخروج وتقييدهم وإعدامهم.
وفي مقابلة مع فرانس 24، قال الرئيس الكيني وليام روتو: “نحن واضحون جدا وسنبعث برسالة قوية جدا إلى حركة الشباب مفادها أننا لن نتراجع عن المكاسب التي حققناها في العامين الماضيين”، مشيرا إلى أن كينيا قد تختار إبقاء قواتها المتمركزة في الصومال بعد تاريخ الانسحاب في نهاية حزيران/يونيو. وعلى الرغم من هبوط حركة الشباب إلى الريف منذ فقدانها السيطرة على مقديشو في عام 2011، إلا أنها أثبتت أنها تمرد قادر وتهديد متزايد للاستقرار في القرن الأفريقي، وهو تمرد لا يبدو أنه يفقد زخمه في أي وقت قريب بحسب التقرير.