بعد فشل الحملة العسكرية واشنطن تعين سفيرا جديدا للصومال والجمهوريون يطالبون بإخراج قواتهم

عينت الولايات المتحدة سفيرا جديدا في الصومال بعد فشل الحملة العسكرية الضخمة التي شنتها القوات الخاصة الصومالية المدربة على يد القوات الأمريكية والتركية، رغم الدعم الجوي والتوجيه القيادي الذي قدمته القوات الأمريكية لهذه القوات.
وأعلن البيت الأبيض يوم الأربعاء أن ريتشارد رايلي، وهو دبلوماسي قديم، سيكون السفير الجديد في الصومال ومن المحتمل الآن أن يشرف على المرحلة الثانية من العمليات ضد حركة الشباب التي تعثرت بسبب هجمات حركة الشباب الاستباقية لقواعد القوات والميليشيات الحكومية.
وتحرص الولايات المتحدة بشدة على إحراز تقدم في الحرب على حركة الشباب المجاهدين وإسقاط نظام الشريعة الإسلامية في مناطق سيطرة الحركة، قبل نهاية العام حيث من المفترض أن تنسحب قوات التحالف الدولي لنقص التمويل ومشاكل أخرى.
وسيحل رايلي محل السفير لاري أندريه الذي تم تجنيده في البلاد في يناير 2022. وتشير بعض التقارير إلى أن استبدال لاري أندريه بعد سنة من تنصيبه سفيرا للصومال، جاء لما وصف بالأخطاء التي ارتكبها.
وتم استدعاء أندريه الآن إلى واشنطن العاصمة. ووفقا للبيان، يعمل رايلي حاليا دبلوماسيا كبيرا في السفارة الأمريكية في أوتاوا، العاصمة الكندية.
في السابق ، كان رايلي القنصل العام في القنصلية الأمريكية العامة في بيشاور بباكستان، كما عمل في مهام قيادية عليا مثل القائم بالأعمال المؤقت ونائب رئيس البعثة في السفارة الأمريكية في أوسلو بالنرويج، ومساعد رئيس البعثة في السفارة الأمريكية في كابول، بأفغانستان، ونائب رئيس البعثة في السفارة الأمريكية في صنعاء، باليمن، والممثل المدني الأول (قائد الفريق) في فريق إعادة إعمار المقاطعات في محافظة نانغارهار بأفغانستان.
وفي وقت سابق، شغل منصب نائب مدير مكتب شؤون مصر والمشرق في وزارة الخارجية، وكبير منسقي الديمقراطية وحقوق الإنسان في السفارة الأمريكية في بغداد، بالعراق، ونائب رئيس فريق إعادة إعمار المحافظات في ذي قار (الناصرية)، بالعراق.
وعمل رايلي أيضا في لندن وإنجلترا وموسكو وروسيا وبكين وتشنغدو بالصين وكينغستون بجامايكا. ويبدو أن تجربته في البلدان التي مزقتها الحروب قد أثرت في قرار البيت الأبيض.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أشاد السفير الأمريكي الجديد في مقابلة مع إذاعة صوت أمريكا بالقوات الصومالية.
ومنذ كانون الثاني/يناير، تبرعت الولايات المتحدة بأكثر من 60 طنا من الأسلحة والذخيرة للقوات الصومالية لدعم العمليات العسكرية ضد حركة الشباب.
كما تقوم الولايات المتحدة بتدريب وحدة القوات الخاصة المعروفة باسم “دناب” والتي تعني “البرق” وتقود الهجوم ضد حركة الشباب ميدانيا وجويا.
ومن خلال بيان صدر في 25 مارس/آذار، من المتوقع أيضا أن يعمل المبعوث الجديد رايلي عن كثب مع أعضاء المجتمع الدولي في محاولته فرض الهيمنة الأمريكية على الصومال، حيث يقاتل مقاتلو حركة الشباب للإطاحة بالحكومة الصومالية الهشة المدعومة من الغرب ولإخراج قوات التحالف الدولي المساند لها ولقطع حبال الهيمنة الغربية وإقامة نظام الشريعة الإسلامية الشامل المستقل. مما يشكل تحديا للهيمنة الأمريكية في منطقة القرن الإفريقي.

 

الجمهورين يعارضون بايدن

 

وقدم النائب الجمهوري مات غايتز قرارا يتعلق بسلطات الحرب يسعى إلى إخراج جميع القوات المسلحة الأمريكية من الصومال، باستثناء تلك المكلفة بحماية السفارة الأمريكية. حيث يمثل القرار تحديا لسياسة إدارة بايدن في القرن الأفريقي.
وفي بيان، انتقد النائب غايتز عدم قدرة القيادة العسكرية على تقييم فعاليتها بشكل صحيح، قائلا:”كيف يتوقعون من الأمريكيين أن يصدقوا تبريرهم لاحتلال الصومال عندما لا يستطيعون حتى تحديد من سيقود انقلابا عنيفا بعد ذلك في برامجهم التدريبية؟”,
كما تساءل عن ضرورة استمرار احتلال الصومال، قائلا: “بينما قررت آلة الحرب في الكونغرس أن تستعر في سوريا، يجب عليهم أن يشرحوا كيف أن استمرار احتلال الصومال يخدم مصالح الشعب الأمريكي في الداخل على أفضل وجه. وإذا لم يتمكنوا من ذلك، يتعين على الكونغرس إعادة قواتنا إلى الوطن من الصومال”.
وسيؤدي قرار سلطات الحرب إلى إجراء تصويت في مجلس النواب في غضون 18 يوما من تقديمه.
وسيتطلب أيضا سحب جميع القوات المسلحة الأمريكية من الصومال في موعد لا يتجاوز 365 يوما بعد تبني القرار.
وبدون مساعدة واشنطن، يؤكد الخبراء على أن الحكومة الصومالية الهشة لا يمكنها هزيمة حركة الشباب المجاهدين، التي يتوقع أن تسيطر على كامل البلاد كما سيطرت حركة طالبان على أفغانستان بعد حجم ضخم من الدعم الأمريكي لإقامة حكومة موالية، انتهى بالفشل.
وسحب الرئيس الأمريكي الجمهوري السابق دونالد ترامب قوات الولايات المتحدة في نهاية فترة ولايته في عام 2020، ثم ما أن استلم بايدن الديمقراطي الحكم، حتى عكس القرار وأعاد القوات.
من جانبها لم تعلن إدارة بايدن عن أي خطط لسحب القوات من البلاد، لكن قرار النائب غايتز قد يثير نقاشا حول هذه القضية في الكونغرس.
ولا يزال الصراع بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة وبين التمرد الإسلامي بقيادة حركة الشباب المجاهدين، مستمرا في الصومال لحرب طويلة الأمد قد أعد لها مقاتلو الحركة حرب عصابات وخبرة قتالية منذ قرابة العقدين من الزمن.