المجلس العسكري في النيجر يقطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا، عقب هجوم تينزواتين الدامي في مالي

أعلنت النيجر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا، في خطوة تؤكد تصاعد الخلافات بين بعض دول غرب أفريقيا وكييف. يأتي هذا القرار بعد خطوة مماثلة اتخذتها مالي قبل يومين، حيث قطعت العلاقات مع أوكرانيا أيضًا.
واستشهدت الدولتان بتصريحات مسؤول عسكري أوكراني أشار إلى أن كييف لعبت دورا في مقتل العشرات من الجنود الماليين الشهر الماضي في شمال البلاد.
تحاول أوكرانيا كسب حلفاء في أفريقيا خلال حربها مع روسيا، في محاولة لمواجهة نفوذ موسكو المتزايد في القارة.
وفي نهاية يوليو/تموز الماضي، قُتل العشرات من الجنود الماليين، إلى جانب مرتزقة من مجموعة فاغنر العسكرية الروسية، في اشتباكات مع الانفصاليين”أزواد” ومسلحين من نصرة الإسلام والمسلمين فرع تنظيم القاعدة في مالي، بالقرب من الحدود الجزائرية.
وكان النظام العسكري في مالي قد لجأ إلى مجموعة فاغنر سيئة السمعة في عام 2021، سعياً للحصول على الدعم في مواجهة الجماعات الجهادية وملء الفراغ الذي خلفته فرنسا وراءها عقب انسحابها من مالي.
وبعد أن أكدت شركة فاغنر “الخسائر” في هجوم يوليو/تموز، قال أندريه يوسوف، المتحدث باسم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، إن الانفصاليين تلقوا “المعلومات الضرورية التي يحتاجون إليها” لتنفيذ الهجمات. ولم يذكر تفاصيل أكثر.
وردا على تعليق يوسوف، اتهمت مالي أوكرانيا بانتهاك سيادتها وأعلنت أنها ستقطع العلاقات مع أوكرانيا فوراً.
من جانبها ردت الحكومة النيجرية على تصريحات يوسوف يوم الثلاثاء، ووصفت بأنها “غير مقبولة” وذلك على لسان المتحدث باسم الحكومة أمادو عبد الرحمن.
ولم تعلق وزارة الخارجية الأوكرانية حتى الآن على قرار النيجر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا.
وفي وقت سابق وصفت وزارة الخارجية قرار مالي بقطع علاقتها مع أوكرانيا بأنه “قصير النظر ومتسرع”، وقالت: “إن أوكرانيا تلتزم “دون قيد أو شرط” بالقانون الدولي”، واتهمت الجماعات التي تسيطر عليها روسيا بارتكاب “جرائم حرب عديدة” في دول أفريقية.
من جانبها تدخلت روسيا في القضية يوم الأربعاء، متهمة أوكرانيا بفتح “جبهة ثانية” في أفريقيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا لوكالة أنباء ريا نوفوستي إن “نظام الرئيس الأوكراني زيلينسكي يؤيد الجماعات الإرهابية في دول القارة الصديقة لموسكو”.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت مالي والنيجر وبوركينا فاسو انقلابات عدة، وقامت حكوماتها العسكرية الجديدة بإلغاء اتفاقيات الدفاع مع فرنسا والولايات المتحدة، مفضلة المساعدة العسكرية من روسيا.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن عددا من الأشخاص تجمعوا في موسكو لتكريم مقاتلي فاغنر الذين قتلوا في هجوم يوليو/تموز الدامي في مالي، ووضعوا الزهور الحمراء تحت صور المقاتلين، في النصب التذكاري يوم الأحد.