بعد هيمنة الاستثمارات الصينية الحكومة الأوغندية تدخل تعليم اللغة الصينية في المدارس وتستعين بشركات صينية لجذب السياح الصينيين
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
هيمنت الشركات الصينية على مشاريع الاستثمارات في أوغندا، كما أثقلت الديون الصينية كاهل الحكومة الأوغندية، وفي ظل هذا التغلغل الصيني في البلد الشرق إفريقي، أصبح تعلم اللغة الصينية سمة بارزة تلقّن في المدارس بقرار حكومي، كما أصبح السياح الصينيون هدف وزارة السياحة الأوغندية الأول، وأصبح المواطن الأوغندي في نهاية المطاف أسير مشهد الهيمنة الصينية.
اللغة الصينية مطلب أوغندي
ويعاني الشباب الأوغندي من البطالة وقلة فرص العمل، ومع انتشار الشركات الصينية أصبح تعلم اللغة الصينية منقبة يوظّف بها الأوغندي ويتمكن من تأمين عمل له.
وهو ما جعل الحكومة الأوغندية تدرج تعليم اللغة الصينية في نظام التعليم الأوغندي لتلبية طلبات الأوغنديين الباحثين عن فرص للعمل.
وتعتبر الصين الشريك التجاري والمستثمر الرئيس في القارة الإفريقية ليس فقط في أوغندا، وأصبح المراقبون يتوقعون مع انفتاح المكاتب الثقافية الصنيية في البلدان الإفريقية أن تصبح اللغة الصينية لغة المستقبل الأولى في هذه البلدان.
ويجدر الذكر أن وزارة التعليم الأوغندية خصصت 35 مدرسة في البلاد لتدريس اللغة الصينية.
وقال غريس باغوما، مدير المركز الوطني لتطوير المناهج الدراسية بأن القرار الحكومي كان مدفوعًا بالعلاقات بين الدولتين.
وعلل باغوما هذا القرار فقال: “يهيمن النشاط الاقتصادي وتطوير البنية التحتية والطبية الصينية في أوغندا، ويرتبط أغلب التجار الأوغنديين بالصين، لذا فإنه من المهم تعميق المعرفة بالصين والسبيل الوحيد لذلك هو تعلم لغتها”.
وينظر أغلب الأوغنديين لتعلم اللغة الصينية كوسيلة لتحصيل وظيفة وتبديد شبح البطالة الذي يلاحقهم.
وقد قام معهد “كونفوشيوس” خلال السنوات الأربع الأخيرة بتعليم الطلاب اللغة الصينية. واليوم تم تعيين طلابه المتخرجين لسد وظائف معلمين للغة الصينية في مدارس أوغندا.
وأكد بعض الأوغنديين أن السبيل للفوز بالوظيفة في الشركات الصنيية ليس فقط المعرفة باللغة الصينية بل أيضا القدرة على إقناع الصينيين أنك صاحب كفاءة وقدرة على تلبية متطلباتهم في العمل، “يجب أن تعطيهم أفضل ما لديك”.
وموّلت الصين العديد من مشاريع البنية التحتية الكبرى في أوغندا، منها مشروع الطاقة المائية “كاروما” الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 600 ميغاواط ، وتكلفته 1.8 مليار دولار، ثم مشروع الطريق السريع بين كمبالا وعنتيبي الذي بلغت تكلفته 350 مليون دولار.
شركات للدعاية
وفي شأن متصل بالصين، أعلن وزير السياحة الأوغندي “إفرايم كامونتو” أن أوغندا تعتزم الاستعانة بثلاث شركات علاقات عامة في الصين واليابان ودول الخليج بهدف الترويج للسياحة في أوغندا.
كما أشار الوزير الأوغندي إلى استعانة مسبقة من أوغندا بشركات أخرى في بريطانيا والولايات المتحدة والدول الناطقة باللغة الألمانية للترويج للسياحة في أوغندا.
وأكد كامونتو بأن ” الحكومة الأوغندية قد أنفقت حتى الآن 1.5 مليون دولار على هذه الحملة التي كان لها تأثير في القطاع السياحي “، حيث تم تسجيل زيادة في عدد السياح الأمريكيين بنسبة 17%، وهو ما شجع الحكومة للاستعانة بعدد آخر من شركات العلاقات العامة وارتفع بذلك عدد هذه الشركات من ثلاث شركات إلى ست شركات للدعاية.
وبحسب الوزير الأوغندي تشير التقديرات ” إلى أن عدد السياح الصينيين في الخارج يبلغ حوالي 130 مليون سائح، فلو تمكنت أوغندا من الحصول على 1% فقط من هذا العدد للسياحة في أوغندا، فإن ذلك سيحقق مكاسب أكيدة “.
كما أعرب الوزير عن رغبة حكومته في جذب السياح اليابانيين والخليجيين.
وبحسب وزارة السياحة الأوغندية فإن القطاع السياحي يعتبر أكبر مصدر للعملة الصعبة في البلاد، حيث وصلت الأرباح فيه إلى 1.453 مليار دولار خلال عام 2017، كما ساهم قطاع السياحة في رفع إجمالي الناتج المحلي الذي ارتفع من 6.6% خلال عام 2016 إلى 7.3% خلال عام 2017.
الدجاج الأوغندي محظور
وفي شأن منفصل، نددت أوغندا باستمرار الحظر المفروض من كينيا على استيراد الدواجن الأوغندية بالرغم من إعلان كامبالا احتواءها لمرض إنفلونزا الطيور في شهر مارس من عام 2017.
من جانبها التزمت كينيا التي أرسلت فريقا لتقييم وضع المرض في أوغندا، التزمت الصمت ولم تتجاوب مع طلبات كامبالا المتكررة بهذا الشأن كما استمرت في فرض الحظر على الدواجن الأوغندية.